TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :إشش.. اششششش

السطور الأخيرة :إشش.. اششششش

نشر في: 18 إبريل, 2012: 08:20 م

 سلام خياط بعض المستفيدين من الواقع المر الذي ترزح تحت أنقاضه النسبة العظمى من العراقيين، والذي ينشر سدوله على خارطة العراق من أقصاه إلى أقصاه، يحلو له التشدق بالإنجازات الكبرى التي تحققت للعراقي بعد ذاك الانتظار الطويل والصبر الجميل، ولا يتورع عن المباهاة بما آل إليه الحال،
غير آبه بصراع الديكة و لهيمنة الجهلة والطارئين والملقنين من وراء الستار، وتشظي لحمة العراقيين بالانتماءات اللقيطة والمساجلات العقيمة، ومحاسن أو مساوئ الاحتلال البغيض، والتخبط وفقدان  البوصلة : بين الولاء لمن، والمزايدة بحق من، والاحتماء بسقف من، والتوكؤ على عصا من.أتفرج – بفضول طفولي– على سينما هرج ومرج سقوط العملة العراقية من حالق. (جائزة قيمة لمن يخترع لها اسما غير السقوط). واستعيد مقولة لخبير اقتصادي مرموق، ذكرها في ثنايا محاضرة له بلندن  مؤخرا:-- قيمة العملة في بلد ما تعكس قيمة الإنسان في ربوعه ـ ترتبط مباشرة بمشاريع التنمية القائمة على أرضه.  ولقد تدنت قيمة الدينار العراقي -- رغم سيول وشلالات الذهب الأسود المتدفقة  في شماله وجنوبه --،  بتدني قيمة الإنسان فيه، فالإنسان في معادلة التنمية (الآن ) لا يشكل إلا صفرا على اليسار _ لا قيمة له ولا ميزة _.يوم كانت قيمة الدينار العراقي في أواخر الستينات وأوائل السبعينات تعادل ثلاثة دولارات وثلث الدولار. يوم كان الجنيه الإسترليني يعادل نصف دينار.. كانت المعامل تشتغل بأقصى طاقاتها، ومصانع الأجهزة المنزلية والأدوية  تتبارى في مقاييس الجودة، وبناء المستشفيات والمدارس  لا  يتوقف صيفا ولا شتاء، يوم كانت الجامعات تغص بالنابغين، يتربع على عروشها أساتذة مدججين لا بالأسلحة، ولا بالحمايات، بل بأرفع الشهادات الدولية وأعلى الاختصاصات. و..و.. برغم التدني الفاضح في معدلات ضخ النفط وأسعاره  آنذاك، والذي ارتقى  --الآن-- لأكثر من مائة مرة عما كان عليه في تلك السنوات.لا ترجى عافية للدينار العراقي ما دامت المصانع مقفلة،  والمزارع مهجورة، والفلاح يشتري خضرة مستوردة! والمعامل معطلة، والعامل يستجدي أجرته كحارس شخصي لمسؤول.لا تقوم للعملة العراقية قائمة، ويقدر لها استعادة مجدها الضائع إلا  بالاستثمار، والاستثمار الوحيد الذي يجذب ويستقطب الاستمارات المنتجة هو:  الاستثمار بقدرات وطاقات الإنسان الخلاقة، ولكن كيف؟؟ والإنسان العراقي مشتت، معوز، تائه، ضائع بين الولاءاءت،، وو..ومحصحص. أششششششش.!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram