علاء حسن اذاعة محلية ، وباعتماد أسلوب الاتصال بالمستمعين ، شنت هجوما عنيفا على احد الوزراء في الحكومة الحالية ، لانه لجأ الى تعيين الاشقاء والمقربين من الدرجة الثانية والثالثة في مكتبه الخاص ومنحهم صلاحيات التعامل غير الحضاري " مع المراجعين بحسب تعبير المتصلين هاتفيا بالاذاعة ، وعبر البث المباشر ، قال احدهم " ليعلم الوزير وبطانته ونحن نعرفها جيدا ان المناصب لن تدوم لاحد ، وعليه ان يحترم ارادة القاعدة الشعبية بجعله وزيرا من واجباته احترام المواطنين وانجاز معاملاتهم ".
وبعد هذا الاتصال ، اخذ الهجوم على الوزير طابعا تصاعديا ، يكاد يصل الى احدى درجات مقياس ريختر فيحصل الزلزال ، ومقدمة البرنامج باعلى درجات الارتياح والانشراح لأن حديث المستمعين طال مسؤولا لا ينتمي الى الكتلة او الجهة الداعمة للاذاعة المحلية.على مدى ساعة كاملة استمرت الاتصالات ، وكلها اشارت الى تصرفات "بطانة الوزير" فكشفت ان معظمهم لا يحمل شهادة الابتدائية ، ولكنهم وبعد الالتحاق بوظائفهم الجديدة وتمتعهم بالامتيازات والايفادات والمخصصات المالية الضخمة ، اصبحوا بطانة يصعب حتى على رئيس عشيرة الوزير اختراقها للاستعانة بجهوده في حل نزاع عشائري.اعتاد العراقي في حالات الغضب اطلاق تهديداته بقلب الامور على "البطانة " وتسويتها سواء باثارة الفوضى او ضرب الاعراف عرض الحائط لتحقيق مصالحه ، وفي اكثر الاحيان يكون التهديد تعبيرا عن انفعال سرعان ما يتلاشى بعد شرب قدح من الماء واشعال سيجارة فيتبدد الغضب وتبقى "البطانة" محافظة على وجودها من دون ان يمسها اي نوع من الاضرار ، ومثل هذا التحول في الموقف لا يعجب المذيعة ، فتضطر الى الانتقال لاتصال اخر ، لحث المستمعين على استهداف "القلوجة " و"البطانة " لادامة الهجوم على الوزير.خياطو البدلات الرجالية يعرفون قيمة "القلوجة " لانها نوع من القماش الخشن المستخدم في "الجاكيت" ولا يجوز الاستغناء عنها في كل الاحوال ، ومقارنتها مع "البطانة " اجحاف بحقها ودورها في خياطة" قاط ابو الدكمتين وبفتحة واحدة " يليق ببطانة اي مسؤول سواء كان وزيرا او صاحب موقع رسمي او مستشارا معروفا بولائه المطلق لمن ابرم له العقد المؤقت في توليه المنصب. التوجه الواسع نحو استيراد السلع الاستهلاكية ومن مناشئ صينية وتركية ، ادى الى انحسار نشاط الخياطين وخصوصا في العاصمة بغداد ، ونتيجة عرض البدلات الرجالية في الاسواق المحلية وباسعار تكاد تكون معقولة لدى اصحاب الدخل المنخفض نسبيا ، ستنقرض مفردة "القلوجة" من التداول على الرغم من اهميتها ، والانقراض لابد منه ، لأن التجار توجهوا الى الصين لاستيراد "العكل واليشامغ " والمعامل الصينية بخبرتها ومهارة عمالها ، استطاعت ان تسد حاجة السوق المحلية ، للمزيد من "العكل المستوردة " ليستخدمها المفصولون من وظائفهم من منتسبي " بطانة " وزير واجه هجوم الاذاعة المحلية بابعاد المقربين من مناصبهم والتخلص من "بطانة" ليس وراءها سوى الهم والغم ، وسؤال وجواب ثم استجواب.
بطانة مسؤول : نص ردن
نشر في: 28 إبريل, 2012: 07:12 م