TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: نحن أيضاً نخشى .. كما الكرد

شناشيل: نحن أيضاً نخشى .. كما الكرد

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:07 م

 عدنان حسينليس الكرد وحدهم من يخشون إعادة تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة فتّاكة في الوقت الحاضر، فنحن العرب أيضاً لدينا الخشية ذاتها، وهذا يرجع بالنسبة لنا كما بالنسبة للكرد الى عدم الإطمئنان الى عقيدة الجيش الحالي وانتماءاته والريبة من قياداته وما تتعبأ به رؤوس ونفوس هذه القيادات من أفكار حول مهمة الجيش وواجباته.
تاريخياً كان الجيش وسائر القوات المسلحة أداة في يد الحكام المستبدين الذين لم يخترهم الشعب بنفسه وبإرادته الحرة. والكلام عن الدور الوطني والقومي لهذه القوات لم يكن سوى واحدة من الأكاذيب الكبرى التي  كان الحكام يصرّون على تكرارها لكي يبقى الجيش سوراً لهم وحارساً لمصالحهم المتعارضة في الغالب مع مصالح الشعب. فالانتفاضات والثورات والحركات الإحتجاجية منذ عشرينات القرن الماضي قمعتها قوات الجيش والشرطة والأمن. ومجازر حلبجة والأنفال والجنوب والوسط خلال انتفاضة آذار1991 وبعدها نفذها الجيش وسائر القوات المسلحة. وآخر ما قامت به هذه القوات (في عهدها الجديد) من قمع سافر هو الذي استهدف تظاهرات 25 شباط 2011 وما بعده، فحكومة المالكي سخّرت قوات الجيش والشرطة والأمن لفرض حظر التجوال وقطع الطرق وإغلاق الساحات ثم لمهاجمة المتظاهرين السلميين بالسلاح الحي ما أدى الى استشهاد وجرح العشرات. كما اعتقلت القوات نفسها على مدى أسابيع عدة متتالية العشرات من النشطاء، وتجاوزت على حقوقهم وكراماتهم وعلى أحكام الدستور باعتقالهم من دون إذن قضائي وبتعذيبهم جسديا ونفسياً.وحتى اللحظة فان القوات المسلحة المنشورة في الشوارع لا تتعامل مع المواطنين بوصفها قوات للشعب منبثقة عنه وموظفة لخدمته، بل هي لم تزل في الغالب تلتزم الاسلوب نفسه الذي كانت تتعامل به قوات صدام.لم يصبح الجيش بعد المؤسسة الوطنية التي نريدها وكنا نحلم بها ولم نزل، فهو كما سائر فروع القوات المسلحة أداة القمع وسلاح الاستبداد بيد الحكام. وما كان يمكن للقوات المسلحة ان تكون مؤسسة الشعب الوطنية التي لا يخشاها الكرد ولا العرب ولا التركمان وسواهم مادام  المتنفذون فيها يتراوحون بين العناصر البعثية وضباط الدمج الحزبيين والميليشياويين وما دامت القواعد الموضوعة للتجنيد تستند الى الاعتبارات الحزبية والدينية والمذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية وليس الى المعايير الوطنية والمهنية.جيش غير وطني بسلاح فتّاك يعني إعادة انتاج كل الكوارث والمحن التي كابدناها على مدى تسعين سنة .. يعني خراباً كاملاً ودماراً شاملاً للعراق، وقتلاً جماعياً للعراقيين، أكانوا كرداً أو عرباً أو تركماناً أو من سائر القوميات.في يوم ما كان لدينا "رابع أقوى جيش في العالم". هل أفادنا ذلك في شيء؟ .. ماذا حلّ بنا منه غير الحروب وأعمال العدوان السافرة ضد الجيران؟ .. كل ما نعانيه اليوم ترجع جذوره الى المغامرات الطائشة للحكام من أجل قمع الحركات الوطنية والشعبية والتعدي على الجيران، ودائما كان الجيش والقوات المسلحة أداتهم في ذلك.ليس في مصلحة العرب، كما ليس في مصلحة الكرد والتركمان والكلدان والآشوريين، أن يكون لدينا جيش مدجج بالأسلحة ويقاد بعقلية صدام حسين. أنفع لنا ان تنفق مليارات الأسلحة الفتاكة على المستشفيات والمدارس والكهرباء ومياه الشرب ومشاريع الري والزراعة والصناعة والحصة التموينية .... أترون كم طويلة قائمة حاجاتنا الأساسية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram