TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر: استخبارات عراقية تخيف العراقيين؟

عالم آخر: استخبارات عراقية تخيف العراقيين؟

نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:35 م

 سرمد الطائي من يحكم على فشلنا الاستخباري، وماذا يفعل رجال الاستخبارات في شوارعنا، وأي أهداف يلاحقون؟ هل خطط تطوير أدائهم صحيحة وهل تصرف الأموال المخصصة لهذا (وهي طائلة) بالنحو المناسب؟ وأساسا هل يحق لنا ان نفتح هذا النقاش كما سأل أصدقاء على الفيسبوك؟
يمكن ان نقيس فشل الحكومة في مجال البلديات من بقاء مستوى القذارة في الشوارع الرئيسية، على حاله منذ انتهاء الفتنة الطائفية المسلحة، اي طيلة الاعوام الاربعة الماضية. ويمكن ان نقيس فشل الدولة كهربائيا بعدم طروء أي تحسن على طاقتنا الكهربائية طيلة 9 اعوام رغم كل ما انفق عليها. وهكذا يمكن ان نقيس فشل الحكومة في بناء اجهزة المعلومات الامنية والاستخبارات من خلال تعرضنا مرتين في الشهر الى هجمات منسقة ومتزامنة تصل احيانا الى 22 اعتداء متزامنا خلال نصف ساعة.أسئلة من هذا القبيل دفعت الزميل زياد العجيلي لإعداد تقرير نشرته المدى بعدد الثلاثاء تحت عنوان "ضابط استخبارات يروي قصصا مثيرة عن الملاحقات في بغداد..". وتمنيت ان أجد للمادة إشارة على الصفحة الأولى، لأنها من الحالات النادرة التي نسمع فيها من ضابط استخبارات شيئا عن يومياته ومشاكل عمله وخيباته، التي تجعلنا جميعا نتجرع الهزائم على يد المسلحين.الضابط أشار في الوقت نفسه إلى وجود عمليات ناجحة، لكنه كان محبطا من المصادر البشرية للمعلومات والتي تجعل نحو 50 في المئة من جهد الجهاز الاستخباري مركزا على أهداف يكتشف لاحقا أنها وهمية وضحية معلومات خاطئة. والأمر يعني كما يقول الضابط ان جزءا كبيرا من مصادر المعلومات التي جندها العراق طيلة 9 أعوام لكشف الإرهاب والجريمة بأنواعها، ليسوا اكفاء او لم يتلقوا تدريبا كافيا.. الخ. وهذا أمر محبط اذا ما قارناه بتصريح نادر ايضا للوكيل الاقدم في وزارة الداخلية عدنان الاسدي ذكر فيه العام الماضي ان العراق يمتلك 14 جهاز معلومات واستخبارات لا تنسق فيما بينها وتؤدي الى الفشل الاستخباري الذي نتحدث عنه، اي ان المعلومات الاخرى الـ50 في المئة والتي يفترض ان تكون صحيحة، تظل بلا استثمار لضعف التنسيق بين المؤسسات الأمنية، والنتيجة هي الانهيارات المتلاحقة.صديق على الفيسبوك يتحدث دوما على شاشات التلفزيون وهو مهذب اكن له تقديرا، فاجأني بتعليق على رابط التقرير المذكور ينص على "ان مجرد كشف ضابط الاستخبارات نفسه للمصادر الاعلامية يجب ان يؤدي الى فصله ومحاسبته". لكن الضابط لم يكشف نفسه للملأ وكل ما حصل انه تحدث ببعض الهموم للصحافة عن حقل امني يجهل حتى البرلمان كيف تجري معالجته. ولماذا نفصله من عمله؟ الرجل لم يكشف اسرار دولة مخيفة مثلا، وكل ما في الأمر أننا وهذا الضابط ندرك الفشل الاستخباري وجاء هو وقدم تفاصيل وحكايات حول ذلك. كما ان الصحافة لديها مصادر متنوعة في اخطر الاماكن، لان الصحافة غواية رهيبة لا يقاومها سياسي ولا رجل مخابرات.. إنها إفصاح عن الألم "والبلاوي" وهما أمران يحتاج إليهما كل إنسان.صديق آخر على الفيسبوك سجل اعتراضا كبيرا تحت شعار " ليس كل ما يعرف يقال". وقال "احنة ليش ما نبطل هذا النشر الهدام للمعلومات؟ وحتى لو كانت حقيقة (ولو اشك) ولكنها تؤدي الى نشر الخوف والذعر لدى المواطن بضعف الجهاز الامني".ولا شك ان ما من احد يستهين بالتضحيات الكبيرة التي قدمتها اجهزة الأمن، وحين نتحدث عن فشل حكومتنا فإننا لا نكشف هذه المعلومات شامتين، بل من منطلق الالم، وتعثر الخطط المعدة لتطوير استخباراتنا معناه ان الشعب كله جيشا ومدنيين سيظل يذبح على ناصية الفشل الحكومي. اما بشأن إخافة المواطنين بسبب تقارير كهذه فهو امر لا يخلو من طرافة، وليت القائل يدلني على مواطن واحد غير خائف من فشلنا الامني وخاصة في بغداد والمناطق الساخنة.نعم نحن خائفون من استخباراتنا لأنها تضحي كثيرا مثل باقي الصنوف، لكن جزءا كبيرا من خطط تطويرها لا يؤدي الى نتيجة واضحة، وهي لا تنسق فيما بينها بشكل كاف، ولأن الحكومة التي تفشل في رفع القمامة ستفشل بالضرورة في تطوير الأجهزة الحساسة، والأخطر ان لا احد يتعلم من الاخطاء بدليل انها تتكرر مرتين في الشهر. والنتيجة اننا سنظل نتعرض للذبح فترة اخرى، سواء سمحوا للصحافة بفتح ملف الاداء الامني واجراء حوارات مع ضباط المخابرات، ام لا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram