حفل تاريخ الصحافة العراقية من ظهور أول صحيفة عام 1869 ، إلى يومنا ، بالكثير من الأسماء اللامعة الجديرة بالتنويه والتقدير ، لما بذلوه وقدموه لهذا التاريخ من خدمات ووقفات جليلة ، ولعل في طليعة هؤلاء أعلام الصحافة الحرة الذين وقفوا بوجه الطغيان والتسلط ، ولعل اسم عبد اللطيف ثنيان صاحب جريدة ( الرقيب ) الذائعة الذي رحل عن الدنيا الفانية في مثل هذا اليوم من عام 1944 . لايغرب عن البال في هذا .   ولد عبد اللطيف إسماعيل ثنيان في بغداد عام 1867 في أسرة كويتية الأصل نزحت إلى البصرة وبغداد وعملت في التجارة وشاع أمرها .
ودرس في بغداد وتلقى العلم على يد كبار علمائها ، لكنه انصرف إلى التجارة أسوة بباقي أسرته ، غير انه مال إلى الأدب والكتابة ، فحرر المقالات في بعض الصحف وفتح مكتبة في مطالع القرن العشرين . وبعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية اصدر جريدة باسم ( الرقيب ) ، صدر عددها الأول في بغداد في 28 كانون الثاني 1909 ، ذكرها الأستاذ رفائيل بطي فقال : تميزت بأسلوبها الكتابي وسلاسة عباراتها ونقاء لغتها .. وقد أجمعت الكلمة على أنها أجرأ صحف وقتها وأكثرها شعورا بالواجب ...)) نقمت السلطات التركية على ثنيان لتبنيه أفكارا مناوئة لسياسة التتريك التي تطرف الاتحاديون في نشرها  . وتعرض ثنيان وجريدته إلى حملة تهديدية اضطرته إلى حجب جريدته وترك العراق ، فسافر إلى الهند فالقاهرة . وبعد الاحتلال البريطاني للعراق تعرض ثانية إلى الاضطهاد والنفي ، وبعد تأسيس الدولة العراقية عين مديرا لدائرة الأوقاف حتى عام 1929 ، ثم انتخب نائبا في المجلس النيابي سنة 1934 و1939 . وقد ترك بعض المخطوطات ومنها معجم للغة العامية البغدادية ، طبع مؤخرا.                                               رفعة عبد الرزاق محمد