علاء المفرجيمع انقضاء خمس دورات لمهرجان الخليج السينمائي ، نستطيع أن نقترب من المنجز الذي حققه هذا المهرجان وتحقيق الذي لم يقتصر هدفه على الإسهام بإطلاق الطاقات الكامنة لشباب السينما الخليجية، وتوفير الفرصة لهم بفرض مواهبهم في صناعة الفيلم، بل بما أشاعه من مناخ ثقافي يغني معارفهم السينمائية ، ولم يكن اختيار إدارة المهرجان للفعاليات والأنشطة المصاحبة للمهرجان بمختلف مسمياتها اعتباطيا ، بل متناغم مع الهدف الأساس الذي أقيم المهرجان من اجله .
جديد المهرجان هذا العام عرض باقة من الأفلام القصيرة، التي أنجزها 39 مخرجاً، تحت توجيه وإشراف المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي في مشروع أطلق عليه. "كرز كياروستامي" تيمناً بفيلم المخرج "كرز" الحائز على عدة جوائز عالمية ومنها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان.وكان المخرج الإيراني قد رعى في دورة العام الماضي على مدى 10 أيام جلسات انتسب لها مخرجون ناشئون من العالم العربي ومصر والسودان والعراق، ومن الخليج الإمارات، والبحرين، عمان، قطر، السعودية والكويت إضافة إلى إيران، وألمانيا والدنمارك.وقد اختار كياروستامي موضوع "العزلة" لكي يعمل عليه المخرجون ، وساعدهم على تطوير سرد وصياغة قصصهم ، كما قدم لهم التوجيه ضمن مواقع التصوير، وقام بمعاينة الطبعات الأولى من الأفلام ، بعد مرحلة المونتاج الأولية، وأشرف على مرحلة ما بعد الإنجاز . وتختلف هذه الأفلام من حيث طرق معالجتها السينمائية ونوعها، وحتى طول مدتها الذي تراوح ما بين دقيقة واحدة وصولاً إلى 12 دقيقة ...وقد تم عرض الأفلام ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي في الدورة الأخيرة، وكان واضحاً النضح في المعالجة والتكنيك وهو ما استحوذ على اهتمام رواد المهرجان، ولا شك أن الأفلام التي عرضت في هذا المشروع على مدى يومين في منهاج المهرجان لم تكن على مستوى واحد من حيث القيمة الفنية والفكرية .. فبينما اختار البعض من صناع هذه الأفلام أفكاراً مطروقة للثيمة الأساسية للمشروع، فإن البعض الآخر منها اعتمد أفكاراً مبتكرة وذكية .. وهو ما ينطبق أيضاً على مستوى المعالجة البصرية والأساليب الإخراجية المعتمدة. البعض من هذه الأفلام ارتقى جماليا بفكرة الوحدة ، وبلغة سينمائية جميلة ، باعتماد ثيمة مقاربة لها ، تنبسط أمامنا قسوة هذا الشعور الإنساني، سواء من خلال ملامح الشخصيات التي تعاني الوحدة أم من خلال اختيار المكان الذي يفيض عزلة، وبمعالجة تشي بمستقبل سينمائي واعد لبعض صناع هذه الأفلام.اعتماد مثل هذا المشروع في كل دورة من دورات هذا المهرجان يسهم في تكريس المضمون التربوي الذي نشده المهرجان منذ انطلاقته، قبل أكثر من خمسة أعوام. خاصة مع توفير فرص الاستفادة من قبل السينمائيين الشباب من الخبرات السينمائية الكبيرة، والتي تمثلت هذا العام بوجود مخرج من طراز عباس كياروستامي.rn
كلاكيت: الشباب وكرز كياروستامي
نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:56 م