TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : عمي يا بياع الورد

سلاما ياعراق : عمي يا بياع الورد

نشر في: 18 إبريل, 2012: 09:11 م

 هاشم العقابيبقدر ما للحزن من حضور في اغانينا وتراثنا الشعري الشعبي، يحضر الورد بشكل ملحوظ ليزيح الهموم. وان كانت اخف اغانينا حزنا تجعلنا، في احسن الاحوال، مثل تلك التي قالت "دمعتي بطرف العين بس ارمش اتطيح"، فان الاغاني التي تمر على الورد، حتى لو بمجرد كلمة، تجعلنا نبتسم او نرى الدنيا بلون متفائل وجميل.
 فمن منا يسمع "عمي يا بياع الورد" أو "يا ورد الورود" أو "وحب الورد جوري عبنه بلون خدك" أو "حط لي وردات العشك بكتابي" ولا يشعر بنسمة ندية تزيح صدأ الاحزان عن صدره؟ تذكرت الورد والوانه واغانيه خلال متابعتي لمعرض الزهور الأخير الذي افتتح ببغداد منتصف الشهر الحالي بمبادرة جميلة من امانة العاصمة. طغت على روحي بهجة انستني كل ما حولي وما بالعراق من مشاكل وأزمات. ومن شدة طغيانها، كما يبدو، فلت عنان مخيلتي من يدي، فتساءلت: كم يا ترى من اعضاء مجلس البرلمان قد حضروا مهرجان الورد هذا؟ قال لي قلبي: لا احد، أو أن من حضر منهم قليل جدا. وحتى ان كان ما قلته تهمة، فاعتقد اني محق بتوجيهها لاني متأكد بان عالم الورد آخر ما يشغل ساستنا. ثم خطرت ببالي فكرة تحولت الى صورة تضم أعضاء برلماننا برمتهم وهم يزورون المعرض بعد أن اتفقوا على عقد جلسة "المؤتمر الوطني"، الذي طال انتظاره، هناك. كل منهم يحمل وردة باللون الذي يعجبه. وحين يلتم الشمل ويكتمل النصاب، تتقدم الرئاسات الثلاث لتفتح الجلسة بأغنية "عمي يا بياع الورد"، ويتحول البرلمانيون الى كورال يردد: "كلي الورد بيش كلي". فلو جاء دور رئيس الحكومة مثلا، فيمكنه ان يوصل رسالة ضمنية للحاضرين يتغنى بها بانجازاته فيغني:شم الورد يهواي كلب والتذ ابطيبهزرع الزرعته خوش ورد صاير عجيبه وطبعا هناك من يعارضه، لانها ديمقراطية. أليس كذلك؟ فالمعارض هنا، ولنتفرض انه أياد علاوي، يمكنه ان يرد على المالكي بهدوء ورقة تتناسب ورقة الوردة التي بين يديه :مو كل ورد زرعوه ورد والريحة طيبةيصح ورد مو خوش ورد الراسك يشيبهويؤشر على رأسه لتوضيح وتأكيد ما حل به.وهنا يمكن لزوار المعرض من عموم ابناء الشعب المستمتعين بلون الورود والهائمين بأريجها، ان يتدخلوا للتهدئة مرددين:بالك تدوس اعله الورد وتسوي خلهباجر يصير احساب يبه لله اشتكلهوعند الختام على خير، يتقدم اعضاء التحالف الكردستاني بدبكة على اغنية "هوي نرجس نرجس نرجس  نرجسينار جواني"، التي ان شاركهم اعضاء البرلمان فيها، سيتحول المؤتمر الى عرس وطني حقيقي. الى هنا كنت مستمتعا بفقرة الخيال هذه. لكنها انطفأت فجأة على صوت حسين نعمة الذي رن باذني ليوقظني من حلمي الجميل وهو يقول: "لو سكيت الشوك عنبر كط ما يحمل ورود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram