اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مقهى أدباء البصرة.. يستعيد الفنان الرائد محمود صبري

مقهى أدباء البصرة.. يستعيد الفنان الرائد محمود صبري

نشر في: 28 إبريل, 2012: 08:20 م

جاسم العايفاستعاد "التجمع الثقافي في البصرة" الفنان التشكيلي الرائد والشخصية الوطنية- الديمقراطية" محمود صبري" وضيف في جلسة استثنائية بمقره في مقهى أدباء المدينة ،صباح الجمعة، الموافق السابع والعشرين من نيسان الناقد التشكيلي "خالد خضير" في محاضرة بعنوان
(الرسام محمود صبري/ واقعيـــة الكـم / الكوانتوم/Quantum Realism/ التجربة المتحققة.. والجهاز المفاهيمي المحايث). قدّم المحاضر الفنان والناقد التشكيلي هاشم تايه قائلاً: في لحظة تاريخيّة من عمر الفن التشكيليّ العراقي مثّل منجز الفنان الرائد "محمود صبري"  واحدة من ثلاث رؤى فنيّة متنافسة هيمنت على هذا الفن منتصف القرن الماضي وما بعده، وهي: رؤية الفنان فائق حسن الأكاديميّة المهتمة بالاستثمار الأمثل لعناصر اللغة البَصَريّة في تمثيل المرئي تمثيلاً واقعياً يخضع لآليات الدرس الأكاديمي المعروفة في التصرّف باللون والظل والضوء والملمس ورؤية الفنان جواد سليم المتطلّعة إلى تأسيس هوية عراقية للفن التشكيليّ تستلهم الفن الرافديني القديم والفن الإسلاميّ في خطاب بصري معاصر يستفيد من منجزات الفن الحديث، والرؤية التي توظّف الفنّ أو تسخّره من أجل قضايا المجتمع والثورة والتغيير، وتنتصر لقوى اجتماعية بعينها. وممثل هذه الرؤية "محمود صبري". وأضاف :  بأن رؤية كلّ من جواد سليم ومحمود صبري استندتا إلى ظهير أيديولوجي متفاوتِ القوّة، ومختلفٍ في درجة الوعي به بالنسبة لهذين الفنانين. في حين أن رؤية فائق حسن، أقربُ إلى رؤية محافظة بلا أهواء خارجيّة، تجتهد في مطابقة المرئي بنظير صُوري على السطح التصويري، مستقوياً بمهارات الفنان في استثمار مفردات لغته البصريّة أكاديمياً. وأهميّة محمود صبري في التشكيل العراقي تتمثل أوّلاً في ريادته تيّاراً في الرسم عَكَسَ مفهوم الالتزام ببعده الماركسي. كما تتمثل أهميته، ثانياً، بأطروحته، (واقعية الكمّ) التي مثّلت على مستوى تحققها التجريديّ، انشقاقاً عن رؤيته الأولى؛ إذ فاجأ بها مَنْ كانوا يرون في منجزه التشكيلي تمثيلاً جمالياً لأيديولوجيا يؤمنون بها، وأصيبوا بالصدمة وهم يتطلعون إلى سطوحه التصويريّة الجديدة وقد تجرّدت بأشكال هندسيّة ملونة، وخلت تماماً من أيّ تمثيل لمرئيّاته الواقعيّة.  وأضاف "تايه" مهما قيل عن الصّرامة العلميّة لهذه النظريّة، وتغاضيها عن العناصر الحاسمة في إنتاج الأثر الفنّيّ، إلاّ أنّها تكشف عن عمق وعي محمود صبري، وحيويّة رؤيته الفنيّة التي تجاوزت مهارات الأداء الفني العالية التي يمتلكها، إلى بناء تصوّر فردي في نظرية معاصرة في الفن لفتت إليه الأنظار، وغدا ممكناً سماع خطابها في قلب العالم الحديث الذي يسكن جنون اشتياقه إلى ما هو جديد، ومبتكر في كل حقل من حقول المعرفة والإبداع. ثم قدم الفنان والناقد التشكيلي محاضرته بعرض لبعض الأفلام التسجيلية عن الراحل وكذلك لوحاته التي تؤرخ  لمراحل تطوره فنياً. وذكر خضير أن دوي الضجة التي أحدثها محمود صبري حينما نشر بيانه عن واقعية الكم عام 1972 سيخف الآن ربما بسبب الخفوت المماثل الناتج من تغير اتجاه الفن وتنظيراته نحو مناطق  بعيدة عن تلك المشكلات التي كانت تثار في سبعينات القرن الماضي، بسبب توجه بنيوي للثقافة العراقية، فأولاً لم يعد الفنان (مصلحا) يحلم بتأسيس يوتوبيا، ولم يعد للايدولوجيا ذلك البريق الذي كان لها في مجال الفن وفي العراق خاصة، وقد كان محمود صبري لم يزل يعيش تلك الأجواء، بذات الإصرار والعنفوان حتى لحظة وفاته هذا العام وقد أكمل الخامسة والثمانين (ولد في بغداد عام 1927)، فكنا نتمنى أن تكون وفاته فرصة للانخراط في حوار واسع لإعادة قراءة الوثائق التشكيلية العراقية والمزيد من (الثوابت المفروغ منها) حتى الآن. وتابع الناقد خالد: لقد حدثت اكبر التصدعات في التشكيل العراقي حينما تطلب الأمر تعريف الفن التشكيلي فبرز الانشقاق المحتوم: تعريف ينظر إلى اللوحة باعتبارها واقعة مادية ، أي ألوان وأشكال على سطح، وهو ناتج عن هيمنة الايدولوجيا على الخطاب النقدي . والثاني خطابي (سردي) تمت استعارته من خطاب الإشكالية الحضارية لعصر النهضة العربية باعتبارها تجارب تشتغل على مرتكزين أساسيين: منجز بصري متحقق،  يرافقه جهاز مفاهيمي لغوي محايث. وقال الفنان خالد : يمكن تقسيم مراحل تحولات الرسام محمود صبري، إلى مرحلتين هما: المرحلة المشخصة كان فيها رساما خاضعاً لاشتراطات جماعة بغداد للفن الحديث في منجزه ، فكان مقتصداً باللون وباذخا في الأشكال وتوزيعها على اللوحة، ومغرماً بالموضوع والإنسان وبالجانب الأيديولوجي في  اللوحة، بينما صار في مرحلته التجريدية الأخيرة التي سماها (واقعية الكم) وباذخا باللون، على حساب الأشكال التي اختفت سوى ما تخلقه المحيطات الكفافية من خطوط وهمية ناتجة عن المساحات اللونية. فبعد ان قضى محمود صبري سنوات  شغوفاً بالرسم فأنجرف مع جماعة البدائيين التي تأسست عام 1950 ، وهنا أبت أفكاره إلا أن تلقي بظلها على لوحته فأبتعد عن رسم المناظر الخلوية وأختار كبديل لهذا الاتجاه تصوير الشرائح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram