اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قراءة في كتاب (مقالات ودراسات في الشخصية العراقية)

قراءة في كتاب (مقالات ودراسات في الشخصية العراقية)

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:18 م

لطفية الدليمي يستهل الكاتب والباحث الدكتور فارس كمال نظمي كتابه  هذا بمقطع  من ملحمة كلكامش على لسان جد البشر الخالد ( اوتونبشتم ) يصف  الأسى الذي يشعر به إزاء  ما حلّ بالبشر وأمله ان  تعود الحياة  وآمالها إلى سويتها ومسارها  الانساني   :
إنني مكتئب بسبب مارأيتوليس لدي أمل أن أرنو لشيء سوى أن تعود الحياة للشباب المفقودأن يعود الأطفال إلى أمهاتهم الباكيات تعود الزوجات ..وأن يعود الأصدقاء والبيوت والآمال أريد أن أعيد كل ذلك لهم ...!يكشف  لنا اختيار الكاتب  هذا المقطع  المتعاطف مع محنة البشر  والبليغ  في اختزاله لأحزان الإنسانية عن   فضاء اشتغال  الكتاب  وهدفه البحثي  الذي  تتجه إليه  مداخلاته  واستنتاجاته النظرية  والمعطيات الإحصائية  وما يتخللها من  تحليلات وافتراضات وتساؤلات  يعدها الدكتور نظمي مدخلا أوليا للتصدي للسؤال المركزي  الذي سيكون مرتكزا لمقالاته ودراساته ..يخبرنا المؤلف أن العلاقة بين الاقتصاد السياسي  تشبه مجازا العلاقة بين التربة والنبات مع الأخذ بالحسبان المسارات الجدلية  التي تتضمنها تلك العلاقة  وتحليل أوجه متنوعة لسلوك الفرد العراقي يمكن أن تسهم في تفسير أبعاد عديدة غامضة من المشهد السياسي الفوضوي والدموي الذي وجدت الشخصية العراقية نفسها  تتخبط فيه وربما يساعد على التنبؤ ببعض المسارات القادمة ..يتصدى الكتاب– من وجهة نظر السيكولوجيا الاجتماعية - لعدد من الظواهر السلوكية والمستجدات النفسية التي برزت وتفاعلت في شخصية الفرد العراقي خلال السنوات الخمس التي أعقبت   لحظة التغيير الدراماتيكية في 9 نيسان 2003  ويطرح المؤلف الباحث سؤالا استهلاليا يلخص الهدف  الفكري لكتابه 🙁 وماذا عن مصير المجتمع الذي شهد  انهيار دولته هذه ؟ وماذا عن الشخصية الاجتماعية لفرد وجد نفسه بلا مؤسسات تمنحه الأمن والهوية الجمعية والثقة بجدوى الاجتماع البشري ؟؟)  وتأتي جملة المقالات والدراسات والاستبيانات والاستطلاعات التي تضمنها الكتاب  لتقدم  إجابات متتابعة على هذا السؤال  متبنيا فرضية المسارات الجدلية التي تنطوي عليها علاقة الاقتصاد السياسي بالسيكولوجيا الاجتماعية  ويقع الكتاب في فصلين احدهما يتبع  منهج التحليل النظري بينما  يختص الآخر بمنهج الدراسات الميدانية الموثقة التي أجراها المؤلف ويشكل الكتاب بفصليه  النظري والميداني محاولة هادئة لتوثيق العلاقات البنائية والوظيفية التي تحكم شخصية الفرد العراقي ، على خلفية مشهد سياسي عنيف ودموي  - تم إعداد  أجزاء من  هذا المشهد  بمعزل عن نسيج  تلك الشخصية  ..وينطوي الفصل الأول على تشكيلة متنوعة من الدراسات ذات التوجه النظري  فمنها  رؤية نفسية في صور تعذيب السجناء العراقيين في أبي غريب وقراءة في  قانون إدارة الدولة العراقية وحوار  مع الدكتور كمال مظهر احمد عن الشخصية الكردية بين الهوية التاريخية والسمات المرحلية ومن بين المقالات ذات الأهمية الخاصة  مقالة ( العنف الجنسي ضد المرأة العراقية ) و مقالة _ سيكولوجيا الانتخاب لدى الفرد العراقي  وثقافة السلاح  تنخر شخصية الطفل العراقي،  وسيكولوجيا الحصة التموينية لدى فقراء العراق ، وعقدة الطابور في الشخصية العراقية ، وسيكولوجية المنطقة الخضراء ، وشارع المتنبي في الذاكرة الجمعية العراقية  ومقالات أخرى تتنوع بين  سؤال الهوية العراقية والثقافة العلمية والصحة النفسية للمجتمع العراقي  وسيكولوجيا الفوضى المرورية في المدينة العراقية ، وأنماط الشخصية العراقية .. ومن أبرز المقالات –على أهمية المقالات الأخرى -  برأيي مقالة ( الطفل العراقي ورأسمالية الحروب  وسيكولوجية الثورة )  وهي  دليل عمل   مدعم بالأرقام والإحصائيات المحلية والدولية  لكل  المعنيين  بأوضاع الطفولة العراقية  ممن يطمحون  إلى  تنشئة جيل سوي من أطفال العراق  وبناء شخصية مستقبلية قادرة  على إدراك حاجاتها  وتطلعاتها ، ويشير الباحث في هذا السياق  إلى أوضاع الطفولة العالمية في ظل النزعة الأنانية للرأسمالية العولمية  في احتكار الثروات ورؤوس الأموال وتكديسها ، وتوظيفها على نحو عدمي ووحشي ضمن آلية شمولية غامضة الحدود خفية الغايات ، مما أدى إلى تراجع  النزعة الثورية الجمعية ،وبجهود الرأسمالية لاقتحام المسافة السببية المنطقية  في النفس البشرية بين عنصري ( الشعور بالحرمان ) و ( سلوك الاحتجاج والثورة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram