كربلاء / أمجد علييؤكد الصحفي العراقي ناظم السعود أن الصحافة الثقافية هي الغالبة على الصحافة مما ولد غيابا شبه تام للصحافة الأدبية التي تحتاج بحسب رأيه إلى محرر جوال يكتشف المواهب في المدن والقصبات ويسلط الضوء على الإبداع ويتابع حركة الأدب في بلاده وليس عليه الانتظار في المكتب لقراءة البريد القادم إليه من المبدعين.
بهذه الكلمات بدا السعود حديثه في الأمسية التي أقامها له نادي الكتاب في كربلاء والتي بدأها مقدمها الشاعر سلام محمد البناي مرحبا بالسعود الذي هو واحد من المتفانين في الطيبة، دائم التشخيص لايجابيات وسلبيات المشهد الثقافي العراقي، محب لجميع المثقفين والأدباء ؛ بطيبته وإنسانيته وحبه لمساعدة الآخرين دفع بالعشرات من الأسماء إلى عالم الإبداع الثقافي وهو يستحق أن يكون مرجعا أدبيا لكل الأجناس الأدبية والعناوين الإعلامية ، ويضيف البناي أن السعود عاش ثلاثة عقود زمنية متتالية وتمركز في قلب الحدث الثقافي يرصد ويتفحص ويحلل جزئيات المشهد وما يعتريه من مستجدات وعلل واضطرابات أعطى للثقافة العراقية الكثير لكنه لم يأخذ منها إلا القليل وما زال يجوب بعكازه مدن الوطن ، ناظم السعود أحد ابرع من عملوا في الصحافة الأدبية وأصابوا في النقد الأدبي، ولد في محافظة بابل عام 1956 ، درس الأدب الألماني في (فينا) ووصل إلى الأزهر في مصر ليدرس هناك . عمل محررا في أكثر من 17 مجلة وجريدة منذ عام 1978 ، كتب الشعر والقصة والرواية والعمود الأدبي، له مخطوطتان (سليلة الماء) و (مختارات من الأعمدة الصحفية) ، أطلقت عليه ألقاب كثيرة منها (شيخ الصحافيين الثقافيين ) ، (المحرر الثقافي الأقدم ) ، (الكاتب النزيه ) ، ( المشاكس الثقافي ) وغيرها. خطابه المعلن كخطابه المضمر، صادق مع مهنته ، جريء في طرحه. كُتب الكثير عن إبداعه وألمه ، طائر يعيش في سماء أحلامه ومازال يحتفظ بكرامة مهنية امتدت لأكثر من ربع قرن ، ولو أن مصرفا يقبل إيداع الألقاب والتصنيفات في حساباته لكان من أغنى أغنياء العراق كما يقول، ثم عكف البناي على كتاب السعود الأخير ( الآخرون أولا) والذي هو واحد من أسباب احتفالية نادي الكتاب والتي عدها موسوعة كبيرة تحدث فيها عن 124 شخصية ثقافية وملحقا تضمن ما كتب عن السعود من شهادات ومقالات بلغت 17 شهادة .وتحدث السعود عن تجربته وكتابه وقال: أنا دائما أقدم الآخرين على نفسي ونقلت هذا المفهوم إلى الصحافة والأدب ولذلك رحت ابحث عن الطاقات المخفية وهذا جزء من عمل المحرر، وأضاف إن عمل المحرر ميداني يرمي بشباكه ليجد المواهب لا أن يكون جليس مكتبه ينتظر بريد الأدباء والمثقفين مثلما أن عمل المحرر الثقافي الثاني إسناد للنتاج الثقافي وليس كاتبا ثقافيا وهو يجاهد بالخطاب ويصحح ما يخطئ به الأديب وينتقد وينقذ ويوقف النتاج ، ويكشف السعود أن واحدة من هذه الميدانيات هي ذهابي إلى الشاعر موفق محمد وانتزعت منه قصيدته المشهورة ( عبدئيل ) ونشرها في حينها وأصبحت رمزا لعراقيي الحصار.وشهدت الأمسية الكثير من المداخلات التي انصبت اغلبها على مكانة السعود في خارطة الثقافة العراقية والصحافة العراقي بما فيها الصحافة الثقافية وكتابته ومقالاته.
ناظم السعود في نادي الكتاب بكربلاء:المحررالثقافي عليه أن يكون جوالا باحثا عن المبدعين
نشر في: 17 إبريل, 2012: 06:23 م