هاشم العقابيتناقلت الأخبار يوم امس تصريحا للسيد طارق الهاشمي قال فيه: ""لقد اطلعت السيد بارزاني على تفاصيل زيارتي إلى الدول الخليجية، كما هو أبلغني بتفاصيل الزيارة التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأميركية ونتائج لقاءاته مع المسؤولين هناك". وان كنت لم اطلع على ما قاله السيد بارزاني للهاشمي حول نتائج زيارته امريكا، لكنه ليس من الصعب التخمين بانه حدّث الهاشمي عن المكاسب التي حققتها زيارته الإقليم وشعبه.
فهل نستطيع ان نخمن ان السيد الهاشمي حقق مكاسب لدولة العراق الاتحادية في الدول التي زارها؟ طبعا قد لا يكون السؤال مشروعا لو ان الهاشمي قام بزيارة شخصية لتلك الدول. وهذا من حقه ان فعلها لان المسؤول تظل له حقوقه الشخصية ليسافر من اجل النزهة او العلاج او حتى التجارة ان اراد. لكن الهاشمي بنفسه اصر على انه زار تلك البلدان بمهمة رسمية وبصفته نائبا لرئيس الجمهورية.ان الدول التي اختارها الهاشمي هدفا لزيارته قد يصح ان نطلق عليها "دول التوتر" مع العراق. وهي قطر والسعودية وتركيا. وان كان العراق بظل حكومته الحالية لم يحقق منجزا عمليا واحداً يفتخر به، فان انعقاد قمة بغداد من المنجزات التي يحق للحكومة، ونحن ايضا، ان تفخر بها لانها حققت للعراق مكسبا مهما ونقلة نوعية على صعيد اعادة العراق لمحيطه العربي.لم يعد خافيا ان السعودية وقطر ما كان يروق لهما عقد القمة ببغداد. وقد عبرتا عن انزعاجهما منها بضعف مستوى تمثيلهما فيها ومن خلال حديث ممثل السعودية المختصر جدا وامتناع قطر عن الحديث تماما. ولم تكتفيا بما فعلتاه قبل القمة وخلال انعقادها، بل لم يمر اسبوع واحد على فرحة العراق والعراقيين، حتى صارتا تهاجمان العراق بدوافع طائفية وغير منطقية. واي منطق سليم في هجمات تريد اعادة عزل العراق عن العرب، الذين قطعا سيخسرون من هذه العزلة اكثر مما سيخسره العراقيون؟في هذه اللحظة "الحرجة" زارهما الهاشمي كنائب لرئيس جمهورية العراق. فما هي الاجندة التي حملها معه؟ هناك امران لا يحتملان التثليث او التربيع. اما ان الهاشمي ذهب لرأب الصدع واستغلال علاقته الجيدة بهاتين الدولتين لثنيهما عن اعتماد لغة التصعيد ضد العراق، او انه قال لهما "عافرم".الهاشمي مطالب ان يوضح نتائج زياراته للعراقيين ولمجلس البرلمان ورئيس الجمهورية وكذلك رئيس الوزراء مثلما وضحها للسيد بارزاني. وعليه ان يسند النتائج التي يفترض ان تكون ايجابية بالوثائق. هكذا يجب ان يتصرف رجل الدولة الحقيقي. ان الهاشمي، الذي لم يأخذ حتى موافقة رئيسه بالسفر لتلك الدول، امام خيارين: أما ان يثبت بانه اصلح ذات البين وسعى الى رأب الصدع بين العراق و "دول التوتر"، وهنا يستحق التقدير فعلا. او انه شكرهما او شجعهما على موقفهما السلبي الذي ربما تصوره انه بصالح قضيته. فان فعل ذلك فسيكون قد اساء لقضيته ولبلده ايضا. اساءة تعطي الحق لرئيس الجمهورية بتقديم طلب لمجلس النواب لاعفائه من منصبه وفق المادة رابعا (ب) من قانون نواب رئيس الجمهورية رقم (1) لسنة 2011.
سلاما ياعراق : عن زيارات الهاشمي
نشر في: 21 إبريل, 2012: 02:55 م