رياض النعماني من جميع النسيم،... ينحلّ حرف السين في غيمة ، هبطت من جناح ملكة النحل الصاعدة الى غبطة غيبوبتها المنتشرة في طلع ِ ازهار مشمشة نامت سبع ليال ٍ في مطر ٍ ظلَّ ينهمرُ عليها من عسل ٍ اسكرته الأغاريدُ ومذاق ُ ريق بلبل لم يكف عن السكر في ذرى شجرة اللوز التي وُلدت مع الأغنية والخمر وفيهما وبهما
ابيض ٌ يدور ُ في الأبيض،.. يزوره ُ ويوسِّع من محيطه ، يطيرُ فيه، يلتقي به ويعانقه في ولهٍ محموم حتى يشهقان ِ سويةً فينادي أحدهما الآخر دون صوت : يا أنا أحَبُ ما فيّ إني أحبك وأحب ُ ما في الحب ِ أنه يؤرخ ُ تاريخ َ جسدك ،ويعيدُ كتابة نصه الأزلي بلغةٍ لم نعرفها من قبل .. وهكذا وفي كلامٍ لم نسمعهُ، كلام ملون بآلاف الألوان، وآلاف الروائح يندغمان ويغمغمان .. يخرجان ليخلان ، يتداخلان وينصهران بنغم ٍ يسبق ُ الصوت - أين أنا ؟- أين الأين؟- من أنا،- هل أكون ُ قبل الهمزة أم بعد الألف الصاعد إلى فحولةٍ لا تعثرُ على نار لذتها ألا في دماء أنثى غشي على السين حين َ شاهدها وانحَلَّ في العطر الذي سال َ فوق- وتحت ،وفي غمار موجة ٍخدّرها مسيل الحرير والذهب والقمروالنسيم في ماء ٍ اكتشف معنى الطراوة ِ في هذا المسيل ليلُ بياض ٍ كلما فيه أبيض أبيض.. وعلى مرأى من المعجزة ِ يولد ُ من زهرة اللوز يسوع بن مريم في كامل المطر، آخذاً معه بياض الأبدية ِ إلى أيد البياض. السلامُ على الحلاج.. أنّى حلّت ركائبُ الخمرة ِ والعشق، فالكل ُ ابيض ٌ،... الخمر ُ والفجر ُ والعشق ُ والسريرة ُ والقلب ُ الطيب ُ والأسود ُ الحق ... القوام ُ الأشم ُ المهيب الرباني الخارق .الأغنية ُ والرقص ُ،المطر ُ، شواطئ المستحيل ، وإشراق العبارة ِ من أهاب الإشارة ِالفرح ُوقلب الله أبيض ٌ أبيض أبيض ٌ ينحني على الفاء فتنهمرُ اللذة ُ السرمدية ُ من جسد التفاحة ِ لترتفع ُ حكمة الحب ِ بيضاء حتى آخر البياض.دمشق في 13/ 4/ 2012
نص: الأبيض.. الأبيض
نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:43 م