اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ثلاث نساء في لحظاتهنّ الباريسية

ثلاث نساء في لحظاتهنّ الباريسية

نشر في: 28 إبريل, 2012: 06:45 م

ترجمة: نجاح الجبيلي يدور كتاب "حلم الفرنسية" حول السنوات الساخنة التي قضتها ثلاث من النساء الأمريكيات الطموحات والمدهشات في باريس حين كنّ في العشرينات. كانت جاكلين بوفيير هناك عامي 1949-1950 بينما كانت تدرس في كلية "فاسار" وقبل بضع سنوات التقت الرجل الذي سوف يجعل منها السيدة الأولى. أما السيدة ديفيز فقد قضت عامي 1963-1964 في باريس بينما كانت تدرس في جامعة برانديز. وكلاهما كان تخصصهما في اللغة الفرنسية.  
 أما سوزان سونتاج فقد قضت عامي 1957- 1958 في باريس وكانت في الرابعة والعشرين حين ذهبت للخارج. وحصلت على زمالة من الجمعية الأمريكية لجامعة النساء. تركت زوجها فيليب ريف وابنها البالغ خمس سنين في الولايات المتحدة وحين رجعت إلى بلدها طلبت الطلاق. إن مؤلفة الكتاب هي بروفسورة اللغة الفرنسية في جامعة ييل التي تستحق كتبها السابقة التقدير العالي مثل كتاب "دروس الفرنسية"، و"المتعاون". وقد نبهت كيف أن تلكم النساء كنّ مختلفات.  كتبت تقول:"إذ ما أرجعتهن إلى هوياتهنّ فهناك الفتاة الكاثوليكية (أي جاكلين كندي) التي تظهر لأول مرة والمثقفة اليهودية (سوزان سونتاج) والثائرة الزنجية (أنجيلا ديفز)".   إن السيدة كابلان مهتمة أكثر بالشخصيات الجذابة. فهي تبحث في بوفيير وسونتاج والسيدة ديفز فيما تدعوه "تلك العتبة الوجودية التي تبدأ ترى منها ماذا بإمكانك أن تفعل بما أعطي لك". وهي تلاحظ ببراعة بأن قصصهن :"لم تحتل مكاناً في التقليد الأميركي العظيم للأدب المغترب". إن صخب فتيان  مثل هنري ميلر وبليمبتون وأليك بالدوين ومغامراتهم في الخارج امتصت بشكل تقليدي الأوكسجين من غرفهن.    والعقبة التي تواجه السيدة كابلان في "الحلم بالفرنسية" هي أن هذه النساء لم يتركن كمية كبيرة وراءهن بالعلاقة مع المقالات المكتوبة عن سنواتهن في باريس.   تكتب السيدة كابلان حول هذه المنطقة المظلمة. فهي تسهب في الكتب التي قرأنها والمسرحيات التي شاهدنها والمناخ الفكري الفرنسي المتحول. لقد أجبرت على تلفظ التعميمات الواسعة مثل " فرنسا أعطت كل من هؤلاء النساء ثقة عميقة وطويلة الأمد وعززت روح المغامرة وأمنت حريتهن من القيود المفروضة في أوطانهن".   كانت عائلة بوفيير مهووسة بأصولها الفرنسية المفترضة لكن بوفيير كانت 80% فرنسية كما تكتب السيدة كابلان. فسنتها في باريس هي مزيج متضارب من العوالم. لقد درست وقضت الوقت في المقاهي والمتاحف مع نساء شابات في البرنامج الدراسي لكن حياتها كما تكتب السيدة كابلان كانت "اندفاعاً في سكن القصور والصيد والحفلات".  خلال حياتها التهمت بوفيير الروايات الفرنسية وشاهدت الأفلام الطليعية وتابعت الأزياء الفرنسية. في البيت الأبيض تسلم الرئيس كندي شكاوى من البعض في الكونغرس من أن الزوجين أصبحا "فرنسيين جداً".  نجحت بوفيير في العودة إلى فرنسا عام 1961، كونها السيدة الأولى في الولايات المتحدة. في مؤتمر صحفي قال زوجها:" أنا الرجل الذي سيصحب جاكلين كندي إلى باريس". وصلت سونتاج إلى باريس للدراسة الأكاديمية عامي 1957- 1958 وفي ما بعد أشارت لنفسها كونها "الأمريكية المتأوربة ذاتياً". كانت تجربتها بعيداً من أن تكون غرة وبوهيمية أكثر من بوفيير. وكان الشاعر آلان غنسبرغ جارها. كانت سونتاج تشاهد فيلمين كل يوم وتقرأ بشراهة وتدخل المشارب والمقاهي ولديها علاقة حميمة مع امرأة أمريكية أخرى. لهذا فإنها هجرت للأبد فكرة " أن الحياة العقلية تطرد المتع الجسدية" كما تكتب السيدة كابلان.    تقوم السيدة كابلان بتتبع سونتاج وكيف أن " الكثير من قوتها وهيبتها وجوها المميز في الولايات المتحدة مرتبطة بما تعلمته ثم تعلمت أن تنقله من فرنسا". تدعو سونتاج باريس " العاصمة البديلة لخيالها". وحين توفت عام 2004 قام ابنها ديفيد ريف بتعليمات صريحة منها أن يأخذها إلى باريس كي يدفنها.   وصلت السيدة ديفز بعد ست سنوات من وصول سونتاج للدراسة الأكاديمية عام 1963-64. لقد تربت في مدينة برمنغهام في ولاية ألاباما ذات الفصل العنصري لكن عائلتها عاشت في منهاتن إذ أجادت الفرنسية في المدرسة الثانوية المسماة "أليزابيث أيروين" في "غرينتش فليج". كانت في باريس حين ضربت كنيسة برمنغهام بالقنابل عام 1963. وقد رأت تلميحات إلى العنصرية في فرنسا وهي البلد الذي هرب إليه الفنانون الأمريكيون السود نتيجة الظلم الذي شعروا به في الولايات المتحدة. وحول المظاهرة التي نظمها المناصرون للقضية الجزائرية والتي رأتها في "بلاس دو لا سوربون" كتبت السيدة ديفز :" حين قامت الشرطة الفرنسية  بسحق المظاهرة بخراطيم المياه القوية كانوا يشبهون في وحشيتهم الشرطة ذوي الأعناق الحمراء في برمنغهام". بعد أن اتهمت السيدة ديفز بالقتل والمؤامرة والخطف لدورها في خطف وموت قاض من كاليفورنيا عام 1970 أصبحت قضيتها مثار جدل بين الكتاب والمفكرين الفرنسيين مثل جان جينيه وميشيل فوكو. وعدوها قضي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram