اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الشناشيل إلـى أين؟ .. مساكن شيوخ وأمراء البصرة تبحث عن مجدها المفقود

الشناشيل إلـى أين؟ .. مساكن شيوخ وأمراء البصرة تبحث عن مجدها المفقود

نشر في: 17 إبريل, 2012: 06:38 م

 البصرة/ ريسان الفهدتعد الشناشيل من الظواهر الرئيسية والمألوفة في البيوت البصرية التراثية، والتي تدل على الثراء، ففي بيوت الميسورين تتحول الشناشيل إلى قطع فنية رائعة، وذلك لجمال نقوشها الخشبية التي تتخللها قطع زجاجية صغيرة ملونة.
تشيد الشناشيل أساساً على قسم من بناء الطابق الأول يضاف إلى المساحة الأساسية للدار، وذلك عن طريق إحداث بروز يستند إلى روافد خشبية أو معدنية، وعندما يتسع البروز نسبياً يعمد المعمار إلى تدريج ألواح الخشب أو الروافد ليمكنه الحصول على نقاط استناد قوية تشيّد فوقها الشناشيل، ويتراوح البروز عادة ما بين متر واحد أو أكثر بقليل.ويكون بناء الشناشيل من الخشب بدلاً من الآجر أو الحديد وذلك للتغلب على مشاكل الثقل في توسيع البناء، وكذلك مساعدة الخشب في تحقيق برودة الجو الداخلي للغرفة عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى البيت دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول إلى غرف الشناشيل من خلال الفتحات الخارجية المشبكة. وكذلك تحفظ للسكان حرمتهم وخصوصيتهم فهي مصممة لحجب الرؤية من الخارج للجالسين في هذه الشرفات أو الغرف الملحقة بها. أصل التسمية!!يقول الباحث الفلكلوري الراحل حامد البازي : الشناشيل كلمة تتألف من مقطعين هما شان-شيل ويعود التعامل معها إلى أربعة قرون مضت، وكان من كثرة شيوع هذا النمط من البناء أن أطلقوا على المدينة أم (الشناشيل) ، حتى جاءت في كتب الشعر والشعراء الذين تغزلوا بالشناشيل وبنات الشناشيل ، وما زالت في ذاكرتنا قصائد السياب في ديوانه ( شناشيل ابنة الجلبي).ويضيف البازي"روعي في بناء هذا النوع من البيوت ذات الشناشيل طبيعة الأرض الرخوة في البصرة التي لا تتحمل أكثر من بناء طابق واحد ، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد تمت مراعاة رقعة الأرض البصرية فتم بناء الطوابق العليا من الخشب ، والخشب طبعا لأنه أخف من الطابوق والإسمنت بكثير ، والخشب متوفر بكثرة ويمكن توفيره عن طريق نقله عبر الميناء مباشرة .قد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى واتفقت مع الذوق وكل هذا جاء بسبب حرية الحركة في الخشب وسهولة التصرف به حيث منح الناس فرصة التنويع والتغيير ، فهناك أنواع عديدة بأسماء مختلفة مثل (المقبط ، أبو الستارة ، أبو البالكونات ، المخلط ) . وقد حافظت شناشيل البصرة على طابعها الخاص ، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء . ومن طرائف الشناشيل أنها تدهن بدهن الورد وترش بمائه ، بحيث لا يخفى عطرها الفواح على القادم ، فيشم رائحة الورد  وهو على مسافة بعيدة منها ، ولذلك جرى العرف بين سكانها وضيوفها وزوارها أن يطلقوا عليها مدينة الورد.أشهر القصور التراثيةوقال الباحث علي سعد للمدى "تشتهر البصرة بالقصور والبيوت العريقة التي تعود إلى أمراء ومشايخ حكموا في البصرة أو عاشوا فيها ، ومن أشهر هذه القصور ( قصر أنس بن مالك ) الذي يقع شمالي البصرة، وقد وصفه الجاحظ بأنه أشبه بالضيعة التي كانت تحيطه المزارع والبساتين ، (قصر أوس ) الذي ينسب إلى أوس بن ثعلبة . (القصر الأحمر ) وهو لعمر بن عتبة بن أبي سفيان وانتقلت ملكيته لآل عمر بن حفص بن قبيصة بن أبي صفرة .(وقصر النعمان)وهو للنعمان بن صبهان الراسي الذي حكم بين مضر وربيعة أيام موت يزيد بن معاوية ، وقد زاد عبيد الله بن زياد للنعمان في قصره .( وقصر عيسى بن جعفر) وهو لعيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو بالقرب من حمام عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي وهو موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالمزية ، (وقصر زربي ) ويقع هذا القصر في سكة الدباغين ، وزربي هو مولى عبد الله بن عامر وكان قيما على خيله ثم صار لمسلم بن عمر بن الحصين بن قتيبة ثم اقتسمه أولاد مسلم ، (والقصر الأبيض) في أرض عبد الله بن عثمان الثقفي بين الزاوية والمسجد الجامع ويمتاز بنقوشه المتنوعة ، ( وقصر المسيرين) وهذا القصر لعبد الرحمن بن زياد وهو قصر في جوف قصر ويتلوه قصر عبيد الله بن زياد وإلى جانبه جوسق وقصر النواهق وهذا القصر ينسب إلى زياد بن أبي سفيان . ومن القصور الأخرى في البصرة قصر بن خلف وقصر نواضح في بادية البصرة وقصر الغضبان في ظاهر البصرة وقصر الزيت وقصر عسل.مشاريع على الورق!حدثتنا عضو مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري عن الوضع الحالي والمأساوي لتراث البصرة الاصيل قائلة " نعم  نعلم ان هذا التراث في وضع صعب جدا وان اغلب البيوت تعرضت للهدم والاندثار على يد ساكنيها من العوائل التي سكنتها منذ اكثر من عشرين عاما ، حتى غيروا في شكل البيت وحوروا بعض الغرف بالطريقة التي تخدمهم في السكن".وتضيف" وهذا يؤثر على طبيعة البيت التراثية وقد يكون غير مطابق لموصفات البيت الاثري المعروف في تفاصيل بنائه".وبينت " اعددنا دراسة مهمة جدا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، من اجل اعادة اعمار وبناء تلك البيوت التراثية المهمة ، وفاتحنا وزارة السياحة والاثار لغرض تنفيذ هذا المشروع ، ولكن ما زالت المقترحات والافكار على الورق ، لان المشروع بحاجة الى مبالغ كبيرة جدا وهناك عائق اخر هو وجود عوائل فقيرة بحاجة الى توفير سكن مناسب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram