TOP

جريدة المدى > سينما > وضعوا الطفل حياً داخل ثلاجة الموتى

وضعوا الطفل حياً داخل ثلاجة الموتى

نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:34 م

 بغداد/ المدىجريمة اغرب من الخيال ... خرج الطبيب من غرفة العمليات يخبر الزوج بأسى أن زوجته ولدت طفلا ميتا .. ولم يكن باستطاعته إنقاذه ... فقد ضحى به من اجل حياة زوجته !... وحملت الممرضة الولد إلى ثلاجة المستشفى وذهب الأب لإخبار عائلته بتهيئة قبر وشراء كفن للصغير استعدادا لدفنه .. وعندما رجع وأخذ طفله من الثلاجة شعر بأنامل الطفل تتحسس جسده وعيناه تتحرك ! صرخ الأب طالبا المساعدة ... لكن لم يستجب احد لعدم وجود حاضنة خدج خالية ...
ومات الطفل هذه المرة في باب غرفة الحاضنة فوق يدي والده ! هذه المهزلة دارت أحداثها داخل احد مستشفيات الولادة في مدينة العمارة ... وكان الطبيب الذي أجرى العملية حديث التخرج ! وجه إليه تحقيق إداري لم ينته لحد الآن ... ولكن بعيدا عن التحقيق الرسمي الذي لا يزال مستمرا نتساءل ... إلى متى تستمر هذه الفوضى داخل مستشفياتنا بعيدا عن رقابة وزارة الصحة والضمير... والى متى ستقف نقابة الأطباء مكتفية بالمشاهدة فقط ... وكأن الأمر لا يعنيهم ... أو كأنهم ليسوا هم الآخرون معنيين بالتحقيق وكشف ملابساته ! والآن نروي ماذا حدث داخل المستشفى . منتصف الليل حادث سعيد كانت تنتظره بفارغ الصبر الزوجة (ن) ... ولكن الوقت قد حان في هذه اللحظة ... فاجأت الزوجة الأم المخاض ... صرخت على زوجها توقظه من نومه ... هب الزوج من نومه حائرا يفكر ماذا يفعل ؟ فمثل هذه المواقف لم يعتدها من قبل ... ارتدى ملابسه وساعد زوجته على ارتداء ملابسها وفي حقيبة صغيرة لملم بعض ملابسها وحاجيات المولود وملابسه وحملها بسيارته متجها الى والدة زوجته حيث أخذها معه وذهب إلى مستشفى الولادة الأهلي ... الطبيب الخفر كشف على الزوجة وأمر الممرضين بتهيئة غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية للزوجة لأنها لا تستطيع أن تولد ولادة طبيعية .. الزوج كان مضطربا ... خائفا ... يشعر بنبضات قلبه وكأنها ستخلع صدره من بين ضلوعه ... أشعل سيجارة وراء الثانية ... يسأل الطبيب عن حالة زوجته .. اخبره الطبيب أن الحالة صعبة وربما ستكون هناك تضحية ! غابت الزوجة أكثر من ساعتين داخل غرفة العمليات والزوج وأم الزوجة يضربان أخماسا في أسداس ... فقد أحس أن المسألة اكبر من كونها عملية ولادة قيصرية ... ماذا يدور خلف جدران هذه الغرفة المظلمة ؟ بماذا تشعر زوجتي الآن؟ أسئلة كثيرة كانت إجاباتها دموع عينيه ... ولكن توقف كل شيء فجأة ... يفتح الطبيب باب غرفة العمليات ... يقترب من الأب ... الذي كاد يسقط على الأرض ... فقد توقع أن يسمع خبرا مفزعا ... ونظر الطبيب إلى الزوج وقال له ... حاولنا أن ننقذ حياة الأم والطفل ولكن كان لابد وان نضحي بأحدهما فضحينا بالطفل !... يعني ابني مات يا دكتور ... أجابه الطبيب ... الطفل كان ميتا في رحم أمه ... ربنا يعوض عليكم ... وحالة صحة زوجتي الآن .... أجاب الطبيب ... حالتها مطمئنة بعد ساعات تكون قد أفاقت من التخدير وتخرج من المستشفى ... وتنفس الزوج وأم الزوجة الصعداء، فصحة زوجته هي الأهم ... لم ينتظر طويلا ... دخل بسرعة إلى غرفة العناية المركزة ليطمئن على صحة زوجته ويواسيها ... فقد اشتاقت أن تكون أماً ... لكن إرادة الله كانت هي الأسبق !... بعد لحظات مفاجأة فجرتها الممرضة ... حملت الطفل الميت وأسرعت به الى الطبيب تقول له وهي غير مصدقة ... دكتور ... الولد يتنفس ... أرجوك اعمل له تنفس اصطناعي ... ولكن الطبيب هو الآخر لا يصدق .. أو ظن هو ذلك... وبدلا من أن يكشف عليه بسماعته ليتأكد إن كان على قيد الحياة أو مات ... صرخ في وجه الممرضة طالبا منها بأن تنفذ أوامره بسرعة وان تضع المولود في الثلاجة ... لأنه مات وشبع موت ... ولم تجد الممرضة مفراً من أن تلف الطفل بالقماط وتضعه في ثلاجة المستشفى ...  وانصرف الزوج لإخبار إخوته بذلك ... غاب الزوج أكثر من ساعتين وعاد مع أقربائه وهو يحمل الكفن بين يديه ... خطى داخل المستشفى باتجاه ثلاجة المستشفى ... استقبله عامل الثلاجة ... فتح باب الثلاجة وحمل المولود وسلمه إلى ابيه ... لكي يأخذه ويدفنه ... كان القدر في هذه الأثناء يستعد لمفاجأة غير متوقعة ... قنبلة أخرى كانت على وشك الانفجار... أحس الزوج بأنامل صغيرة وهي تتحسس جسده ... ارتاب الأب في الأمر ... نظر إلى عيني طفله فإذا به ينظر إليه ! وكاد الأب أن يغشى عليه ولكنه تأكد من أن ابنه على قيد الحياة ... أسرع الى الطبيب يصرخ في وجهه أن ينقذ حياة ابنه الذي كان حبيساً داخل الثلاجة أربع ساعات متواصلة ... لكن الطبيب تركه ولم يهتم لقوله ... حياة الطفل لا تزال في خطر ... وكأن المستشفى كلها بلا أطباء ... صراخ الأب يعلو .. لكن ما من مجيب .. اتصل بأصدقائه وأقربائه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ... الحل هو إدخال الطفل الى سرير الأطفال الخدج لإنقاذه من الموت ... فالساعات الأربع التي قضاها داخل الثلاجة منعت عنه الأوكسجين... لكن حاضنات الخدج كلها عاطلة أو مشغولة وليس بها مكان لطفل صغير يصارع الموت ... فما بالكم بهذا الطفل الذي شارك في موته الطبيب الذي قال انه توفي بعد ولادته مباشرة !.. ومات المولود على باب الحاضنة ... مات ووالده يحمله على يديه... لقي مصرعه وسط صراخ الأب ... الذي مزق  قلوب كل من في داخل المستشفى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram