بغداد / دعاء ازاد على الرغم من أن معرض بغداد الدولي للزهور ما زال في يومه الرابع، إلا أن عدد زواره أخذ بالتراجع، فضلا عن غياب المسؤولين ومغادرة عدد من الدول المشاركة فيه.لوحات من الزهور توزعت على أرض المعرض الذي أقيم في متنزه الزوراء ببغداد، وتميزت تلك اللوحات بمواضيعها التي اتخذت أشكالا لمعالم عراقية
متنوعة من عدة محافظات، الى جانب تصاميم تناولت الأحداث التي عاشها البلد، منها تصميم لشعار القمة العربية التي عقدت في بغداد أواخر الشهر الماضي، وعدد الدول المشاركة بها, فضلا عن تصميم اتخذ من انسحاب القوات الأميركية ودخول العراق ربيع السلام، موضوعا له.rnمحمد 45 سنة، أحد زوار معرض الزهور بالرغم من فرحته بالمعرض وإقراره بتطوره سنة بعد أخرى إلا أنه نبه إلى أن "توقيت المعرض جاء مع فترة الدراسة والامتحانات، وهو ما حرم أبناءنا من زيارة المعرض والتمتع به، خاصة وأن شوارع بغداد أصبحت تفتقد للأزهار والنباتات في ظل انتشار الشرطة والجيش وأسلحتهم في أغلب شوارعها بعد العام 2003".واقترح محمد في حديثه لـ"المدى" أن يقام معرض للزهور لكل فصل من فصول السنة "لكي نستطع التعرف والاستمتاع بكل أنواع الزهور".مديرية بلدية ميسان لفتت انتباه الزوار بمشاركتها هذه السنة، إذ أن لوحتها بعثت برسالة إلى المسؤولين تعبر عن معاناة الأهوار، حيث توسط اللوحة (المشحوف) الزورق الذي تشتهر به مناطق الأهوار، وزينته بزهور بيضاء في إشارة للسلام، ونصبت المجذاف مقلوبا، تعبيرا عن الخطر الذي يحيق بالأهوار نتيجة التجفيف وحجم الخسارة التي تتعرض لها ثروة هذه المنطقة.فيما وضعت بلدية ميسان في إحدى زاويا الجناح المخصص لها، نخلتين صغيرتين علق عليها لافتة صغيرة كتب عليها (انقذوا أهوار ميسان).سناء 35 سنة، كانت تتجول بين أروقة المعرض، مستمتعة بشراء بذور لأنواع من النباتات والزهور أكدت لـ"المدى" أنها سعيدة بهذا المعرض، مضيفة "أنا مستمتعة جدا بالمعرض وبكمية وتنوع الأزهار المعروضة بالرغم من أن السنة الماضية كان المعرض أجمل".ولفتت إلى أنه "سابقا لا يكاد يخلو منزل من النباتات والأزهار، إذ كانت البيوت العراقية تتميز بجمال حدائقها وتنوع نباتاتها, أما اليوم فنحن نعاني من صغر مساحة بيوتنا التي لا تكفي لعدد أفراد العائلة الواحدة وليس لإنشاء حديقة, بسبب شطر المنازل وتقسيمها".ووافقتها الرأي زينب 21 سنة، التي وقفت على مقربة من جناح إحدى الدول المشاركة في المعرض، إذ بينت لـ"المدى" أن المعرض يمثل متنفسا للعائلة العراقية بعد أن بدأت المنازل تصغر يوما بعد آخر وتختفي منها الحدائق.وأضافت "أجمل ما في المعرض هو بيع الشتلات والبذور", مطالبة وسائل الإعلام بتسليط الضوء أكثر على المعرض وليس الاكتفاء فقط بيوم الافتتاح لكي يعلم الناس أن المعرض لا يزال مستمرا.يذكر أن هذه هي الدورة الرابعة لمهرجان بغداد الدولي للزهور الذي افتتح في الخامس عشر من الشهر الحالي ويستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري، وتضمنت هذه الدورة عرض زهور متنوعة ونباتات زينة وبذور وآليات خاصة بالحدائق في أجنحة أُعدّت خصيصاً لهذا الغرض.المهرجان الذي تنظمه أمانة بغداد حمل شعار (بغداد زهرة الحضارات)، وشهد مشاركة واسعة للدوائر والبلديات التابعة لأمانة العاصمة وبقية المحافظات، كما حظي بمشاركة عدد من الشركات والمكاتب الزراعية العربية والأجنبية كالولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وإيرلندا وهولندا واليونان والهند وسوريا ومصر والسودان.وتميّزت دورة العام الحالي بزيادة حجم المساحات المزروعة، فضلاً عن تضمين أنواع جديدة ونادرة من الزهور، فيما شكّلت المساحات المغروسة بالأزهار لوحات مستوحاة من الرموز الحضارية والتراثية للمدن والمحافظات العراقية.
معرض بغداد للزهور يترقب زواره

نشر في: 18 إبريل, 2012: 08:27 م