TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :سماحة السيد مقتدى .. تحية وبعد

سلاما ياعراق :سماحة السيد مقتدى .. تحية وبعد

نشر في: 17 إبريل, 2012: 09:35 م

 هاشم العقابيسماحة السيد:حينما تعلن بنفسك على الملأ، وفي أكثر من مرة، ان السيد المالكي، الذي أنت كنت السبب المباشر في تعيينه رئيسا للوزراء لولاية ثانية، صار دكتاتورا، ماذا تتوقع منا أن نفعل؟ ان كنت تريدنا ان ننبّه لذلك ونحذّر منه، فلقد فعلنا وكتبنا حتى بح صوت اقلامنا. خاطبنا دولة رئيس الوزراء، من باب الحرص على الوطن وعليه ايضا، لكنه أوصد ابواب السمع كلها. نحن لا نمتلك غير سلاح الكلمة، الذي مهما كان قويا فلا يتعدى حد ان يكون رأيا. وانت تعرف بانه "لا رأي لمن لا يطاع". فهل تظن ان في الحكومة كلها من يطيع رأيا لكاتب؟ هذا إن كان فيها من يقرأ.
الدكتاتورية ان استفحلت ووقع الفأس بالرأس، فلن تخلصنا منها الف كلمة "احذروا". انها لن ترحل او تسقط  الا بعد ان تجعل من هلاك البلاد والعباد ثمنا لرحيلها. وتجربتنا مع الطاغية صدام ما زلت طرية وطازجة.ومن يك جادا في محاربة الدكتاتورية، مادام خراب البصرة لم يحل بعد، وهو قادر على قبرها، احتار كيف اجد له عذرا. لا اظن ان هناك شريعة سماوية أو ارضية تحترم الانسان، لا تبغض الطغيان وتدعو لمحاربته.ومن هنا ساكون صريحا معكم حتى وان كان في صراحتي ما يزعج البعض او يغيظه. ان كتلتكم البرلمانية هي الوحيدة القادرة على وضع حد للدكتاتورية الجديدة. فلديكم اربعون صوتا نيابيا شيعيا في التحالف الوطني الذي يقود السلطة. ولانها لحظة مصارحة ساقولها بوضوح: ان صوت النائب الشيعي في التحالف الوطني، وفي مجال الوقوف بوجه الدكتاتورية بشكل محدد،. هذه حقيقة يجب ان تقال حتى وان بدت مرة جدا.  اليوم نجد اغلب الكتل السياسية، خاصة الكبيرة منها، تقول مثلما تقولون: لقد عادت الدكتاتورية. فان كان هذا القول حقيقية، ولا اشك انه كذلك، فلا حل غير سحب الثقة من الحكومة. وبيضة الميزان في انجاح عملية سحب الثقة متوقفة عليكم. اعلنوها فقد يكون في إعلانها فرصة لتشجيع كثير من النواب المترددين على ان يحذوا حذوكم. ولعل الإعلان عنها لوحده كافيا ان يجعل رئيس الوزراء يعيد النظر في تصرفاته، وهذا ما نتمناه فليس لنا معه اي حساب شخصي، ولا اظنكم ايضا لكم مثل هذا الحساب لأنكم معه في تحالف واحد. وان كان البعض يرى، وهو على حق، بان رئاسة الوزارة يجب ان تكون بيد شيعي بحكم واقع الأغلبية ومعادلات التوافق، فلا اظن ان التحالف الوطني عقيم لدرجة ان ليس فيه شيعي واحد يؤمن بالديمقراطية ويبغض الطغيان ليصلح رئيسا للوزراء.باختصار: ان مسؤولية إزاحة الدكتاتور تقع اولا على عاتق من اتى به. وقد قال اهل الجنوب في امثالهم: "درب الجاب امعين يرده". والإزاحة لا تأتي بالتحذير، انما بالفعل قبل القول. لا ادعي اني خبير بامور الدين مثل سماحتكم لكني اعرف، كما يعرف اي انسان بسيط، بان الله لم يقل في كتابه الكريم "قولوا" بل: "اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".والسلام عليكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram