TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اضاءات: معرض أربيل*

اضاءات: معرض أربيل*

نشر في: 29 إبريل, 2012: 07:59 م

جابر أحمد عصفورعندما هبطت الطائرة بنا في مطار أربيل في شمال العراق لم أكن أتوقع ما رأيته بعد ذلك، خصوصا أن هذه كانت هي المرة الأولى التي أرى فيها إقليم كردستان. وبمجرد خروجي من الطائرة أحسست بصدري يتنفس في حرية، فنحن في منطقة أعلى من سطح البحر بكثير، ولذلك أراح صدري من تلوث القاهرة التي ضربت رقما قياسيا في درجة تلوث الهواء. ففتحت رئتي على مصراعيها لاستنشاق الهواء النقي الذي تعلو فيه نسبة الأوكسجين.
كنا وفدا عربيا من فلسطين ومصر ولبنان جئنا تلبية لدعوة كريمة لحضور افتتاح معرض للكتاب العربي في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان. وألقيت كلمة بالنيابة عن الوفد في حفل الافتتاح، وبعد أن انتهت المراسيم، قمنا بجولة قصيرة مع رئيس وزراء إقليم كردستان، ثم أخذت أتجول بمفردي في المعرض الضخم، ولاحظت الإقبال الهائل على الكتاب العربي الممثل لكل الأقطار العربية، وهو أمر جعلني أتيقن مرة أخرى من أهمية الكتاب وحضوره اللذين لم يتأثرا بأدوات الاتصال الحديثة. وأذكر أنني استمعت إلى محاضرة في مكتبة الإسكندرية، منذ سنوات، ألقاها أمبرتو إيكو أبرز علماء السميوطيقا في عالمنا المعاصر، وواحد من أشهر كتاب الرواية العالميين، خصوصا بعد أن أخرجت السينما روايته “اسم الوردة” في الفيلم الذي قام ببطولته الممثل العالمي شين كونري. وكان إيكو يتحدث عن مستقبل الكتاب الورقي في زمن النت، وغيره من وسائل الاتصال الأحدث، ومنها الـ IPad الذي يمكن أن يستوعب خمسين ألف كتاب، فضلا عن مئات الأفلام، وآلاف التسجيلات الموسيقية، في مساحة صغيرة لا تزيد على حجم كتاب. وقد وضع إيكو سيناريوهات كثيرة لمستقبل الكتاب، ولكنه انتهى إلى تأكيد أهميته، وأنه سيظل باقيا على عرشه لعقود عديدة. وقد تأكدت من هذه الحقيقة في معرض أربيل، فالزحام الهائل على دور العرض والإقبال الشديد على شراء الكتب يؤكدان أن الكتاب العربي باق على عرشه، كما يؤكدان في الوقت نفسه حماسة الإقبال عليه، في إقليم لغته الرسمية الكردية.فرغم أن الكردية هي لغة الحياة الرسمية في كردستان، فإن الأدب العربي لا يزال له جاذبيته للقراءة. ولا يزال للكتاب العربي حضوره الأول في المعرض. وكان من الطبيعي أن أتوقف عند دار عرض متخصصة في النشر باللغة الكردية، واستعنت على قراءة نماذج عديدة من العناوين، فأصبت بالدهشة، لأن كثيرا من الآداب العالمية مترجمة إلى اللغة الكردية، وذلك إلى جانب الكتب الفكرية الأساسية. ووجدت كثيرا من الإبداعات الكردية المنشورة موزعة على الشعر والقصة والمسرح، فضلا عن النقد الأدبي. وأذكر أنني شخصيا اهتممت بترجمة الأدب الكردي، ونشرت عددا من دواوين أكبر شاعر كردي، وللأسف لم أستطع أن أقابله لضيق الوقت، فهو لم يكن في أربيل أثناء إقامة المعرض، ولذلك عدت إلى القاهرة دون أن أراه أو أرى غيره من الكرد الذين يكتبون بالكردية وحدها أو من ذوي اللسانين: العربي والكردي.* عن جريدة الاتحادالخميس 19 أبريل 2012

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram