TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: فضيحة الرسائل بين الناطق والمحافظ

العمود الثامن: فضيحة الرسائل بين الناطق والمحافظ

نشر في: 21 إبريل, 2012: 03:25 م

 علي حسينعاهدت نفسي ألا أتحدث عن قيادة عمليات بغداد، باعتبار أن ذلك قد يبدو شماتة، وأنهم  في موقف ضعيف، بعد سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة ، لكن حجم الأكاذيب التي يسمعها المواطن المسكين كل يوم أقوى من طاقتي على الوفاء بالوعد.
قبل أيام استمعنا لمسؤولين كبار يقسمون باغلظ الايمان ان الوضع الامني مسيطر عليه وأن القاعدة تلقت اكبر هزيمة في تاريخها، وامضينا صابرين  فاصلا  كئيبا مع عدد من مقربي المالكي ، وهم يشيدون بنجاح الخطة الامنية لقمة بغداد ، سمعنا وسمعنا وسمعنا، ويبدو اننا على موعد دائم ومتواصل لسماع المزيد من هذه الاكاذيب، فمجموعة السياسيين والمسؤولين الذين يصرون على اعادتنا الى زمن العصور الوسطى ، هذه المجموعة التي دمرت البلاد وسرقت ثرواته واحلام مواطنيه، لا تزال مصرة ، على الضحك علينا جهارا نهارا عندما ترفع شعارات " كل شيء تحت السيطرة " و " نجاح الخطة الامنية " ، فيما الواقع يقول إننا نعيش في ظل مؤسسات امنية تكذب كل صباح حين تقول إن كل شيء مسيطر عليه وأن لا وجود لمشاكل أمنية، وأن الجميع القوا سلاحهم وهم مستعدون لأخذ الحكومة بالأحضان، وتقبيلها من وجنتيها، هكذا يصر  ناطقو الحكومة الاشاوس على ممارسة الخديعة، بينما الإرهابيون يعدون العدة كل يوم لمهاجمة محافظة جديدة من الموصل إلى كركوك مرورا بديالى وانتهاء بالحلة والقادم في علم الغيب. بالامس خرج علينا الناطق الجديد لقيادة عمليات بغداد العقيد ضياء الوكيل، ليقول والاطمئنان واضح على ملامحه بأن التفجيرات التي ضربت العديد من المدن وراح ضحيتها العشرات من الابرياء ما هي الا "رسائل اعلامية"، و"محاولات يائسة وفاشلة لارباك الوضع الامني من قبل تنظيم القاعدة الارهابي."ولم ينته الناطق من تصريحه المثير حتى اطل علينا محافظ بغداد ليعلن ان هذه التفجيرات هي محاولات يائسة في توجيه رسالة بعدم قدرة قواتنا الامنية على ضبط الامن. هكذا عرفنا مؤخرا أن الدم العراقي المسال ما هو الا رسائل اعلامية  يائسة لن تنال من عزيمة وصلابة سياسينا الابطال .والسؤال البسيط الذى يتبادر إلى ذهن أى شخص هو: كيف استطاع الارهابيون توجيه رسائلهم بالرغم من الانتشار الامني المكثف ، ووجود المئات من السيطرات العسكرية التي حولت حياة الناس الى جحيم ؟، والسؤال الاهم لماذا يختار الارهابيون يوم الخميس بالذات لتنفيذ عملياتهم الاجرامية تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية؟. حديث الناطق الرسمي بداية غير مبشرة بالمرة، وقد تجعلنا نترحم على أيام قاسم عطا الذي كان يقول إن كل شيء تحت السيطرة ثم اكتشفنا أن معظم الأشياء لم تكن تحت السيطرة وإن الاختراقات الامنية تكررت في معظم مدن العراق. لا اتحدث هنا عن الأشخاص بل عن المنهج والطريقة والأسلوب ، فالمشكلة الأكبر اننا امام جهات امنية لا تريد ان تعترف بالتقصير ولا تريد ان تدرك انها لا تملك القدرة والكفاءة والوضوح والشفافية والأهم الحرفية. الحكومة اجرمت لانها ركزت فقط على حماية مصالحها وأمنها، وتركت اللصوص والإرهابيين والانتهازيين يهددون حياة الناس ومستقبلهم،  الحكومة اجرمت لانها شجعت حيتان السياسة على سرقة كل شيء، وتركت مقربيها يصبون النار على الزيت لاشغال الناس بمعارك زائفة.الناطق الجديد لعمليات بغداد كشف عن ركاكة المستوى الذى تدار به اجهزة الامن ، مثلما كشف محافظ بغداد عن الغشاوة التي تمنع المسؤول من رؤية الواقع على حقيقته .    مع مثل هذه التصريحات لابد من تحرك عاجل وعلى أوسع نطاق لعزل هؤلاء المسؤولين من مناصبهم ، ولابد ايضا من محاسبة كل السياسيين الذين يصرون على استمرار هذه الحكومة المريضة والفاسدة التي تحكمها ثقافة الجهل والفقر والمرض، ولا مكان فيها لأي شيء حقيقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram