بغداد/ محمود النمريستهل المؤلف بسؤال جوهري، سيظل يواجهنا لعقود، أهْوَ دينٌ أم تديّن، أم تدْيين؟ أهو إسلام أم تأسلم أم أسلمة، أهو دين أيدلوجي محدد العقائد والغايات في أذهان المعتنقين، أم هو سورة إدراكية سيكولوجية حمالة أوجه، حدّ التشظي ونحو كل وجه منها، يقصده جمهور محروم ومتعطش لأي يقين يريحه من أزمته المتفاقمة في عصر عولمي، تهيمن فيه أصنام التكنولوجيا وتنحصر العقلانية، وتسود اللامعيارية.
بهذه الكلمات، أدار الجلسة الإعلامي عماد جاسم حفل توقيع كتاب "الأسلمة السياسية في العراق" رؤية نفسية، للدكتور فارس كمال نظمي، الذي صدر من مكتبة عدنان بالتعاون مع مركز معلومة للبحوث وهو من منظمات المجتمع المدني. وأشاد ممثل مركز معلومة الأستاذ أزهر بهذا التوجه في رفد الساحة العراقية وإيصال المعلومة للجميع من خلال منظمات المجتمع المدني، وأكد على أهداف هذا المركز الذي يحاول ان ينشأ ثقافة استطلاع الرأي في القضايا المختلفة، وسعي المركز بمراقبة الانتخابات وإنشاء دولة ديمقراطية حديثة وتطوير قدرات الشباب وإمكاناتهم من خلال الندوات وغيرها من الوسائل الأخرى.وطرح د. فارس نظمي السؤال التالي: لماذا الأسلمة وليس الإسلام؟ وهل هناك فرق بين مفاهيم ونظريات، هذا الكتاب يتبنى في الواقع بفكرة، انه ليس ثمة دين أو إسلام مطلق بل أن هناك أسلمة، وهذه قائمة على نظرة تيارات معينة للإسلام، هذه الأسلمة حاولت أن أتخطّى نتائجها أو عواقبها أو آثارها في الشخصية العراقية، وما أحدثته عملية الأسلمة السياسية في العراق، على مستوى الفرد العراقي، كما هي الظواهر الاجتماعية النفسية والفردية والعقلية والعاطفية والسلوكية، التي نتجت عن محاولة أحزاب الإسلام السياسي، ليس النزعة العلمانية العميقة في هذا المجتمع.وأضاف نظمي: كتابي يتبنى فكرة أن ثمة نزعة علمانية متأصلة في العراق، ولكن هناك أيضا أحزابا تريد أن تلغي هذه النزعة، من خلال السلوك السياسي. وكانت هناك مداخلات وأسئلة من قبل الحضور الثقافي النخبوي الذي حضر بكثافة، وكان د. فارس كمال نظمي يجيب على الأسئلة الموجه إليه، وكان مسك الختام توقيع المؤلف المحتفى به لكتابه.
فارس كمال نظمي يناقش النزعة العلمانية في شخصيتنا
نشر في: 21 إبريل, 2012: 03:16 م