TOP

جريدة المدى > محليات > فـي ميسان.. أنهار مملكة المياه يستقبل الصيف بأول ضحية

فـي ميسان.. أنهار مملكة المياه يستقبل الصيف بأول ضحية

نشر في: 17 إبريل, 2012: 07:40 م

 ميسان / المدىتتميز محافظة ميسان بكثرة أنهارها وجداولها إضافة لمسطحاتها المائية المنتشرة في مناطق الأهوار لتستحق عن جدارة وصفها بمملكة المياه، وبالرغم من أن الأنهار مبتدأ الحياة وعصب ديمومتها الذي لا غنى عنه، إلا أنها في الوقت نفسه تكون السبب في سلب الحياة، كما هو حاصل في حالات غرق من لا يجيدون السباحة.
في ميسان دأب نهر دجلة وتفرعاته العديدة كالمشرّح والكحلاء والبتيرة وسواها على استقبال قرابينها السنوية ما إن تعلن درجات الحرارة اقتراب فصل الصيف بسبب عدم وجود مسابح عامة في المحافظة، إذ تتربص هذه الأنهار بضحاياها الذين تصطادهم من بين اللائذين بها هربا من قيظ صيف الجنوب، وفيما تلجأ النساء والأطفال إلى حمامات المنازل، يتوجه العديد من الرجال والفتيان إلى الأنهار القريبة للتمتع بالسباحة، متعة مشوبة بالرهبة من جوف النهر ومن ضفافه التي تحولت إلى مكبات للنفايات والملوثات. وفي مستهل الصيف الحالي بكرت الأنهار باستقبال قرابينها بابتلاع أول ضحاياها قبل أيام تحت جسر عواشة الذي يربط  شطري جنوب مدينة العمارة، حيث تجمهر العشرات من المواطنين على رصيف الجسر وضفتي النهر في مكان الحادث بانتظار أن تفلح جهود بعض السباحين بحثا عن الشاب الغريق دون جدوى، وليبقى أهله وبعض أصدقائه ومعارفه يتناوبون على المرابطة والرصد بجوار النهر ليل نهار لحين لفظ النهر فريسته ، جثةً طافية حملوها وانصرفوا مولولين.rnاستياء وشكاوىالغرق مشهد طالما يتكرر كل صيف لمرات عدة وإن اختلفت أعمار الضحايا، ففي كل عام يزهق النهر أرواح أناس عدة دون أن تثير قصص مآسيهم همة المسؤولين في دوائر الدولة والحكومة المحلية لوضع الحلول والترتيبات اللازمة للحد من حوادث الغرق كما يقول المواطن جمال أحمد الذي طالب عبر "المدى" بأن تسعى الجهات المعنية لبناء مسابح في المدينة التي تفتقر لأي مسبح.وتساءل "أليس من المعيب أن لا يتوفر في المدينة أي مسبح للآن ؟ علما أنها كانت تتوافر على مسبح نظامي في سبعينيات القرن الماضي قبل أن يزال بعد ذلك بسنوات".فيما دعا المواطن مصطفى عبد الوهاب في حديثه لـ"المدى"، الشرطة النهرية إلى نصب نقاط رصد دائمية عند شواطئ الأنهر التي تزدحم بالسابحين لتقديم المساعدة الفورية عند الحاجة.في حين حث عدد من الشباب والفتيان الذين يهوون السباحة من خلال "المدى"، مديرية الشباب والرياضة في ميسان على تشييد عدد من المسابح في المدينة أو إقامة مسابح شاطئية عبر تأطير مساحات مائية داخل النهر باستخدام سياج من المشبكات المعدنية مع تأمين بعض مدربي السباحة والمراقبين كما كانت مراكز الشباب تصنع في سبعينيات القرن الماضي.rnتدهور الأنهار وشواطئهافي الماضي القريب كان نهر دجلة وتفرعاته يمور بالمياه النقية العذبة، ومن لا يتذكر الأهزوجة الشعبية المشهورة (أسمر وين مربى .. شارب ماي عمارة) وإضافة لعافية الأنهار كانت شواطئها الرملية النظيفة تغري العديدين بارتيادها للتنزه أو السباحة، غير أن الحال بدأت بالتدهور منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إذ تواتر انخفاض مناسيب حوض دجلة التي ضمرت، فيما انتكست تفرعاتها لتغدو جداول ضحلة بالكاد تقوى على حمل الزوارق الصغيرة المعروفة بـ(الطرادة أو البلم)، حتى وصل حالها في بعض المواسم إلى إمكانية عبورها سيرا على الأقدام وليس سباحة.ولا يقتصر التدهور على تراجع منسوب المياه بل إن نسبة الأملاح ارتفعت إلى مستويات كبيرة، ناهيك عن تصاعد معدلات التلوث المتعدد المصادر بدءا من تصريف مياه المجاري وإلقاء النفايات الصلبة في النهر وعند الشواطئ، إضافة لغزو نباتات القصب والبردي والشمبلان التي كانت تستوطن الأهوار.واقع الحال هذا بالرغم من أنه يدفع البعض للعزوف عن ارتياد الشواطئ أو السباحة في الأنهار، ولكنه لم يمنع العديد من المخاطرة والمغامرة بنزول النهر والسباحة فيه ، وذلك بسبب انعدام البدائل لممارسة هذه الهواية والرياضة.rnمقترحات المجتمع المدنيناشطون في عدد من منظمات المجتمع المدني لفتت انتباههم حوادث الغرق المتكررة كل عام، فبادروا لعقد اجتماع برعاية فرع مجلس السلم والتضامن في ميسان لتدارس موضوعة الغرق بهدف إيجاد المعالجات الناجعة للحد منها، وقد توصلوا بعد نقاشات ومداولات مستفيضة إلى مجموعة من التوصيات بهدف طرحها على الجهات المعنية في المحافظة.وجاء في مستهل توصياتهم التي حصلت "المدى" على نسخة منها، "اختيار أماكن خاصة بالسباحة العامة في الأنهر التي يرتادها الشباب، وتسييجها بأي وسيلة ممكنة، ووضع لوحات تثقيفية حول مخاطر النزول إلى الأنهار في المناطق المعروف عنها خطورة السباحة فيها، إضافة إلى لوحات أخرى تشجع على السباحة في الأماكن المخصصة، فضلا عن وضع علامات إرشادية لتحديد أعماق الأنهر". وحثوا في التوصيات "المديرية العامة لتربية محافظة ميسان على تبني حملة إرشادية في المدارس قبل انتهاء العام الدراسي، إلى جانب تولي الدوائر المعنية مسؤوليتها في توفير مدربي سباحة وإنقاذ ومراقبي أبراج مراقبة في المواقع المصرح بها للسباحة".وأكدوا على ضرورة تفعيل دور الشرطة النهرية للاضطلاع بدورها في مركز المحافظة والأقضية والنواحي،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram