TOP

جريدة المدى > سينما > شباب يضعون الفتاة الموظفة على سلم أولويات الزواج

شباب يضعون الفتاة الموظفة على سلم أولويات الزواج

نشر في: 28 إبريل, 2012: 08:15 م

 بغداد/ المدىاجتمع رجال العائلة، يتوسطهم رجل بيشماغ ابيض وعباءة بنية، في غرفة طويلة تضم الكثير من الكراسي والمقاعد الخشبية ،ابتدأ الرجل صاحب الزي العربي الكلام، متحدثا بهدوء عن مواصفات الشاب الذي تقدم لخطبة أساتذة في إحدى الجامعات العراقية ، مسطرا انجازات وامتيازات يبرع بها دون غيره ، مؤكدا لهم أنه سيصونها ويقوم على تلبية كل طلباتها.
الشاب كان عاطلا عن العمل ،ويعمل يوم ويجلس في المقهى شهر. وهو حال الكثير من الشباب في العراق الذين لا يجدون عملا، وشكلوا القاعدة العاطلة التي تتذبب نسبتها بين نصف وثلث السكان في البلاد. ويلجأ معظم الشباب اليوم حينما يرغبوا في الزواج الى البحث عن امرأة موظفة حتى تساعدهم في تدبير أمور المعيشة لاسيما إذا كان الشاب لا يعمل. واتسعت خلال الآونة الأخيرة وبصورة ملحوظة ظاهرة إقبال الشباب والرجال على الزواج من الموظفات في دوائر الدولة وامتناعهم من الزواج والتقدم لخطبة النساء غير الموظفات ولأسباب كثيرة، من أهمها حصول هذه الموظفات على رواتب مجزية تساعد الشخص المتزوج في الحياة العامة من العيش بنوع من الرفاهية الاقتصادية، خصوصاً وان أكثر الموظفات اليوم أصبحن في وضع مادي جيد بل ويملكن من المال ما يتم حفظه وادخاره ما شكل عامل جذب للشباب في الإقبال على هذه الموظفة او تلك مقارنة بالنساء غير الموظفات.يشير عباس محمد (22 عاما ) الى أن اغلب الشباب اليوم باتوا يبحثون عن الموظفات للزواج والارتباط بهن على شرط امتلاكها للمنظر الحسن والجمال الذي يعد معياراً مهماً عند الارتباط لدى أي شاب. ويضيف ان الموظفة اليوم أصبحت عامل جذب لأكثر الشباب والرجال للزواج بها بعد أن تحسن وضعها الاقتصادي بزيادة راتبها الحكومي ومساعدة الرجل مادياً في الحياة المشتركة بين الرجل والمرأة. بالمقابل، لم تحظ سوى واحدة فقط من شقيقات الفتاة مريم محمد بزوج، ومن ثم طرحت فكرة الزواج جانبا. وتقول مريم (37 عاما) والتي تعمل في إحدى الشركات الاهلية : "تتقلص فرص حصولنا على أزواج كثيرا بتقدمنا في العمر، إنني الآن في عمر لن يطلب فيه يدي إلا أرمل أو مسن. لن يتقدم لي احد إذ ان الرجال يبحثون عن عرائس ثريات او شابات"، وتتابع  "إنني ألازم البيت طوال اليوم ونادرا ما اخرج".وتستطيع مريم، الحاصلة على شهادة الثانوية، بالكاد أن تكسب قوتها من عملها. وتعيش مع شقيقاتها اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 23 و40 عاما مع أبويهن في بغداد.لذلك تسعى الكثير من الفتيات الى القبول بشباب اقل تعليما ومستوى ثقافيا وماديا، خوفا من ان يفوتها قطار الزواج وتصبح ضمن عداد "العوانس". ولا تتوفر إحصاءات عن عدد النساء غير المتزوجات في سن الثلاثين. غير أن وجود الإناث العوانس فوق سن الثلاثين أمر مألوف بعد عقود من الحرب العراقية بما فيها الحرب العراقية - الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي. ولكن من المعتقد أن أعدادهن تزايدت كثيرا منذ عام 2003. وبجانب الرجال الشباب الذين قتلوا في ساحات المعارك فان مئات الآلاف - ومعظمهم في سن التجنيد - هربوا من العراق.من جانب آخر، باتت مهنة الخاطبة التي انتشرت في مختلف المجتمعات الشرقية تواجه منافسات شرسة لاقتسام جزء من الكعكة، وذلك بعد دخول الرجال "الوسطاء" ومواقع الإنترنت المختصة بالزواج، ناهيك عن القنوات الفضائية المتخصصة بـ"تجميع رأسين في الحلال"، إلا أن أم محمد التي تمارس تلك المهنة منذ ما يربو على 10 أعوام، أكدت أن لا مخاوف من الإنترنت على مهنتها التي نالت ثقة واحترام وتقدير المجتمع، مؤكدة في هذا السياق أن "لكل واحد رزقه، ولا أحد يأخذ رزقاً ليس له".وحول الآلية التي تتبعها للتوفيق بين المقبلين على الزواج أوضحت أنها تتلقى اتصالات من كلا الجنسين، وتعمل على أخذ بياناتهم التي تشمل العمر والوزن والطول والقبيلة والمدينة ثم تتولى هي عملية الترشيح. إلا أنها تؤكد تراجع أعمالها بسبب قيام الشباب بالبحث عن الزوجات الغنيات من خلال الانترنيت الذي بالكاد تستطيع نطق اسمه الصحيح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج

دفاتر السينما في عددها الأول 2025

عرض تسعة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر في مهرجان برلين السينمائي

مقالات ذات صلة

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج
سينما

الجدار.. ثنائية التحريض والاحتجاج

عدنان حسين أحمد - لندن تترصّع غالبية أفلام المخرج هادي ماهود بأفكار التنوير والتحريض والاحتجاج حيث يعتمد على كشف الحقائق، وخرق المحجوب الذي يضعهُ في دائرة الخطر. ويكفي أن نشير إلى أفلامه التحريضية التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram