TOP

جريدة المدى > محليات > السرطان.. آلام جسدية تبحث عن عناية نفسية

السرطان.. آلام جسدية تبحث عن عناية نفسية

نشر في: 28 إبريل, 2012: 09:01 م

 بغداد / دعاء آزادالطفلة أنعام ضياء ذات ستة أعوام، تشعر بالحزن لأن شعرها الجميل بدأ يسقط، وتسأل والدتها "كيف سألعب مع الأطفال، سأصبح صلعاء وسأكون أضحوكة بين صديقاتي وأصدقائي"، بحسب ما أخبرتنا والدتها منتهى أحمد،التي يبدو من كلامها أنها غير متعلمة، لم تتفهم سؤالنا عن دور الطب النفسي في نجاح علاج ابنتها، إذ قالت: "نعم، أنا اهتم بهذا الجانب، إذ أنني أحذر أشقاءها وشقيقاتها من إزعاجها، ودائما أؤكد لهم أن شقيقتهم مريضة ويجب الاعتناء بها".
غياب الباحث النفسيوبينت في حديثها لـ"المدى" أن ابنتها تعاني من ورم في الرأس منذ 6 أشهر "ولا نعرف ما السبب"، مضيفة "ابنتي حزينة جدا بسبب تساقط شعرها لكنني أحاول إقناعها بشراء شعر مستعار لها كي تعود جميلة".وعن دور الباحث النفسي في مستشفى الإشعاع والطب النووي حيث تتلقى ابنتها العلاج، بينت أحمد "لم أسمع عن باحث نفسي هنا".ويعد العامل النفسي أحد أهم أسباب نجاح علاج أي مرض، وبالرغم مما توصل إليه العلم الحديث من نظريات تؤكد أهمية علم النفس وما حققته دول العالم المتطور من نجاح في استخدامه لعلاج الأمراض، في المقابل يغيب دور الباحث النفسي في المستشفيات والمؤسسات الصحية المتخصصة بعلاج مرضى السرطان الذي يعد من أخطر الأمراض وأوسعها انتشارا في البلاد خاصة في الآونة الأخيرة، إذ يعتمد نجاح علاجه على الحالة النفسية للمريض.14 عاما من العلاجساجد عبد الكريم (52 عاما) المستلقي على أحد أسرة المستشفى، أبدى استغرابه من كثرة المصابين بالأمراض السرطانية، وأوضح لـ"المدى"، أنه يراجع المستشفى منذ العام 2005، بعد أن أصيب بورم سرطاني في البطن.وأضاف عبد الكريم "انتهيت من علاج الورم في بطني، لكن الورم انتقل إلى عظم الحوض، ومنذ المباشرة بتلقي العلاج الكيمياوي وأنا اخضع لتوجيهات الطبيب المعالج، هو من يقوم بدور الباحث النفسي وقد أسهم برفع معنوياتنا بشكل جيد".ويشاركه الرأي محمود شاكر الذي حفظ جميع أنواع الأدوية والأجهزة المستخدمة لعلاج الأمراض السرطانية، إضافة إلى أسماء الأطباء واختصاصاتهم، بعد أن قضى أكثر من 14 عاما يرافق زوجته المصابة بإحدى الأورام السرطانية، في رحلة علاج بدأت من بغداد ووصلت إلى الهند لتنتهي مرة أخرى إلى مستشفى الإشعاع والطب النووي.يقول شاكر في حديثه لـ"المدى": إن زوجته تتلقى العلاج في هذه المستشفى منذ العام 1998 ولم يزرنا  أي باحث أو طبيب نفسي بالرغم من حاجة المريض الماسة إلى العلاج أو التأهيل النفسي".توسيع المستشفىوتساءل "المستشفى شيدت في ستينيات القرن الماضي ولم تشهد أي توسع بالرغم من وجود مساحة واسعة في الجهتين الأمامية والخلفية، فلماذا لا يتم توسيع المبنى أو استحداث مستشفى أخرى خاصة بعد تزايد أعداد المصابين بالأمراض السرطانية".وطالب شاكر بتوفير الجهاز الخاص بالكشف عن الخلايا السرطانية وتحديد مكانها وعمقها وحجمها وتصويرها فوتوغرافيا، لافتا إلى أن "الطبيب المعالج يعتمد على قدراته الذاتية في تشخيص المرض، كما أن البعض منهم يشخصه على أنه تليف لكن ما هو نوع هذا التليف، هذا أمر لا يستطيع تحديده سوى الجهاز المذكور ".شاكر أشار إلى أنه "بالرغم من أن الخدمة في هذا المستشفى جيدة إلا أنني عندما سافرت مع زوجتي إلى الهند وجدت أن لديهم نظام خدمة أفضل يسمى الخدمة البيتية، إذ يوجد شخص يلاحظ غرفة المريض والحمام والتعقيم كل 10 دقائق وهذا ما يشعر المريض بالراحة".هموم أخرىأما سلام ناظم الذي تعاني والدته من بداية مرض سرطان بيت الرحم فشكا لـ"المدى" من أنهم من أهالي بعقوبة بمحافظة ديالى، مبينا أنهم بين مدة وأخرى يأتون إلى بغداد لتلقي العلاج وهو ما يشكل عبئا ماليا ونفسيا وكذلك جهدا بدنيا بسبب الطريق والاختناقات المرورية وهو ما يرهق والدته.ونسة سليم ذات الـ70 عاما، التقتها "المدى" أمام المستشفى مع ابنتها بانتظار ابنها لكي يقلهم إلى المنزل، إلا أنه اتصل ليخبرها أنه عالق في إحدى الزحامات المرورية وسط بغداد. أكدت ونسة أنها لا تقوى على الحركة، وهي تعاني منذ 5 سنوات من ورم بالبطن وسافرت إلى تركيا للعلاج على نفقة الدولة لكن المرض عاد من جديد.ولفتت سليم "أحيانا الدواء غير متوفر ما يضطرنا إلى شرائه من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة جدا، لكن المشكلة أن الطبيب يستغني أحيانا عن الدواء في حال عدم توفره"، مضيفة "أن هناك مشكلة أخرى، وهي زخم المراجعين على الطبيب في المستشفيات الحكومية، وهو ما يضطرنا إلى أن نقصد عيادته الخاصة، وبالرغم من أن العناية في عيادته تكون أفضل لكن الأسعار مرتفعة جدا ولا تقوى عليها أغلب العوائل".للأمية دورهامن جانبه، بيّن رئيس قسم الطب النووي المعني باستخدام المواد المشعة في علاج الأورام طه حميد العسكري لـ"المدى" أن عملهم يعتمد في جانب منه على العلاج النفسي لكن ذلك غير متوفر الآن، موضحا "أنا كطبيب أتولى هذه المهمة وأشرح للمريض طبيعة مرضه والأمور التي يجب أن يقوم بها لعدم توفر الباحث النفسي".ونوه العسكري بأنه "أحيانا أتعامل مع مرضى أميين"، مشيرا إلى أن "الأمراض الأكثر انتشارا هي أورام الغدة وتشكل النساء المصابات بها نسبة 70%، وأغلبهم نساء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية  في ذي قار لمكافحة
محليات

لنشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام والتسامح.. فعاليات توعوية في ذي قار لمكافحة "التطرف العنيف"

 ذي قار/ حسين العامل دعا المشاركون في الفعاليات التوعوية الخاصة بمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب الى تطوير المناهج التعليمية وتعزيز ثقافة التسامح والحوار ونبذ الكراهية، مشددين على اهمية معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram