علاء حسن خلال الأيام الماضية توجه مزاج الشباب العراقيين نحو تشجيع الناديين الاسبانيين واسعي الشهرة في العام برشلونة وريال مدريد ، وخارج سياق التشجيع الرياضي، حصلت احتكاكات بين مشجعي الفريقين قيل انها وصلت الى مراكز الشرطة ، وشهدت احياء مختلفة من العاصمة احتفالات استخدمت فيها العيارات النارية ، كعادة العراقيين دائما في التعبير عن فرحهم باطلاق الرصاص في الافراح والمناسبات السعيدة .
مشجعو الناديين اغلبهم من الشباب ، تناسوا ما يدور في الساحة السياسية من احاديث تشير الى الاصطفافات الطائفية والمذهبية والقومية ، وتلك "الحسنة الاسبانية" لم تحققها النخب السياسية العراقية المنشغلة دوما في تحقيق اتفاق مشترك لعقد اجتماع او مؤتمر لبحث سبل امكانية تسوية خلافاتها ، وحسم الملفات العالقة والتخلص من مشاكلها الى الابد.ليس من المستبعد ان يكون احد السياسيين البارزين في العراق من مشجعي ريال مدريد او برشلونة ، ونحمد الله ونشكره انه لم يعلن بعد عن ناديه المفضل ، وفي حال حصول ذلك فإن الازمة السياسية ستتنقل الى صفوف المشجعين الشباب ، وربما تحصل حوادث مؤسفة بين الطرفين خارج سياقات التشجيع الرياضي البعيد جدا عن الميول السياسية والتوجهات الاخرى.من الضروري جدا في ظل اتساع ظاهرة تشجيع البرشة والريال ان يلتزم السياسيون بالصمت ، وعليهم ايضا الابتعاد عن كشف ميولهم الرياضية ، بعد ان عرف العراقيون توجهاتهم الاخرى ولا نقول الطائفية او المذهبية، لانها بعيدة عنهم كما يصرحون دائما ، والالتزام بالصمت سيحقق فوائد تخدم مسار العملية السياسية ، فاذا كان الزعيم الفلاني سعيدا في يوم خسارة البرشة امام ريال مدريد او بالعكس، ستتخلخل قاعدة التشجيع الشعبية، وربما يعلن مشجعو الناديين تخليهم عن الفريقين لأن الزعيم السياسي الفلاني برشلوني كتلوني، او ملكي اي ريال مدريدي.مع بدء العد التنازلي لموعد اجراء الانتخابات المحلية نهاية العام الحالي ربما سيتوجه السياسيون الى مشجعي ريال مدريد وبرشلونة للافادة من خبراتهم في حملات الدعاية، وقد يفكر آخر بأن يضع علم الفريقيين خلفية له اثناء عقد مؤتمر صحفي ليكسب الطرفين من المشجعين ، ومثل هذا "الدرب" كما يقال باللهجة العراقية غير مجد لأن انصار برشلونة وريال مدريد يرفضون المواقف التوافقية ومحاولات الجمع بين الاثنين فلكل ناد نصيبه واجتهاده وقدرته ، وصاحب ذلك الدرب سيكون بنظرهم انتهازيا يريد كسب اصواتهم، لضمان فوز قائمته بمقعد او اكثر في مجلس احدى المحافظات. "أبو درب " لن يستطيع استقطاب الشباب من المشجعين وكسب اصواتهم ، فهم ربما شاركوا في التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في الخامس والعشرين من شباط في العام الماضي ، وعبروا عن رفضهم سوء الاداء الحكومي بشعار "نادمون" في اشارة الى اسفهم للمشاركة في الانتخابات التشريعية السابقة ، وباصواتهم حصل من يدعي تمثيل الشعب العراقي على مقعد في البرلمان ، العاجز عن اداء دوره التشريعي والرقابي بعد مرور عامين من عمره ، ورغبة "ابو درب " في تجديد عضويته في البرلمان او مجلس المحافظة لن تمر عبر بوابة برشلونة او ريال مدريد.
نص ردن: برشة وريال
نشر في: 28 إبريل, 2012: 09:06 م