عدنان حسينثمة حملة منظمة ومرتبة ومتزامنة ومتصاعدة ضد الكرد، تجول في الأجواء والأروقة انطلاقاً من العاصمة بغداد.. ما في هذا شك. بادرت بقرع طبولها جماعة دولة القانون ورقصت على إيقاعاتها فلول نظام صدام الممتد طابورهم من البرلمان (حواشي العراقية وزوائدها) إلى قطاع الإعلام، فتشكل لدينا حلف غير مقدس بين من ظلوا إلى وقت قريب أعداء ألداء.
الحملة برمتها تعكس شوفينية مقيتة غائرة في الأعماق.. أعماق نفوس منظميها ومديريها والمتحمسين لها والسائرين في ركابهم قناعةً أو تزلفاً. ليس عجباً أن تخفّ سريعاً أقدام الصداميين على وقع أية معزوفة أو رقصة شوفينية ضد الكرد وسواهم، ففي عهد سيدهم المديد تجلّت الشوفينية في أوضح صورها وأكثرها سفوراً منذ عهد هتلر وموسوليني، فكان الضحايا بمئات الآلاف وكانت العواقب خراب البلاد في حروب إبادة شاملة امتدت حرائقها من الداخل إلى الخارج ومن الخارج الى الداخل. ليس عجباً أن يحتفي الصداميون بالحملة على الكرد بأوسع وأقوى ما يكون الاحتفاء، لكن السؤال الكبير هو الآتي: كيف تأتى أن تجتمع فلول صدام وجماعة دولة القانون المفترض انهم ورثة "الدعوة الإسلامية" وأنصاره؟ بالطبع لم ينبثق التوافق بين الفلول وجماعة دولة القانون فجأة من دون سابق إعلان أو إنذار، فالجماعة لعبت الدور المميز في التجاوز على القانون بإلغاء قرارات وإجراءات الاجتثاث في حق من صاروا نواباً ووزراء مقربين من رأس دولة القانون قبل أن يحدث الزعل أخيراً. ولم يتورع جماعة دولة القانون عن توظيف أشرس الجلادين في عهد صدام في الأجهزة الأمنية الجديدة وفي السعي لإعادة الاعتبار لمن نهب المال العام علانية وفرّ ملاحقاً بأحكام قضائية قاطعة واتخذ من بلاد الجوار قلعة ومنصة للتحريض الطائفي والسياسي عبر الفضائيات (يعيش الآن في كنف حزب الله اللبناني وبرعاية وتوصية من الولي الفقيه في إيران). بفضل جماعة دولة القانون استعاد الفلول في السنتين الأخيرتين كل نفوذهم داخل أجهزة الدولة، وبالذات الأمنية والدفاعية، بحجة عدم السؤال عما كانوا عليه وإنما النظر إلى ما هم عليه الآن والى ما يقدّمونه إلى "العراق الجديد". والعراق الجديد يعني هنا الحكومة ورئيسها وقيادة دولة القانون على وجه التحديد. فالقاعدة الذهبية المتبعة الآن هي ما إذا كان طرف ما أو جهة ما مرضياً عنه أو عنها من السلطان أم لا.الفلول ظلوا في موقف المتربّص، ينتظرون الإشارة للانطلاق، وقد جاءتهم الإشارة قوية وواضحة من أعلى المستويات في دولة القانون، فهلل الفلول ورقصوا داخل البرلمان وعبر صحفهم وتلفزيوناتهم وصعّدوا من الحملة ضد الكرد وسائر القوى الديمقراطية في البلاد.تابعوا فضائيات الفلول واقرأوا صحفهم، لتدركوا أنكم في عراق صدام حسين وليس في العراق الجديد، فكأنما عراق دولة القانون هو عراق صدام. هنيئاً لهؤلاء وأولئك بحلفهم وعرسهم، ولا عزاء لعائلات ضحايا الدعوة وسواهم!
شناشيل: حلف غير مقدّس
نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:37 م