د. جليل العطيةالورقة – بالتحريك جمعها ورقولنا أن نفخر نحن سليلي حضارة بلاد النهرين ذات السبعة آلاف سنة وقيل تسعة آلاف من الأمجاد الحضارية التي دكت أقصى جنوب الخليج العربي. كانت بغدادنا الحبيبة تزخر بمصانع الورق ومنها كانت تصدر إلى الأقطار والأمصار، وبضمنها الدول الاوربية والغربية.
أي نعم.. وخلال جولاتي "المكوكية" بين المكتبات الاستشراقية و الاستعرابية رأيت الكثير من المخطوطات التي ثبت فيها -أو في فهارس- هذه المخطوطات أن ورقها صنع في بغداد..يا للفخر! يا لمجد بغداد!ومن يقرأ نشوار المحاضرة لأبي علي التنوخي (ت 342 هـ) وبتحقيق العلامة عبود الشالجي (ت1996م) رحمة الله عليه، يقف على دقائق هذه الحقائق .حرف الحاء يذكرني بأصدقاء و أحباء و اساتذة وتراثيين لم تبقَ منهم الذاكرة الكأداء – ضع الهمزة في موضعها بـ ألا "الأوشال" - عنوان ديوان لجميل صدقي الزهاوي (ت 1936 م ) بينهم على سبيل التمثل –لا- التمثيل (ومعذرة لرفع الألقاب).- حميد مجيد هدّو – بتشديد الدال، الدكتور المؤرخ اللامع الذي ترقى صلتي به الى نحو 1960م، انه من اقدم و أحب الأصدقاء، ولقد كانت سعادتي لا توصف و انا اضجر من الأنوية، ألاحظ مساهماته ومجلداته، وسعدت بالتعرف على السيدة زوجته الثانية في سفرة سابقة حيث كانت تحمل قفصاً للطيور.كنت في مطار عمّان – بفتح العين- ملبياً دعوة الصديق الاستاذ فخري كريم لحضور أيام ثقافية في بغداد ففوجئنا بإغلاق مطار بغداد الدولي بسبب عواصف ترابية كان حصادها النهائي إصابتي بالربو وهو يختلف عن الربا، سألت السيدة زوجة صديقي القديم عن سر هذا القفص الخالي من الطيور؟فأجابت: اقتنيته من تُونس –ضم التاء- لأنني ذهبت إلى هناك موفدة من نقابة الصحفيين.- وحكمت رحماني، محقق فاضل ، تراثي اصيل، بلغني أنه سعى لانجاز معجم المساعد للأب انستاس ماري الكرملي (ت 1947 م) وقيل انه وزع العمل على عدد من كبار اللغويين، بينهم أخي د. خليل (ت 1998م) (رح) الذي حقق الجزء الثالث منه و لا يزال مخطوطاً؟حسين أمين البغدادي – الدكتور- لا يحتاج إلى تعريف ، فهو شيخ المؤرخين العرب، العلامة الذي أطلق الرئيس – رئيس التحالف الوطني – إبراهيم الاشيقر الجعفري، اسمه على جائزة كبرى، هي موضع ترحيب الجميع ، ليس العرب فقط بل كل مؤرخي العالم ، في حدود علمي ومن خلال عدة هواتف.- حكمت توماشي، محقق تراثي مؤرخ مفهرس بارز، له أعمال مشهورة ومن يراجع مجلة المورد التراثية يتأكد له ذلك.- حسن عريبي الخالد ، الأستاذ المفهرس، معرفتي به حديثة ، لكنني الاحظ زواياه في عدد من المجلات التراثية بينها المورد وهو مواظب –بالظاء- على الدوام في شارع المتنبي، حتى أنني في زيارتي الأخيرة لهذا الشارع التاريخي فشلت في القبض عليه، بفتح القاف، وليس المصطلح الطبي على الرغم -لا تقل رغم- وبلغني انه يشتري الكتب الباهظة -بالظاء- بأثمان خيالية وأقول على سبيل الاستطراد انه "متقاعد مثلي" والعبد لم يستطع اقتناء سوى ثلاثة كتب بأسعار زهيدة – ما هي أخبار الأستاذة زاهدة مؤلفة (الموسوعة الصحفية)؟أبقى في مادة صديقي العُريبي -تصغير العربي- فأرجوه أن يتأنى في كتابه، فهارسه التي تحفل بالأخطاء و التكرار وغير الموضوعية – لا تقل اللاموضوعية لأنه تعبير حداثي- يرحمكم الله. - حسين علي محفوظ – العلامة الدكتور ، مفخرة المفاخر للبغاددة، ولأهل مدينة الكاظمية المقدسة لا يحتاج الى تعريف، لكن لا بأس أن ألمع إلى أنه كان خبير كتابنا (ديوان ليلى الاخيلية) الذي جمع وحقق من قبل أخي وشيخي د. خليل وبمشاركتيوصدر في بغداد 1967 م وكان تقريره شهادة تثلج القلب والعقل معاً.- حارث طه الراوي، الحقوقي الشاعر الرومانسي ابن علامة بغداد الأستاذ طه صاحب ديوان (تباريح) والوفي لوالده وكاتب السيرة أعظم من عرف من العلماء والأدباء والشعراء، تحية وقبلة له إلى حيث يقيم اليوم في (دولة الامارات العربية المتحدة).
ثرثرة باريسية : ورقة من كتاب الحاء
نشر في: 21 إبريل, 2012: 03:05 م