اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العمل والشؤون الاجتماعية:سنة عجفاء على الفقراء.. والمخصصات المالية شحيحة

العمل والشؤون الاجتماعية:سنة عجفاء على الفقراء.. والمخصصات المالية شحيحة

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:23 م

 بغداد/ إيناس طارقأصوات مخيفة تطلقها أفواه الكلاب السائبة التي اتخذت من بيوت الفقراء مرتعاً لها، تصول وتجول ليل نهار فهي زائر ثقيل لا يستطيع الفقراء   طردها، تلهو بأغراضهم البالية التي لا يظهر من ملامحها غير السواد ، أطفال عراة لا يكسو أجسادهم غير خرق ممزقة، نساء يفترشن الأرض
 ويقلبن القمامة لجمع ما يمكن جمعه وحمله من بقايا أطعمة رميت في مناطق الطمر الصحي القريبة من حي طارق، أطفال ونساء، رجال بمختلف الأعمار يفترشون الأرض العارية، يلتحفون بالأتربة، وتدور حولهم الأكياس المتطايرة.. إنها إمبراطورية الفقر في ارض ما بين النهرين.أشد الناس فقراً تجدهم في مدن شيدت عشوائياً وأصبحت معالم حدودها مدن الصفيح ، تجري مياه المجاري في الشوارع والأزقة الداخلية. ومنظمة اليونسيف تعلن  معاناة الأطفال في العراق، حيث ذكرت في تقريرها في حزيران 2011 أنه لا يقل عن مئة رضيع عراقي يموت يوميا، وأن ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل يعاني الفقر، وأن مليونا ونصف المليون طفل مصاب بسوء التغذية، وأن الخطر يحيق بما لا يقل عن 15 مليون طفل عراقي، هذا التقرير أعاد إلى ذاكرتي عشرات من صور الأطفال العراقيين المعذبين ممن وقعوا ضحية بين مطرقة العنف وسندان الفقر مع غياب الكثير من مقومات الحياة الكريمة لهم.ثروة متراكمةنال الفقر في العراق سنين طويلة من حياتهم، فهناك القهر الذي تراكم على مر التاريخ متمثلاً بالحروب المتراكمة والحصار الاقتصادي والبطالة وهلم جرا.. وكان الناس متفائلين بالتغيير ووجدوا أنه بوابة المستقبل نحو حياة أفضل لمسك زمام الحرية، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية. ولكن عملية التحول وجدوها ليست سهلة. إنها مهمة شاقة وصعبة أصبحت في طي الكتمان بعد أن ضاعت الخارطة التي رسم ملامح خطوطها الوهمية السياسيون في خبر كان ! وتحتاج إلى وقت وصبر، وجهود كبيرة لتحقيقها وعليهم دفع الثمن مهما كان ، الناس الفقراء ينامون بين الفئران ويشربون المياه الملوثة.ثروات وإمكانات مجهولةوعلى الرغم من الإمكانات والثروات الكثيرة في العراق لكن أكثر الشعب العراق يعيش تحت خط الفقر بسبب أن هذه الإمكانات والخيرات تذهب إلى أرصدة مصرفية سرية خارج العراق ويبقى الحال على ما هو عليه إلى موعد الانتخابات القادمة لتتغير الأرصدة المصرفية فقط ويزداد الفقر أكثر .23% يشكّلون الفقراءإن وزارة التخطيط رصدت مبلغا قدره (495) مليار دينار عراقي ضمن موازنة العام 2012 لمعالجة الفقر في المحافظات ! وإن محافظات الديوانية وواسط وصلاح الدين والمثنى هي الأفقر ، والديوانية تتصدر المحافظات الأكثر فقرا، وإن نسبة الفقر وصلت حسب إحصائيات وزارة التخطيط الى 23% . وقد أجري الإحصاء بمساندة الأمم المتحدة وخبرائها. هذه المحافظات الفقيرة تم تصنيفها حسب مدخولات مواطنيها والوضع الاقتصادي لكل محافظة، والمداخل التي تأتي المحافظة ، ومستوى البطالة وحجم التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي في تلك المحافظات ونسبة المتسربين.تشكيل وزارة عراقية باسم "وزارة الفقراء والمساكين " الوقت الآن أصبح مناسباً لاستحداثها فهل سوف ينصف مجلس النواب الفقراء، وهل سوف يصوت ويفعلها مجلس النواب كما فعلها خلال جلسته الـ25 من الفصل التشريعي الثاني على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب بقيمة 60 مليار دينار عراقي.أين ذهبت الملياراتوفي السنوات الماضية، ضخت الولايات المتحدة نحو 53 مليار دولار من المساعدات المدنية إلى العراق من خلال البرنامج الذي يشبه تقريبا خطة مارشال الحديثة. كان المقصود من المال خلق اقتصاد مزدهر، بدعم من قطاع زراعي قوي وطبقة وسطى قوية.ولكن هذا ليس واقع اليوم. من كل أربع أسر لا توجد لديهم مياه جارية حسب تقديرات الدوائر البلدية. ويتم ضخ ما يقرب من 60 % من كل مياه الصرف الصحي، من دون معالجتها، وتدهورت الكهرباء والكاز اصبح يوزع مجانا كما نسمع للتغلب على امدادات الكهرباء المفقودة بين العقود التي لا نعلم اكانت حقيقة أم وهمية.مستويات معيشة العراقيين تدهورت بشكل كبير وبخاصة في مجالات توفير الماء الصالح للشرب والغذاء المناسب والدواء لعلاج الامراض المزمنة، كما أن ظروف السكن قليلة ويعيش الكثيرون في منازل آيلة للسقوط وبعضها في مناطق خطرة تصبح ليلا مكانا مناسبا لعقد جلسات صفقات العصابات المسلحة "والمسلبجية " برغم حرارة الاجواء العراقية ، سبب البؤس كما يقول المواطنون هو الجمود السياسي. فالحكومة والبرلمان حائرون في فك صراعاتهم كأنهم في حلبة مصارعة فلا ينفك نائب عن مصارعة نائب اخر ولا وزير عن كشف مستور وزير آخر ، بكل صراحة وبساطة الحكومة غير قادرة على التصرف، ومنظمة الشفافية الدولية تتوج العراق واحدا من البلدان الثلاثة الأكثر فساداً في العالم. نشعر ان البؤساء من الفقراء يجلسون على فوهة بركان ومستعدون للانفجار في اية لحظة .. فهل يدرك السياسيون الحالة. للتذكير فقط ان نفعت الذكرى.مواطنون بؤساءيقول أبو محمد الرجل الخمسيني نحن نعيش من بيع العلب الفارغة التي نجمعها من بين القمامة ، عائلتي مكونة من ستة افراد، بيتي مكون من غرفة جدارها الصفيح ، غذاؤنا اليومي الخبز واللبن ، اولادي يطمحون الى لبس قميص وبنطال غير ممزقي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram