TOP

جريدة المدى > محليات > كربلائيـون يطالبون برواتب للتلاميـذ للقضـاء على ظاهرة التسرب من الدراسة

كربلائيـون يطالبون برواتب للتلاميـذ للقضـاء على ظاهرة التسرب من الدراسة

نشر في: 18 إبريل, 2012: 08:21 م

 كربلاء / أمجد عليعزا عدد من أولياء الأمور وتلاميذ متسربون من المدارس في كربلاء أسباب ترك الدراسة إلى عوامل اقتصادية من جهة، واليأس من الحصول على وظيفة من جهة أخرى، إضافة إلى نفقات التعليم طوال 16 عاما التي لا تتوفر لدى الكثير من العوائل.
مسؤولون محليون يرون أن التسرب من المقاعد الدراسية بات ظاهرة، وعلى مجلس النواب إيجاد حلول لها كمنح التلاميذ رواتب بهدف تشجيعهم على مواصلة الدراسة.المواطن سجاد حسين، أب لخمسة أولاد وثلاث بنات، أوضح لـ"المدى" أن أولاده الذكور تركوا الدراسة قبل عامين وانخرطوا في العمل بعد أن أكمل كبيرهم الصف السادس الابتدائي، "أما الباقين فلم يصلوا إلى هذه المرحلة لكنهم تعلموا القراءة والكتابة والحساب".وأضاف "الدراسة ليست للعوائل من أمثالنا، نحن نركض كل يوم للحصول على لقمة العيش، كما أن صحتي لا تساعدني على تأمين المعيشة إذ أعمل في البناء بأجرة 20 ألف دينار في اليوم لكن العمل غير مستقر وقد أقضي أياما بلا عمل".عبيد الكريم علوان الذي يبلغ من العمر 13 عاما، ترك المدرسة ولجأ إلى عمل جمع قناني المشروبات الغازية لتوفير المال لعائلته المكونة من أبيه وأمه وجدته لأبيه وأربعة أشقاء صغار، كما ذكر لـ"المدى".أما الطفل حسين محمود الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، فقد استبدل المقعد الدراسي بعربة حديدية صغيرة ينقل بها ما تشتريه العوائل من سوق الخضار إلى البيوت لقاء مبلغ 1000 دينار، يقول: "المدرسة ليس وقتها الآن بل العمل، ربما بعد سنوات أكمل الدراسة ولكن الآن علي أن أدبر عيش عائلتي التي تحملتها وأنا صغير".وبين لـ"المدى" أنه ترك الدراسة لأن أباه توفي وتركه مع أمه وثلاثة من أشقائه يعانون الأمرين في توفير لقمة العيش خاصة وأنهم يسكنون في "بيت متجاوز وأن أجداده وأعمامه أيضا من العوائل الفقيرة وهم يهتمون بالمعيشة أكثر من الدراسة". المواطن ستار الأسدي لم يخف يأسه من المستقبل، وقال في حديثه لـ"المدى": إنه يائس من جدوى الشهادة الدراسية، لذلك من الأفضل لأطفاله تعلم مهنة من الصغر لكي تنفعهم في الكبر.واوضح الأسدي "نحن عائلة فقيرة بحاجة لقوت يومنا، بماذا نفعت الشهادة الخريجين العاطلين عن العمل أو الذين اضطروا إلى مزاولة مهن لا تمت لاختصاصاتهم بصلة، بعضهم عامل بناء وآخرين باعة جوالين، وغيرهم يبيعون الشاي".وبالرغم من أحاديث وتبريرات التلاميذ المتسربين من الدراسة وأولياء الأمور، إلا أن تبرير رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة كربلاء ابتهاج الزبيدي جاء مغاير للواقع في جانب منه، إذ تعزو اتساع ظاهرة التسرب من الدراسة إلى قلة الأبنية المدرسية وكثافة أعداد التلاميذ ورداءة البيئة التربوية.وقالت الزبيدي في تصريح لها: إن التسرب من المدرسة بات يشكل ظاهرة، إذ يترك العديد من الأطفال المدارس سنوياً ويلتحقون بأقرانهم ممن يعملون في الأسواق، أو يتسولون أو يمسحون زجاج السيارات عند مفترقات الطرق، و"هذه الظاهرة تشيع في مدارس الأحياء الشعبية"، على حد قولها.الزبيدي ترى أن أسباب التسرب من الدراسة يعود إلى قلة الأبنية المدرسية وكثافة أعداد الدارسين وتكدسهم في الصفوف، "وهو ما يحول دون حصولهم على فرص كافية في التعلم والاهتمام"، مضيفة أن "المستوى الدراسي يتراجع لدى العشرات من الصغار، لأن معلميهم لا يتمكنون من تعليمهم بصورة جيدة بسبب رداءة بيئة التدريس وأن هذا التراجع يسهم في دفع هؤلاء الأطفال إلى ترك المدرسة".لكن رئيسة لجنة التربية والتعليم لم تنكر تأثير "سوء الأحوال المعيشية لشريحة من المجتمع على تسرب الصغار من المدرسة، خاصة وأن العديد من العوائل لا تجد معيلا غيرهم بعد أن فقدت الآباء بسبب الحروب أو العمليات الإرهابية أو لأسباب أخرى". وحذرت من أن "الصغار المتسربين يشكلون خطراً في المستقبل لأنهم ينشؤون في بيئة غير سليمة لذلك لابد أن تحظى هذه الشريحة بالاهتمام التربوي".في حين دعا النائب الأول لمحافظ كربلاء عباس حميد الموسوي أعضاء مجلس النواب إلى تبني خططا ومشاريع لإنقاذ الأطفال المتسربين من الدراسة والعوائل الفقيرة".وأضاف أن مجلس النواب كان قد اقترح تخصيص رواتب لتلاميذ المرحلة الابتدائية "لذلك أدعوهم إلى أخذ المقترح على محمل الجد وتطبيقه مع بدء العام الدراسي المقبل، لكونه سيكون الطريقة الترغيبية لعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة"، عادا المقترح بأنه يصب في خدمة التعليم والطفولة.وأوضح الموسوي أن رواتب جيدة لهذه الشريحة تعني تحسين المستوى المعيشي لعوائلهم، مبينا "أنه إذا تم احتساب راتب مقداره 50 ألف دينار لكل تلميذ سيوفر للعائلة التي لديها أربعة تلاميذ 200 ألف دينار شهريا".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram