كربلاء/أمجد عليلم يكن الحرف العربي نقاطا جامدة بل إنه معنى وقصد وأعطاه القرآن الكريم قدسية تفلح في جذب حركة أو ضربة فرشاة الخطاط لكي يفعل مخيلته وينتج لوحة تأخذ مدلولاتها المستوحاة من الآيات القرآنية أو الحكم وحتى الأقوال المأثورة.
هذا ما فعله أعضاء جمعية الخطاطين في كربلاء وهم يلونون جدران قصر الثقافة والفنون بأكثر من 140 لوحة فضلا عن الخط على الكرانيت والمرمر لتسهد حركة الألوان مع الحرف والجمل القدسية والآيات القرآنية لتلون الحركة الإبداعية لهذه المدينة التي لا تريد أن تغفو على الصمت.ويقول أمين سر جمعية الخطاطين عادل الموسوي إن هذا المعرض يأتي احتفاء بمناسبة مرور عام على تأسيس الجمعية في المدينة التي تضم العشرات من الخطاطين الذين ما زالوا يقدمون أوراق انتمائهم إلى الجمعية ولكن 40 خطاطا فقط من شارك في المعرض الذي بيّن قدرة الخطاط العراقي والكربلائي على تطويع الحرف إلى لوحات فنية راقية خاصة وان الكثير من الخطاطين في المحافظة لهم باع طويل في هذا الفن العريق..وأضاف:قد يبدو الغالب عن اللوحات هي الآيات القرآنية وهذا هو ما يحصل في كل معارض الخط وان كانت هناك لوحات خرجت على مألوف السائد واستغلت الشعر أو الأقوال المأثورة لفنانين أو شعراء أو فلاسفة ولكن السمة الغالبة أن القرآن هو المحرك الأساس لمخيلة الخطاطين.أما الخطاط عباس الطائي فعد الحرف القرآني له القدرة على استثمار الطاقات والمخيلة فنيا بل وقادر على تطويع الفن لاستخراج لوحة فنية معبرة عن مكنونات المخيلة لدى الفنان ناهيك عن قدرته على إعطاء المرموزات المقدسة إيحاءات حاضرة.وأفاد أن الحرف استمد معناه من القرآن لذلك فان المخيلة لدى الخطاط لا تبتعد عن مسارات القرآن وآياته التي لا تنتهي في إعطاء المخيلة زخما جديدا.في حين يقول الخطاط خضر عبادي سعيد إن القرآن كله معان تعبر عنها الحروف لذلك فان مادة الخطاط هي الحرف ومادة المخيلة هي القرآن الذي يقربنا مما نحن فيه من وجود كمجتمع إسلامي..وأضاف :إن الحرف القرآني ليس صامتا بل يتحدث للجميع إذا ما قرأوا القرآن فكيف يتحدث للخطاط حتى لو كان خطاطا آخر قد كتب ذات الآية فان الآية ذاتها يمكن أن تعطي روحا مخيلة للخطاط للوحة أخرى..ولفت القرآن من أول حرف فيه إلى آخر حرف بل وحتى النقطة تعطي هذا الإلهام الذي لا يتوفر فيما لو كتبنا عبارات من نسج المخيلة وإن كانت لها معان ودلالات.لكن الخطاط جودت الأسدي الذي يقول انه أمضى 45 عاما يتعامل مع الكرانيت والمرمر في الخط وتطويع الحروف في لوحات فنية لا تكتب على خشب أو على قطعة قماش يقول :إن الحرف القرآني يذرف المعنى بل هو المعنى المقدس حتى لتبدو علاقة المرمر بالقدسية هي الأقرب للحرف القرآني إذا ما أراد الخطاط إعطاء بعد جمالي ..وأشار إلى أنه لا كلمات ولا حروف أخرى تعطي وجهها لجهة الإبداع أفضل من القرآن بالنسبة للخطاط..ويشير إلى أن الآية القرآنية بالنسبة للخطاط روح وهي حركة فنية ،لذلك فإن الخطاط إن لم تكن مخيلة وعلاقة حميمة مع القران فإن لوحته لن تكون لها أبعاد جمالية.الخطاط فراس النصراوي راح يؤكد هو الآخر أن القرآن هو مصدر الإلهام لجميع الخطاطين وأن المسلمين الأوائل بحسب قوله حين راحوا يدونون الآيات والسنة النبوية الشريفة كان في بالهم فن الحرف.ويذهب النصراوي بعيدا ويقول إنه حين توسعت الأمصار الإسلامية برزت الحاجة لكتابة المصاحف بل لكل مصر من الأمصار كانت هناك كتابة للقرآن بمختلف أنواع الخط ويؤكد أن الإمام علي بن أبي طالب كان أول من خط القرآن ونعده أول خطاط في الإسلام إذا ما جاز الوصف..ويؤكد أيضا أن الحرف العربي والقران تحديدا يعطي أبعاداً روحية لها دلالات فنية وهذه الأبعاد هي صلة الإبداع.
جمعية الخطّاطين في كربلاء تقيم معرضاً يضمّ 140 لوحة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 18 إبريل, 2012: 09:09 م