TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس: أبو غبشان

قرطاس: أبو غبشان

نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:24 م

 أحمد عبد الحسيناستنفرتْ أجهزة الإعلام إثر تصريحات نائب الرئيس الإيرانيّ محمد رضا رحيميّ الداعية إلى "اتحاد تامّ" بين العراق وإيران، واستنفر معها سياسيون مناصرون لإيران وللسيّد رئيس الوزراء وبذلوا جهداً في تبرير التصريح وتخريجه تخريجاً لا يحرج رئيس الحكومة العراقية وكتلتهم.
النائب عن ائتلاف دولة القانون حسين الأسدي، قال "إن دعوة نائب الرئيس الإيراني هدفها توحيد المواقف بين البلدين على المستوى السياسي والأمني بما يخدم مصالحهما" على ما نقلته عنه "السومرية نيوز"  أمس. مع أن التصريح  واضح لا لبس فيه ولا يحتمل التأويل، فهو يتضمن دعوة  إلى وحدة اندماجية ربما يكون قد خُطط لها مطولاً في طهران، وليس تصريح رحيمي إلا استباقاً للأمر وجسّ نبضٍ ومحاولة للتعرّف على ردود الفعل.نائب آخر "عن دولة القانون دائماً" هو السيّد عبد الهادي الحساني صرّح للمدى أمس "إن تصريحات رحيمي مجرد مجاملة دبلوماسيّة!" . شخصياً لم يطرق سمعي يوماً ما أن سياسياً جامل حكومة دولة أخرى بدعوة إلى وحدة اندماجيّة بينهما، وإذا كانت هذه مجاملات سياسيي هذا الوقت فأنا أخشى أن يردّ المالكي على مجاملات الإيرانيين بأحسن منها ويوافق على عرض الوحدة، فنكون أغبى شعبٍ لأننا ضيّعنا بلدنا في مجاملة دبلوماسية عابرة. وحينها ينطبق علينا المثل "أحمق من أبي غبشان"! . وأبو غبشان هذا ـ لمن لا يعرفه ـ هو من باع مفاتيح الكعبة لقصي بن كلاب بزقّ خمرٍ.مجاملة كهذه قد تؤدي إلى اضمحلال دولٍ، هي مجاملة كارثية طبعاً، وهي ذكرتني الآن بتصريح لنائب آخر "وطبعاً من دولة القانون" هو الأستاذ محمد الصيهود قال فيه  إن "عدم وضع العلم العراقي خلف رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ليس المقصود منه عدم الاعتراف بالسيادة العراقية، ولا ينظر إليه بهكذا منظار" وأضاف: "عدم رفع العلم العراقي ليس متعمداً أو مقصوداً بل يمكن أن يكون سهواً أو شيئاً من هذا القبيل".الأمر إذن سهو "أو شيء من هذا القبيل"، والإيرانيون ساهون "أو شيء من هذا القبيل"، سهو الإيرانيين أيضاً فادح، أولاً لأن فيه إهانة لا لرئيس وزرائنا فحسب بل لدولتنا، ما زال العراق دولة مستقلة إلى أن تتحقق الوحدة الاندماجية، وحتى ذلك الحين فيجب على إيران احترام رموزنا السيّادية، وثانياً لأن عدم رفع العلم يؤكد شكوك المشككين في جديّة إيران بالتعامل مع العراق كضيعة تابعة لجارتنا المسلمة. شكوك كهذه تتأكد حين نقرأ خبر لقاء السيد محمود الشاهرودي وهو مسؤول إيراني يشغل منصب "رئیس الهيئة العليا لتسوية الخلاف بین السلطات في إيران"، والمرشح الذي تعدّه إيران "وعراقيون موالون لها" لزعامة الحوزة في النجف، إذ قال السيّد شاهرودي للمالكي حرفياً "على إيران والعراق استثمار نعمة الجوار في ما بينهما"، لأن البلدين لديهما أهداف مشتركة ومن اللائق تعزيز العلاقات الحالية لترتقي إلى المستوى المطلوب".لا نعرف طبعاً ما المستوى المطلوب في نظر الشاهرودي والمالكيّ لكننا نعرف مستوى العلاقة الذي يريده السيّد رحيمي لأنه كان أشجع وأوضح من الجميع فقال إنه يريد "وحدة تامة" كالتي حدثتْ قديماً بين قصيّ بن كلاب وأبي غبشان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram