TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: "عنتريات" الشهرستاني و"أوهام" علاوي

العمود الثامن: "عنتريات" الشهرستاني و"أوهام" علاوي

نشر في: 28 إبريل, 2012: 10:57 م

 علي حسيننختلف أو نتفق مع سياسيينا الاكارم، لكن علينا أن نعترف بان العديد منهم يسعى لتبديد حالة الملل لدينا من خلال إجادتهم لفن النكتة، إضافة إلى صفة الإصرار وعدم اليأس على تقديم كل ما هو غريب ومثير، والدليل على ذلك أن العديد منهم لا يزال مصرا على القول إن الأمريكان لا يملكون نفوذا في العراق وليس باستطاعتهم التدخل في شؤون البلاد، وإنهم أي السياسيين يرفضون الاحتماء بالمظلة الأمريكية.
قبل يومين خرج علينا السيد علاوي ليقول انه يتحدى أي شخص يستطيع أن يثبت أن الكتل السياسية أو أيا من السياسيين يوافق على أن تتدخل امريكا في شؤون البلاد السياسية، بل ذهب به الخيال أكثر من ذلك وهو يهتف أن السياسيين العراقيين لا يحتاجون إلى أمريكا ولا إلى سفيرها، في الوقت نفسه أكد حسين الشهرستاني بثقة يحسد عليها أنه لن يسمح للأمريكان أن يتدخلوا في الخلاف بين بغداد وإقليم كردستان، قبلها هدد النائب عباس البياتي بصوت غاضب بان الحكومة العراقية ترفض وصاية الأمريكان ولن تسمح لها بان تمارس دور الأب. في ضوء هذه التصريحات وغيرها من التي أطلقها سياسيونا، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما: الأول أن هؤلاء السياسيين يصدقون ما يقولون فعلا ومقتنعون أن امريكا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما جرى ويجري في العراق، أو أنهم يمارسون عملية كذب منظمة وممنهجة، تؤمن بان تكرار الأكاذيب بدأب وإصرار ومن دون توقف سيجعل الناس يصدقونها في النهاية.الشائع أن كثيرا من سياسيينا اليوم مقتنعون بأن الكذب جزء لا يتجزأ من الممارسة السياسية، لأنهم يعتقدون ان الناس تنسى بسرعة، وعندما تكتشف الكذبة، يسارعون إلى إلقاء كذبة جديدة وهكذا. ما يشاهده الناس من تصريحات الساسة هو كذب لكنه بطريقة فجة لا تراعي حتى أصول وفن الكذب والتلفيق وتزوير الحقائق.ما أتعس أن تذرف الدموع كذباً دفاعا عن حرية القرار وحق العراقيين في طرد الأمريكان من أراضيهم مثلما يفعل ساستنا الأشاوس.اليوم يقولون أن بوش اخطأ في العراق ولم نكن راضين عن طريقته في معالجة الوضع، متناسين ان أربع حكومات عرجاء أحرقت الاخضر واليابس في العراق، نسمع كل يوم سياسيين يتباكون على عراق ارتكب فيه الأمريكان –حسب قولهم-اكبر جرائم العصر، فيما لم نسمع احدا منهم يعترف بأنه ساهم ولا يزال في إشاعة روح الفساد والانتهازية وتشجيع الطائفية وقتل روح المواطنة عند الناس. كل دروس التاريخ منذ بدء الخليقة تقول إن الطغيان والدكتاتورية لا تبني دولا، مهما كانت الشعارات التي يرفعونها والأكاذيب التي يأتون بها.الناس تسمع خطب المسؤولين كل يوم من أن العراق سيصبح جنة المنطقة التي تهب رياحها على دول وشعوب العالم؟ أين هي الجنة، وأين هي الرياح؟ لم يشاهد العراقيون حتى هذه اللحظة سوى الخراب.  بناء الدولة لا يأتي بالشعارات ولا بالخطب "العنترية" فهذه أدوات تستخدم لاشاعة الفساد والخراب وعلى كل شبر من أرض العراق شواهد لعبثية العملية السياسية. السياسيون يدّعون الآن الحكمة بأثر رجعي ويقولون إنهم كانوا ولا يزالون مختلفين مع الإدارة الأمريكية في ما يتعلق بالسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فيما الصحافة الأمريكية تؤكد يوميا أن معظم سياسيينا لا ينامون الليل قبل الاتصال بالعم بايدن او بالخالة "كلنتون" لاستشارتهم في وضعية النوم التي يتخذونها، وإذا افترضنا أن هذه الصحف تكذب وتعمل على تشويه سمعتهم فالمؤكد أن "المظلة" الأمريكية مفتوحة على سعتها وهي تغطي وتظلل فوق رؤوس الجميع. أتمنى كمواطن ساذج أن تكون الحكومة ومعها العديد من السياسيين رافضة الاحتماء بمظلة المستر أوباما.. لكن يبقى سؤال يطرحه الناس كل يوم: هل العراق فعلا خارج القرار الأمريكي كي يرفضه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram