بغداد/ المدىمعظم الكليات والمعاهد في العراق أنهت أو شارفت على إنهاء حفلات التخرج، وهي من الفعاليات والنشاطات التي يحرص معظم الطلبة الجامعيون على الاستمرار في إقامتها في كل نهاية مرحلة ،على الرغم من بعض العراقيل التي واجهت هذه الممارسة الطلابية على مدى السنوات التسع الماضية ،
من تدخل بعض الجهات المتشددة ومحاولتها منع الاحتفالات ، فضلا عن الأعمال الإرهابية التي عكرت أجواء الاحتفال ،بالإضافة الى محاولة بعض الأحزاب السياسية والدينية السيطرة على الجامعات وتحويل الاحتفالات إلى مصالح ضيقة لا تتعلق بالضرورة في خصوصية الطلبة.بعد الاحتفالات بالتخرج يرغب الكثير من الطلبة بإقامة سفرات ترفيهية الى إقليم كردستان (وهو المكان الوحيد الذي يقصده السائحون في داخل العراق) ، ولكن هذا الموضوع يعاني من بعض الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والإدارية الخاصة بالجامعات فضلا عن الوضع الأمني.الظروف الأمنية أدت الظروف الأمنية الصعبة التي شهدها العراق إلى إلغاء السفرات لمختلف المرافق السياحية في البلاد، وكانت تعد ضمن المنهاج المخصص للنشاطات الجامعية ، فهناك مسببات ودواعٍ أدتا الى عزوف إدارات الكليات عن إقامة السفرات التي اشتهرت بها السنوات السابقة، فالوضع الأمني اليوم أصبح أكبر عائق أمام الطلاب للتمتع بيوم جميل في ربوع الحدائق والمتنزهات التي اشتهرت بها العاصمة بل كنا نرى وفود الطلاب يأتون الى بغداد من محافظاتنا الجنوبية والشمالية وكذلك المحافظات الوسطى، فالجميع يزور الأماكن السياحية والترفيهية من اجل قضاء يوم في ربوع تلك الأماكن. يشير الطالب مازن محمد الى أن عزوف الطلبة بمختلف أعمارهم ومستوياتهم عن المشاركة في السفرات كان نتيجة لتردي الوضع الأمني في البلد، فقد اعتذر العديد من الطلبة المشاركة في السفرات وذلك حفاظا على حياتهم، وخوفهم من عدم قدرة الحراس ورجال الأمن على حماية المرافق السياحية بشكل جيد وكذلك مخاطر الطريق والمسافات البعيدة التي يقطعها المسافرون. هذه الأسباب أدت إلى تقليص أو إلغاء السفرات.استهداف المعاهد والجامعات لتعطيل الحياة فيها هو محاولة للقضاء على السعي الجاد لبناء العراق الجديد. فمن الصعوبة جدا على الجامعات القيام بسفرات وهي تلاقي صعوبات في حماية الطلبة وهم داخلها ، وقد تعرض الكثير من الطلبة للقتل والخطف أثناء ذهابهم أو عودتهم إلى الجامعات.من جانبه، يقول الأستاذ هيثم محمد التدريسي في جامعة بغداد كانت الأوضاع الأمنية المتردية وظاهرة استهداف الأساتذة أدت الى منعنا من الخروج في السفرات الجامعية، فالجميع هنا كان متخوفا من تنظيم السفرات، فنحن لا نستطيع تحمل أعباء حماية الطلاب في ظل هذه الأوضاع الشاذة بل نحن في كثير من الأحيان نمتنع عن الذهاب الى الجامعة خوفا على حياتنا من العصابات الإجرامية التي تستهدف كل العقول العلمية القادرة على العطاء كما أن معظم العوائل العراقية ترفض فكرة الرحلات الجامعية، خوفا على أبنائهم، خاصة بعد ازدياد ظاهرة الخطف الجماعي للعراقيين في ظل الأوضاع الأمنية المتردية ، ولكن اليوم كما يقول محمد الأوضاع أفضل بكثير لكن الطلبة تعاني من ظروف اقتصادية تمنعهم من دفع مبالغ قد تكون كبيرة للذهاب في سفرات.قيود اجتماعية أما الطالب رشيد عناد من كلية العلوم فيقول :نحن نتمنى أن تعود الأيام الجميلة وخاصة أيام الرحلات الجامعية حيث كنا ننتظم برحلات إلى المرافق السياحية المنتشرة في عموم بلادنا وكنا لا نمل من هذه الرحلات الجميلة، أما اليوم فهناك بعض القيود الاجتماعية التي ظهرت مؤخرا في المجتمع وفي الجامعات بشكل خاص، بأن تمتنع الطالبات من الذهاب الى الرحلات الترفيهية ، مما قد تلغى السفرة بسبب قلة العدد ، لاسيما في الكليات التي يكون فيها عدد الإناث أكثر من الذكور .وترفض الطالبة زهراء علي فكرة الاختلاط مع الطلاب الذكور في السفرات ، وهي تمتنع بشكل قطعي من الذهاب في سفرة ترفيهية ، وتضيف "أهلي لا يسمحون لي بالذهاب في رحلة ، كما أني ارفض الذهاب بمفردي مع الذكور".وتعارضها طالبة العلوم لمى هادي بالقول " نحن في آخر أيام الحياة الجامعية ، ويجب أن نستثمر كل دقيقة في هذه المرحلة المهمة في حياتنا"، ولا ترى لمى مشكلة في السفر مع الطلاب الذكور الى أربيل او السليمانية، وتتابع " إنهم إخوتي وعشنا أربع سنوات معا ، وإذا بعض الفتيات يخشن الذهاب بمفردهن يمكن أن تجلب شقيقها او أمها او أي احد من أفراد أسرتها".السفرات العلمية وتشكل الأنشطة الطلابية الثقافية وكذلك الترفيهية جانبا حيويا من النظام التعليمي يكون الطالب عادة بحاجة اليها، جنبا الى جنب مع نشاط العلمي والدرس المنهجي، لكن شكوى متزايدة من اغلب طلبة الجامعات والمعاهد العراقية تشير إلى غياب الاهتمام من قبل وزارة التعليم العالي بأي نوع من الانشطة الطلابية والثقافية والترفيهية والاقتصار على التركيز على الدراسة العلمية والمحاضرات رغم أهمية تلك المفاصل الحيوية لتجديد نشاط وقابليات الطلبة في هذه المرحلة المهمة .من جانب آخر، تغيب عن الجامعات السفرات العلمية أيضا، حيث يقول طالب الماجستير في علوم
قيود اجتماعية وأمنية وقفت ضد السفرات الجامعية
نشر في: 28 إبريل, 2012: 08:16 م