 أربيل/ سالي جودتثمن الإيزيديون رعاية إقليم كردستان وحرص الجهات المعنية على ترسيخ قيم التسامح والمحبة بين جميع الطوائف في الإقليم . وقال  مدير عام الشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف الكردستانية خيري إلياس بوزاني في حديث مع المدى :إن الأجواء الإيجابية في الإقليم شجعتهم 
وغيرهم من الطوائف على ممارسة عباداتهم بكل حرية في الأعياد وسواها  كما أن وجود مديرية لشؤون الطائفة أسهم في معالجة بعض مشاكلهم ،مشيراً إلى ثقته بأن الأيام القادمة كفيلة بمنح الإيزيديين وغيرهم تمثيلاً أوسع  .  كان اللقاء مناسبة ليحدثنا عن أبرز ملامح هذه الديانة وتاريخها حيث قال :تعد الديانة الإيزيدية من أقدم الديانات الكردية في منطقة الشرق , و هي مرآة تعكس من خلالها عادات وطقوس ورموز وعبادات متنوعة للديانات الشرقية القديمة والعريقة , وهي   ديانة توحيدية قديمة قائمة بذاتها،تحمل إرث الديانات الشمسانية الطبيعية العريقة،ومنها الديانة المثرائية،في منطقة وادي الرافدين(الميسوبوتاميا)وأيضا في القسم الإيراني والهندو إيراني،بمعنى أنهم من بين أقدم الديانات الكردية في منطقة الشرق. و لا وجود لمفهوم الشر الخالص في فلسفتها حيث للخير والشر منبع واحد.و إلى جانب عبادة الإيزيديين للإله الأوحد الذي يسمى في لغتهم الكردية (خودا- خودى أو ايزي - يزدان)  ،فإنهم يقدسون الملائكة ورئيسهم (طاؤوس ملك) ويكنون الاحترام للأنبياء والأولياء والصالحين وخاصة الشيخ أدي ومن خلّفه . وأضاف: إن للشمس مكانة ومنزلة خاصة ومميزة حيث تعتبر إحدى مظاهر تجليات الله. وتعتقد الإيزيدية بمبدأ التقمّص وتؤمن بيوم الآخرة، وهي ديانة تحرم القتل المتعمد والزنى والربا..   تسمى بالإيزيدية نسبة إلى(إيزدان – الله)أي أن الإيزيديين هم الذين يعبدون الله سبحانه وتعالى .أما كلمة ( إيزيدي- إزدايى – الإيزيدية ) فهي مشتقة من الكلمة إيزد Ized بمعنى(الملك الإله) و يزاتا Yazata في الآفيستا بمعنى يستحق العبادة،ويزد Yazd باللغة البهلوية وياجاتا Yajata في السنسكريتية. وبذلك يكون معنى( إزيدي Azidi وإيزيدي Izidi  و إزيدي Izedi أو Izdi عباد الله. وكذلك من الكلمة السومرية (ئى – زي – دي) بمعنى الغير المتلوثين والذين يتبعون الطريق الصحيح.وعن عدد نفوس الإيزيديين  و موطنهم الأصلي قال  إلياس: يعتبر الموطن الأصلي للإيزيديين كل من:كردستان العراق،سوريا وتركيا.كما يتواجدون في كل من أرمينيا وجورجيا وأوكرانيا وبقية جمهوريات روسيا الاتحادية،ومجاميع عديدة موزعين بين دول أوروبا ومجموعة قليلة في إيران.  ومع أنه لا يوجد إحصاء رسمي ودقيق حتى الآن للإيزيديين،إلاّ أنه يمكن إعطاء عدد تقريبي لنفوسهم ،علماً أن ثقلهم يتركز حالياً في كردستان العراق ويقدرون بحوالي (550000) خمسمائة وخمسون ألف موزعين على أقضية شنكال/ سنجار، الشيخان، تلكيف،وقصبتي بعشيقة وبحزاني(محافظة نينوى) وفي زاخو وسميل(محافظة دهوك). ويصل تعدادهم في كردستان سوريا (المتبقين منهم حالياً) حوالي(17000) سبعة عشر ألفاً؛ (12000) اثنا عشر ألفا منهم يسكنون في منطقة كورداغ بمحافظة حلب،أما الباقون فيسكنون في منطقة الجزيرة (الحسكة وقاميشلي) وهاجر ما لا يقل عن(10000)عشرة آلاف إيزيدي إلى ألمانيا وبلدان أخرى.أما في كردستان تركيا فكان تعداد الإيزيديين أكثر بكثير من إيزيدية سوريا(40-50) ألفا هاجر معظمهم إلى ألمانيا والبلدان الأوروبية ولم يبق في تركيا غير حوالي(1000)ألف شخص. وفي جمهوريات روسيا الاتحادية يعيش أكثرمن(280000)مئتين وثمانين ألف إيزيدي،أغلبهم في جمهوريتي أرمينيا وجورجيا. وفي جمهورية ألمانيا الاتحادية فقط يعيش ما بين (55-60) ألف إيزيدي،وعشرات آلاف آخرين يعيشون في بلدان أوروبا إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا وإستراليا. ما المقصود بالخليقة والتكوين ؟ ويضيف إلياس :يعتقد الإيزيديون انه في البدء كان الكون  يسوده الظلام،خلق الله من ذاته (درّة) بيضاء جامدة،بعدها بعث فيها الروح من نوره،فأصبحت الدرّة حية ذات جسد بروح،لكنها لم تستطع أن تتحمل عظمة روح و هيبة الله، فارتجت، واحمرت و اصفرت ثم انفجرت،فتكونت المجرات والسماوات والأرض من بحار وأنهار و جبال ووديان والشمس والقمر والنجوم ... ثم خلق من نوره الملائكة السبعة،فقاموا بتنظيم الكون.وزيّن الأرض بالنباتات والكائنات. بعدها خلق آدم من (الماء والهواء والتراب والنار)،ومن نسل آدم وحواء تكاثرالبشر. و بالنسبة لطاووس ملك قال إلياس:  يؤمن الإيزيديون أشد الإيمان بـ "طاووس ملك" ويعتبرونه رئيساً للملائكة ونورالله ورمزاً للخير ومسؤولاً عن الكون. وإن " طاووس ملك"حسب الفكر الديني الإيزيدي هو اسم من أسماء الله تعالى التي تعد بألف اسم .وللإيزيدية ، يقول  بوزاني :أدعية رئيسية أربعة وتتوزع على أوقات اليوم بالشكل  الآتي :1- دعاء الفجر2- دعاء الصباح 3- دعاء المساء.و دعاء قبل النوم حيث تسمى بدعاء(شهادة الدين).لكل دعاء من هذه الأدعية نص ديني خاص