باسم محمد حبيبتصريحات كثيرة تصدر هذه الأيام يتمحور أغلبها حول اتفاق أربيل ذلك الاتفاق الذي تم بموجبه تشكيل الحكومة الحالية حيث توزعت هذه التصريحات بين اتهام طرف بعينه بالالتفاف على اتفاق أربيل وبين المطالبة بتنفيذ ما تضمنه ذلك الاتفاق من بنود كانت السبب في حلحلة الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الماضية .
والملفت للنظر في ما يتعلق بتلك التصريحات أنها لم تتطرق إلى مضمون اتفاق أربيل وما اشتمل عليه من بنود فقد بقي هذا الاتفاق سرا من الأسرار بحيث لا نعرف عنه سوى التلميحات التي يمن بها علينا من حين إلى آخر بعض مسؤولي الكتل الموقعة عليه فنعرف مثلا انه اشتمل على صفقة سياسية أو على بعض المكاسب التي حصل عليها أطراف الاتفاق لكننا لا نعرف شيئا عن مضمون هذه الصفقة أو عن طبيعة تلك المكاسب .لقد أصبح اتفاق أربيل بفعل الضجة المثارة حوله وبفعل الغموض الذي يلفه أشهر من نار على علم فهو اتفاق وقع وتم التنازع عليه ثم غدا سببا في أزمة جديدة وهو محافظ على غموضه ما يدل على أن الأطراف الموقعة عليه كانت حريصة على كتمان ما تضمنه هذا الاتفاق أكثر من حرصها على تنفيذه .إذن نحن أمام اتفاق بات يثير أكثر من علامة استفهام وأول ما يجب أن نعرفه هو مضمون هذا الاتفاق المثير للجدل ولماذا يتم التكتم على بنوده ؟ ثم وهو الأهم هل يستحق هذا الاتفاق أن تثار حوله هذه الخصومة وان تتوقف من اجله العملية السياسية ؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات هو حق من حقوق الشعب لأنه ليس من المعقول أن يحتدم خلاف حول اتفاق لا نعلم عنه شيئا ،فالشعب هو أساس العملية السياسية وسبب نجاحها وبالتالي من حقه أن يعرف على ماذا اتفق ممثله؟ وعلى ماذا اختلفوا ؟ حتى لا يكون الغموض سيد الموقف و الخسارة من نصيب الجميع .
ما سر اتفاق أربيل؟
نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:13 م