TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > سُلّم أولويات

سُلّم أولويات

نشر في: 12 أكتوبر, 2009: 04:14 م

كاظم الجماسيrnفي حيثيات وضع الخطط التنموية السنوية، بالنسبة للبلدان التي لم تزل ترزح تحت عتبة الفقر، او حتى تلك التي تعود القهقرى،كل يوم، ثلاث او اربع خطى الى الوراء من تلك العتبة، او تلك البلدان التي تقع في الضفة الثانية من التاريخ،
rnالبلدان العابرة لتلك العتبة السيئة الذكر، والتي(تشبخ) في الدقيقة عدة (شبخات) الى الامام طبعا، بالنسبة لتلك البلدان جميعا، سواء وضعت خططا سنوية او متوسطة او بعيدة المدى،او مايدعونه(ستراتيجيات)، سيكون من المحتم الاستناد الى جملة من الحيثيات توفرها المسوحات العامة للحاجات المختلفة وتعاضدها حتما سلسلة من البحوث المختلفة مهمتها تغطية ميادين الحياة الاجتماعية من حيث اوجهها كافة.rnوضمن السياقات الطبيعية، على وفق التخصصات الدقيقة، في علوم التخطيط هناك مفاضلة في سلم الاولويات حسب مسيس الحاجة لها، ولعل قطاع الصحة واحد من اهم القطاعات المستوجبة الاهتمام إن لم يكن اهمها على الاطلاق،وربما يوازيه في الاهمية الى حد ما، قطاع التعليم،ويقاس رقي العتبات الحضارية لأية دولة من دول العالم بتناسب عدد سكان تلك الدول بما يتوافر لذلك العدد من إسرة استطباب ومقاعد دراسة، ليست معادلة لذلك العدد حسب، بل وفائضة عن الحاجة لاحتواء وافدين من خارج الحدود،او لحالات الكوارث اونتائج الحوادث(وما اقلها) من غير المحسوبة..rnولايفشي وزير الصحة عندنا(الدكتورصالح الحسناوي) سرا حين يخبرنا أن نسبة الاسرة في عموم البلاد الى عدد السكان هي: سرير واحد لكل ألف مواطن....rnكما أن مستشار وزارة التربية(الدكتور محسن عبد علي) يذكر اننا بحاجة الى مايقرب من الـ (4000) بناية مدرسية على طول البلاد وعرضها....rnوهنا ستفعل مخيلة الافتراضات ماوسعها لعلها تحيط علما بأجزاء على الاقل من واقع الحال الاشد مرارة.فمثلا ونحن نعيش بيئة مثالية في النظافة، خلواً من أيما فايروسات أوأي شيء يمكن ان يخدش من قريب اوبعيد صحة مواطننا الحصينة المحصنة،اذا حدث، لاسمح الله وأن اصيب خمسة من المواطنين بانفلونزا (ابو بريص) سيضطر المسؤولون في هذه الحالة الى اجراء مسابقة (من سيربح السرير) ومن دون اية استعانة بصديق او مساعدة أو وساطة من مسؤول..rnوفي افتراض آخر، ربما ستقوم مسؤولة الردهة المعنية برقاد اولئك المرضى الخمسة، بوضع حل عادل، يتمثل بتناوب الخمسة على السرير الاوحد على مدار الساعة، ربما تذكرنا بجداول واجبات الحراسة في مزاغل الخطوط الامامية لحروب الطاغية المدنسة او واجبات (باب النظام)، مع الفارق او من دونه، كيما يحظى كل ذي حق بحقه....rnولست أظن ان هناك، من لحظة الشروع في الافتراض ومن ثم انثيال الاخيلة،من نقطة نهاية يمكن لها الاحاطة بسوداوية الواقع ومأساويته...rnويصح الامر ذاته إزاء واقع مترد شديد البؤس بالنسبة لمقاعد الدرس في ابنية مدارسنا الفارهة الواسعة، أذ راح يتبطر طلبتنا الأعزاء فلا يجلسون على طنافس الرحلات المدرسية الفارهة والمريحة، ويفضلون أفتراش تراب الارض تيمنا وتشبها بجلوسهم حول صينية غداء البيت (عل اللمة) كما يقولون.. كما ان قاعات صفوفهم المترامية الاطراف،التي تحفل بأنواع البهجة التي يطلقها مرأى الزهريات والظليات واللوحات المنتشرة على الحيطان المشرعة النوافذ إزاءالشمس والهواء والفضاءات اللامحدودة الارجاء.... rnوتنساح الاخيلة الايهامية لتصل ربما الى حدود من المرارة القصوى قد تكون وراءها خيبات وأنتكاسات....rnوفي إحصائية محض بصرية لعدد الحسينيات والجوامع والمساجد التي امتد زمن بنائها منذ عهد الطاغية المقبور، لما يجلبه بناؤها لاصحاب مشاريعها من أعفاءات ضريبية وإجازات استيراد وتجهيزات مواد انشائية مدعومة و(اجر وثواب في الدنيا والاخرة) وغير ذلك مما يتم من تحت العباءات، وحتى اليوم، في مختلف نواحي بغداد واقضيتها كعينة، والتي ماانفكت تتكاثر من دون ان تستغل الاستغلال المرجو منها في إشاعة الدرس والموعظة الحسنة،فيما يشهد عدد المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة نقصا مريعا شأنه شأن عدد الابنية المدرسية حتى في حدود وجودها الدنيا.. rnوليس لنا اخيرا الا ان نختم حكايتنا (المسلية) هذه بالحديث النبوي الشريف (ينقطع ذكر المرء إلا من ثلاث،ولد صالح يدعو له،وصدقة جارية، وعلم ينتفع به الناس) صدق رسول الله.. rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram