TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > هديب الحاج حمود وثنائية الوطن والوطنية

هديب الحاج حمود وثنائية الوطن والوطنية

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:10 م

بغداد/ محمود النمر .... تصوير/ محمود رؤوفأقامت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون حفلا تأبينيا بمناسبة أربعينية الشخصية الوطنية والديمقراطية السياسي الراحل هديب الحاج حمود، وحضرت الحفل شخصيات سياسية واجتماعية، وحشد واسع من المثقفين.
وأشادت الكلمات التي ألقيت بدور الفقيد الراحل في الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية، وما قدمه من أمثلة على الإيثار والتواضع وانحيازه إلى الكادحين والفلاحين. الاحتفالية التي أقيمت في بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي أدارتها الإعلامية زينة الميالي التي قدمت نفسها بأنها من عشاق ومحبي هذه الشخصية الوطنية وقد دفعها إعجابها بالراحل إلى إنجاز رسالة ماجستير عن دوره في الحركة الوطنية العراقيةوأضافت: ولد هديب الحاج حمود في بيئة شديدة التناقض، تتزاحم فيها التقاليد العشائرية والقيم الأسرية الإقطاعية من جانب، وتئن في محيطها ومن حولها كتل الفلاحين الفقراء المشدودين إلى أرض تستعبدهم وتكسر إرادتهم وتحط من إنسانيتهم وتحولهم بفعل القوانين السائدة آنذاك إلى توابع شيئية مهمشة ومستعبدة للإقطاعي، يمارس بحقهم كل ما من شأنه إلغاء كينونتهم البشرية.وفي وقت مبكر من حياته، ولم يكن قد تجاوز الدراسة الثانوية، أصبح بحكم الوراثة "شيخاً" و"رئيساً" لعشيرة الحميدات، وملاكاً إقطاعياً.لكنه بوعي مبكر واستدراك مثير للتساؤل، رفض كل ألقاب المشيخة العشائرية وطقوسها والتزاماتها المقيدة لحريته في التصرف الإنساني، واختط لنفسه مساراً مغايراً خارج السرب، وأقدم على خطوات لا يجمعها مع ما استورثه جامع.rn المواطن والإنسان أولى كلمات الاستذكار كانت لنقيب المعلمين السابق وعضو التيار الديمقراطي نجيب محيي الدين الذي أكد على خصال هذا المجاهد البطل الذي جعل الإنسان المعدم نصب عينيه وتفانى من اجله وقال: بالأمس رحل علمٌ خفاقٌ من أعلام العراق الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطننا وكل مواطنيه، ولم تكن المطامح والمغانم الشخصية والذاتية لتستطيع أن تتسرب إلى نفسه الأبية، كما لم تكن لتستطيع النزعات الفئوية أو غيرها لتجره أو تحرفه عن أهدافه الوطنية وعن هويته العراقية التي ظل يعتز بها وبالنهج الديمقراطي الذي آمن وتمسك به ومارسهُ بحسٍ إنسانيٍ رفيع، فعاش طوال حياته ابناً باراً للعراق ولكل العراقيين، ولهذا فأن غيابه الأبدي عنا يشكل خسارةً للوطن يصعب التعويض عنها في زمننا هذا. لقد تميّز بخصاله الحميدة وبمواقفه الوطنية المشرفة منذ مطلع شبابه، ولم يحصل لي الشرف للتعرف إليه شخصياً إلا بعد قيام ثورة 14 تموز في عام 1958 ولكني كنت قد تعرفت على كثيرٍ من جوانب شخصيته ومواقفه عن بُعد، عبر ما كان ينقله إليّ المعلمون الذين عملوا في لواء الديوانية (محافظة القادسية حالياً) عموماً وفي قضاء الشامية والقرى التابعة لها خصوصاً منذ أن بدأت نشاطي في الدعوة لتأسيس نقابة للمعلمين في عام 1953 مع مجموعة من زملائي المعلمين وأساتذة الكليات آنذاك، فكانوا ينقلون إلينا ضمن ما ينقلون عن شؤونهم ومشاكلهم وآمالهم صورة مشرقة عن عنصر متميّز بارز في مجتمعه هناك يفيض نشاطاً وشهامةً وغيرةً وسمواً في خلقه وبمواقفه تجاههم وفي تعامله وعلاقاته مع كافة المواطنين، بما كان يظهره من احترام وتقدير وكرم واعتزاز ومساعدة للجميع ولاسيما للمؤسسات التعليمية وللمعلمين لتمكينهم من أداء رسالتهم خير أداء وحمايتهم من الإجراءات التعسفية التي كانوا يتعرضون لها من قبل بعض السلطات الإدارية في ذلك الزمن بسبب مواقفهم ونشاطاتهم الوطنية والاجتماعية آنذاك. وما كانت هذه المعلومات إلا لتثير الرغبة الشديدة في نفسي للتعرف على تلك الشخصية، بالإضافة إلى ما كنت اسمعه بما يؤيد ويعزز ذلك من زملائي في الحزب الوطني الديمقراطي وكذلك ما كنت اسمعه وأحسه أيضاً بما تحظى به هذه الشخصية من ثقة عالية وتقدير كبير لدى أساتذتي قادة الحزب الكبار المرحومين كامل الجادرجي ومحمد حديد وغيرهما.rn أعمق الدلالة فيما اكد رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في حديثه عن الراحل قائلاً: لقد كان هديب الحاج حمود أميناً للفكر وللمشروع الذي حمله وكرس له جل حياته، لعل سيرته تؤكد اليوم ما يواجهه العراق من تحديات التي تحمل الكثير من البيانات والدروس التي تستحق الوقوف عندها، لقد عرف بمواقفه إزاء الفلاحين وجوانب اجتماعية كبيرة أثارت غضب من كان في مقامه الاجتماعي، وحتى السلطة التي كانت تعتبره توجهاً يقلق مرتكزاتها، وتضامنه مع الفلاحين وانتفاضتهم بما فيها في مدينة الشامية وهذا كان له اعظم الأثر وأعمق الدلالة.rnمبدأ القسمة من جانبه أشار د.مهدي الحافظ إلى أن هذه المناسبة مهمة عن دلالة هذا الحدث وهو حدث كبير بالنسبة للحركة الوطنية العراقية والديمقراطية بشكل خاص ففي عام 1954 نشبت انتفاضة الفلاحين في الشامية وكنت آنذاك طالباً في الصف الرابع العام، وهذه الحركة كان عمادها فلاحيو (الحميدات) وهديب الحاج حمود كان احد القادة البارزين لعشيرة الحميدات والى جانبه يوجد مجموعة من شيوخ العشيرة الحاج غايب العطية والحاج عبد الكاظم العط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مقالات ذات صلة

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين"التشافي عبر الكتابة"

 عامر مؤيد اقامت مكتبة اطراس، جلسة للشاعرة والفنانة رنا جعفر ياسين تحدثت فيها عن مشروعها الجديد الذي يتركز على التشافي من خلال الكتابة. رنا جعفر ياسين في حديثها لـ(المدى)، ذكرت ان "الندوة هي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram