TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > روميو وجوليت يحاربان الطائفية في بغداد

روميو وجوليت يحاربان الطائفية في بغداد

نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:49 م

ترجمة عبدالخالق عليروميو من المذهب الشيعي، جوليت من السنة وعليهما أن يتصارعا ليس فقط مع العوائل التي تتحارب فيما بينها، وإنما أيضا مع بلد مزقته الصراعات والاقتتال الطائفي، هذه هي قصة (روميو وجوليت في بغداد).
تحل الأسلحة النارية محل السيوف، وبعض الشخصيات ترتدي الدشداشة التقليدية والعباءة والكوفية، إلا أن التغييرات تتجاوز العادات والأعراف. المسرحية عراقية بشكل مميز مأخوذة من إحدى كلاسيكيات وليم شكسبير في القرن السادس عشر – باللهجة العراقية الدارجة، بممثلين عراقيين ومخرج عراقي نسج الصراع والمعاناة التي عاش معها العراقيون على مدى السنوات التسعة الماضية. احد المشاهد الأخيرة يربط الفزع العام من التفجيرات الانتحارية في العراق كإشارة إلى تفجير محدد وقع في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010 راح ضحيته 44 من المصلين، واثنان من القسسة في كنيسة سيدة النجاة ببغداد. يهرب روميو إلى الكنيسة بعد قتله (تيبالت) العنيد ثم تلتحق به جوليت. في ابتعاد واضح عن القصة الأصلية، يدخل باريس، خطيب جوليت الرافض، إلى الكنيسة مرتديا حزاما ناسفا ويفجر نفسه مما يؤدي إلى مقتل روميو وجوليت.يقول مناضل داود مخرج المسرحية -52 عاما- إن باريس هو احد أفراد القاعدة وليس عراقيا كإشارة إلى المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق بعد الاجتياح الأميركي عام 2003. ان حقيقة العراق، خاصة العنف الطائفي، يوفر مأساة أكثر من المأساة التي تدور حولها القصة الحقيقية التي وقعت أحداثها في فيرونا– ايطاليا. في عام 2006 قام مسلحون بتفجير ضريح الإمام الحسن العسكري في سامراء مما نتج عنه حرب طائفية من التفجيرات وجرائم القتل راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين، واضطر كثيرون الى هجرة منازلهم. بالتالي تمت السيطرة على أعمال العنف إلا أن المعاناة بقيت مستمرة حتى يومنا هذا، حيث يواجه الكثير من العراقيين مشاكل من نوع آخر مثل النقص الحاد في الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وغيرها. إنها حقيقة الحياة هنا في العراق، عايشها الممثلون ويريدون نقلها. يقول احمد صلاح مونيكا -23 عاما يلعب دور روميو – "تدور أحداث المسرحية بالكامل حول مشكلة عراقية، حيث يعاني روميو ما يعانيه العراقيون جميعا. أنها قصة عراقية. أريد أن انقل رسائل عن معاناة هذا الجيل والأجيال التي سبقته ومعاناة الحب". من جانبها تقول سروة رسول – 23 عاما تلعب دور جوليت– "هناك طائفتان في العراق، وقد حدث مرارا ان يعشق شاب من إحدى الطائفتين فتاة من الطائفة الأخرى إلا أنهما لا يتمكنان من الاستمرار بعلاقتهما"، وتضيف بان هذا لا ينطبق فقط على السنة والشيعة وانما ايضا على العرب والكرد". على كل من له هدف يجب ألاّ يقدّم الطائفية او العشائرية على هدفه او أي شيء قد يعترض الحب".مونيكا وسروة مرا بمعاناة شخصية ومآسٍ، تقول سروة – الكردية الأصل- "انتحرت إحدى صديقاتي لكون حبيبها عربيا وهي كردية لأن عائلتها لم توافق عليه". ثم ان منطقة حي اور في بغداد التي تعيش فيها قد عانت من العنف الطائفي". في عهد النظام السابق كانت الأغلبية في منطقتي من السنة لكن بعد انهيار النظام تحولت الى منطقة ذات اغلبية شيعية، وبدأ الاقتتال". كان هناك رجل عجوز يمتلك محلا في المنطقة اعتادت سروة ان تراه من بيتها "لأنه كان من طائفة معينة فقد تم قتله على يد مسلحي الطائفة الاخرى. لقد قتلوه امام عيني. هذا مجرد نموذج عما شهدناه". يقول مونيكا "لقد ترعرع جيلنا وسط الحرب وقضى طفولته مع الحرب والحصار. لدي اصدقاء أصيبوا خلال التفجيرات وفقدت اثنين من أصدقائي خلال الاقتتال الطائفي، وهذا يجعل أدائي أقوى وأعمق وأكثر جدية". المسرحية، التي تم افتتاحها على المسرح الوطني العراقي في السادس عشر من نيسان، تم تأهيلها للعرض في مهرجان شكسبير الدولي كجزء من البرنامج الثقافي لاولمبياد لندن 2012، وسيتم عرضها في ستراتفورد آبون ايفون – موطن شكسبير الحقيقي – من 26 نيسان إلى 5 أيار، وفي لندن من 28 حزيران إلى 30 منه. تبقى المسرحية نسيجا مصنوعا للعراقيين، ويقول المخرج إنها يجب ان تعرض مرة اخرى في بغداد بعد عرضها في انكلترا. "اعتقد انها مسرحية تخاطب الشعب العراقي مباشرة، انها مكتوبة للعراقيين ولم تكتب لمهرجان دولي. اشعر بحاجة الى مساعدة ابناء شعبي، وان اقول لهم تعالوا وشاهدوا أنفسكم لأنني مرآة تعكس واقعكم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مقالات ذات صلة

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين"التشافي عبر الكتابة"

 عامر مؤيد اقامت مكتبة اطراس، جلسة للشاعرة والفنانة رنا جعفر ياسين تحدثت فيها عن مشروعها الجديد الذي يتركز على التشافي من خلال الكتابة. رنا جعفر ياسين في حديثها لـ(المدى)، ذكرت ان "الندوة هي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram