د. جليل العطية اكتشفت في بغداد أن مئة عام على ميلاد الأستاذ عزيز علي مرت دون أن يذكره أحد ، حتى صديقي ورفيقي خلال فترة "النضال السلبي" أعني بذلك – والكلام بيننا الأستاذ حسن داود العلوي الأب الروحي "للقائمة البيضاء "والسيد النائب حالا – لا تقل حالياً.الكلام – بيني وبينكم – أنا لا أفهم في مسألة "القوائم"، لأنني بعيد وقد قالت لي أمي – رحمها الله ورحم أمهاتكم جميعا، قبل ثلاثة وعشرين عاماً في آخر لقاء وإياها – لا تقل معها: خليك بعيد، خليك سعيد.
كانت أمي أمية لكن عشرتها الطويلة لأبي – رح – جعلها تحفظ الكثير من الأمثال والكنايات وحتى بعض الأبيات الشعرية. الكناية التي رددتها علي المرحومة أم خليل، ذكرتني فوراً بأغنية الجزائرية " وردة " خليك هنا ، خليك بلاش تفارق ! وخوفاً من الالتباس الذي ينشده " كل الناس " – هناك جريدة بهذا الاسم ؟ ! أقول: أمية، بتشديد الياء / لا صلة لها ببني أمية الذين تسلموا – لا تقل استلموا: قال شيخنا الدكتور مصطفى جواد: قل تسلّمت الكتاب – بكسر التاء – ولا تقل استلمته، لأن الاستلام لا يقال قديماً إلا: لتسلَم الحجر – بالتحريك – الأسود الشريف.وبنو أمية – وهذا استطراد – أسسوا دولتهم اثر ما سمي بصلح إمام الاعتدال سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم أجمعين .وبلغني أن الشيخ الدكتور احمد الكبيسي الذي أراه على إحدى الفضائيات الخليجية قال ما اغضب البعض ، ولم أتابع التفاصيل ، لأنها لا تعنيني .. وأرشيفي ووثائقي ليست بين يدي اللحظة. وبنو أمية – بتشديد الياء – وسيدنا الحسن وما تردد عن دس السم إليه كما ذكر أبو الفرج الاصبهاني في كتابه السائر : مقاتل الطالبين . مسائل معروفة أرجو ألا تشغل الدكتور ظافر العاني – الذي كنت أتابعه باهتمام منذ أن كان يطل علينا أيام الحصار الظالم على العراق والعراقيين ، ليحلل وينظر دون أن ينسى اتهام معارضي الخارج – والعبد كان واحدا منهم ، بأنهم أيتام ويقيمون في فنادق أو خنادق فايف ستارز – والفايف يعني خمسة – وخمسة أصوات رائعة غائب طعمة فرمان ( ت 1990 – موسكو ) . والفرمان : مصطلح عثماني يعني قرار ولاستأذنا " سالم عبود الآلوسي" بحث جميل عنه قرأته منذ عدة عقود في المجلة الوثائقية التي كان يشرف على إصدارها . وغائب : اسم يطلقه العراقيون على من لم يرزقه الله بولد فيقولون أبو غايب : وفي زورتي الأخيرة – أي زيارتي – إلى بغداد الأمل .. بغداد المحبة والعمل ، لحظت تغيراً كثيرا في الكنى والألقاب ، مثلما دُهشت لكثرة ما شاهدت وشهدت من تطور وتسرع في إعادة البنية التحتية ، وتنظيم وتنظيف شوارع كثيرة .. الخ . انتشر اسم سيف وأبي سيف وسيف – بنصب السين – الآلة الجارحة ، وجمعها : سيوف . وللكندي – فيلسوف العرب – رسالة نشرت أول مرة أثناء احتفالات الذكرى الألفية الأولى لتأسيس مدينة بغداد الخالدة التي دعا إليها ورعاها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم [ 1914 -1963 ] , والتي سعدت بحضور جانب منها – على صغر سني – بكسر السين وتشديد النون، واحتفظت بالعديد مما صدر من مطبوعات وكتب وبحوث ، تعد اليوم من النوادر الفواخر .ويبدو أن بغداد – هي ممنوعة من الصرف أو بغداذ بالذال المعجمة – وهي لغة ، وسبق للعلامة توفيق وهبي (رح) أن تناول معاني أسماء بغداد في مبحث قيم له .أردت أن أقول إنني لمست خلال وجودي في بغداد استعدادات للاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية.. شخصيا أبارك مثل هذه المشروع .
ثرثرة باريسية : مئوية عزيز علي (1)
نشر في: 17 إبريل, 2012: 09:36 م