اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > نـــص.. أيها الوطن.. ماذا تريد منّا؟

نـــص.. أيها الوطن.. ماذا تريد منّا؟

نشر في: 28 إبريل, 2012: 08:19 م

كاظم الواسطيلم اضَعْكَ ، مثلما يفعل البعضُ ، خارطةً معدنّية تتدلى على صدرٍ مفتوح في فضاءٍ غريب.ولم أُخفِكَ، حفنةَ ترابٍ، في جيبٍ مثقوب تتناثرُ على مقاعد الطائرات، وفي صالات مطاراتٍ بعيدة.
رشفتك من كفيَّ أمٍ رؤوم، ومن عينيَّ أبٍ ناحلٍ اضناه النهوضُ المبّكرُ فجراً، بعد عمرٍ من الليلِحارساً باجفانهِ الذابلة.rnوبحسِّ فتىً حالمٍ ، أضأتُ حروفكَيومَ كان النهارُ يتجاذب مع الليلِ أطرافَ السواد.وحينما صرتَ كتاباً ممنوعاً تحت نار الفْوّهاتحملتكَ من غرفٍ في الزويا ، لأطلقكَ بزهوٍفي فضاء النور.آه.. أيها الوطن ، يا صديقيفي زمنٍ تلصصَ البعضُ في ثياب الوشايةِوأقنعةِ المخبرينرفعتكَ رايةً مطرّزة بحروف الصداقةِ ، نخباًلصحبةٍ من جباهٍ ناصعة ، وقلبٍ شفيف .وكم بكيتُ معكَ على غياب صديق ، في زنزانةٍأو شتات .rnأيها الوطنُ القريب - البعيدبِمَ كافأتَ روحا لم تُغادرْكَ في مهّب الخلاصِوظلّت معلّقةً في فضاء لهيبك، وفي زوايا انتظارٍجففَّ العمرَ، ولا أحد كان يعلمُ متى ينتهي .هل نسيتَ كيف كنا حطباً ، في موقدِ مجنونٍمولع بالنار، وتبديدِ الأعمار.وهل تنكرُ ، بعد زوالِ ذاك الحال ، أن الحالَ الآن من ذاتِ الأحوال .يا أيها – الو..{ إذا سمحتَ } طن من الاحزان في كلِ وجبةِ طعامٍ .. أقولُ الحقَ : لم تتقاعس يوماً بتقديم أطباقها الفاخره . وتلك المِحنُ من أعوامٍ جاوزت الخمسين ، أخشى القولَقاربتِ الستيّنَ ، وأبعدُ منّي بسنيّنٍ لا تحصى، نالت من واديكَ الأخضرولوّنت سماءكَ بسوادِ كلِ الفصول .rnيا وطنَ سؤالٍ بلا جواب كم من سنينٍ أرِقنا ، بلا ثمرٍ، في الفراغ وكم من ندوبٍ خلّدت مواجعُك َفي الروح ،ومن كوابيس ليلٍ.. لا تروحْ .وحين أفقنا من بلادة المؤجّلِ وجدنا بلاداً مدثّرة بالموتِ بعد اللهيب ، وغارقةً بالعويلِ بعد سباتٍ طويل .rnيا وطنَ انتظارنا الأبدي تركتَ لنا مُزقاً من نفوسٍ تتعثّرُ في ثناياقلقٍ مقيم ،تبحثُ عمن تُسقط ُ عليه حمولات الارتياب حتى وإن كان قلبَ صديق.أقولُ لكَ مضطرا من وجع في الروحِأنتَ الراسخُ فيه : إن التماديّ أكثر مما فاضَ سيكون له اسمٌ آخر غير الصبر .وإن سامحتَ مَن يستعبدُ عقولَ الناس باسمكَ وبكلامٍ نساهُ الميّتونَ من قبلنا ، وما يجعلنا نجحدُ بالكونِ وما كنا نخشاه ،ستُلقى ، يوما ، مثلَ جثّةِ أبِّ ينساها الأبناءُعلى رصيفِ ذاكرةٍ ميتة .لذا أوصيكَ أن تتذكّرَ دوما : " الحرية ، أبداً ، هي الأولى " ، وهي الشرط ُ الأبقىللوطنِ .. ولكلِ حياة .............................ماذا بعدُ.. أيها الوطنُ المؤجلهل تُريدُ من الصفرِ نحسبُ عمراً جديداًيُليقُ بموتٍ جديد؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram