TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > صاحب أقدّم مكتبة للسينما الهندية يواصل حرفته على وقع عشقه لـ"اميتاب" وزملائ

صاحب أقدّم مكتبة للسينما الهندية يواصل حرفته على وقع عشقه لـ"اميتاب" وزملائ

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:36 م

بغداد/ ا.ف.ب على وقع ولعه وعشقه لنجوم السينما الهندية، يواصل أبو وسن حرفته التي بدأها هاويا قبل أكثر من أربعين عاما في بغداد، متخصصا ببيع الأغاني والأفلام الهندية، حبا بصديقه اميتاب وفنانين آخرين.وعلى مدار سنوات عمله، تحولت مكتبة عادل حميد خلف العاني حيث يبيع الأفلام الهندية المنتجة قديما وحديثا وأشرطة أغاني نجوم الشاشة الهندية، إلى حاضنة للإرث الفني الهندي، في رحلة حب يومية تبدأ صباحا ولا تتوقف عند العودة إلى البيت
ويقول أبو وسن (65 عاما) لوكالة فرانس برس "في العام 1978 طلبت من صديق هندي كان يعمل في العراق أن اذهب معه إلى بومباي للتعرف على الممثل اميتاب، وهناك التقيت به فعلا واجتمعت أيضا بدار ماندار وميثون شاكربورتي وراجيش كنا وامجد خان واشا باريخ وهيما ماليني.اعشقهم كلهم".ويوضح أن "ما دفعني لتلك الزيارة هو الفيلم الهندي +ضربة القدر+ الذي عرض في بغداد منتصف الستينيات".ويتابع "تأثرت به كثيرا وبقي عالقا في ذهني لسنوات، وفي أثناء زيارتي هذه، جلبت معي عشرات الأشرطة والكاسيتات. وهكذا بدأت رحلتي مع بيع الأشرطة الهندية بمتجر صغير بشارع الرشيد".وتزدحم هذه المكتبة الصغيرة والأنيقة التي يشعر المرء فيها بأنه في احد استوديوهات السينما الهندية، بصور تعود إلى سنوات مختلفة يظهر فيها ابو وسن مع ممثلين مشهورين أمثال بران وامروش بوري اللذين يعرفان في العراق بأدوارهما السينمائية الشريرة.وتستقر في واجهة المكتبة التي تتخذ من مدخل سينما ومسرح النجاح مكانا لها وتعتبر الأقدم من نوعها في بغداد، احدث صورة له وللممثل الشهير اميتاب الذي يقف أمام منزله والى جانبه أبو وسن وتعود إلى عام 2011.ويقول أبو وسن "أخذت أتردد على الهند كل عام ازور أصدقائي الفنانين وتتبضع أشرطة كاسيتات جديدة، إلى أن أصبح لدي موروث فني اعتز به كاعتزازي بأبنائي (...) يضم ما يقارب خمسة ملايين قرص وشريط كاسيت من أفلام وأغان".والطريف ان احدى بنات ابو وسن، الأب لخمسة أولاد، ولدت في الهند مطلع الثمانينات، وقد اسماها "هندة".وكانت بعض صالات السينما في بغداد تتخصص بعرض الأفلام الهندية فقط، منها سينما الرافدين القريبة من منطقة السنك وسط بغداد، وسينما النصر الصيفي وسينما الخيام، وكلها اندثرت باستثناء الأخيرة وتعرض أفلاما بشكل متقطع.ويقول ابو وسن "كان ولعي الشديد بهذه الأفلام يرغمني أن ادخل صالة العرض مرتين في اليوم وكنت اخرج في ساعة متأخرة لأذهب الى بيتي مساء بعد انتهاء الفترة الاخيرة للعرض اليومي، حتى أصبحت صديقا للحراس الليليين، الذين ما زلت أتذكر سراويلهم القصيرة"، في إشارة إلى الزي القديم للحراس الليليين في بغداد.وعن سبب تعلقه بالافلام الهندية، يقول "لم اكن وحدي مولعا، بل كل الشباب آنذاك، فالقصص في هذه الأفلام تتناول البؤس والفقر والحرمان، وهي قصص إنسانية مؤثرة تلامس ما كنا نعانيه في تلك الفترة وكنا نتفاعل معها، رغم أن بعضها غير مترجم".ويضيف أبو وسن وهو يقوم بتشغيل احد الأفلام المقربة إلى نفسه وهو فيلم "شرابي" لاميتاب "كنت اصطحب معي جهاز تسجيل وأقوم بتسجيل أغاني الأفلام من شاشة العرض الكبيرة وبعد أن نخرج نستمتع بسماعها لمرات ومرات".واللافت أن مكتبة أبي وسن صارت ملتقى لمحبي الأفلام الهندية وعشاقها.فابو محمد رجل ستيني يبيع السجائر متجولا، لكنه يمضي جل وقته قرب المكتبة حيث يأخذ مكانه هناك لبيع السجائر لزبائنه الذين يترددون على صالة سينما ومسرح النجاح في وسط بغداد.ويقول ابو محمد وهو يحمل صندوقا بواسطة حزام من القماش يلتف حول رقبته "كنت أتردد يوميا على صالات العرض لمشاهدة الأفلام الهندية وأنا بعمر 14 سنة وخاصة صالات روكسي والخيام والنصر الصيفي وهي متخصصة تقريبا بعرض الأفلام الهندية".ويضيف "كنا نبكي في تلك الأفلام وهي تعرض قصصا مأسوية وحالات إنسانية، هكذا كنا نتفاعل مع الأفلام وقصصها".ويقول أبو وسن "زبائني الآن هم من محبي الفن السينمائي الهندي وهم بأعمار متقدمة وهناك عدد قليل من الشباب يقتني مثل هذه الأشرطة والأفلام الهندية ومعظمها مدبلجة".وحول الأفلام الأكثر رواجا، يشير إلى أن هناك "أفلاما قديمة تشكل مبيعاتي منها نسبة كبيرة، بينها +الشعلة+ و+زنجير+ و+ضربة القدر+ و+الحارس الشخصي+ وبطله اميتاب وفيلم +الحمال+ وكل افلام الممثل شاروخ".ويراوح سعر القرص الواحد للأفلام بين دولارين وثمانية دولارات، علما أن الأفلام القديمة النادرة تكون أسعارها مرتفعة.ولا يكتفي أبو وسن بملاحقة أصدقائه الفنانين في الهند، بل انه يتتبعهم الى خارجها.ففي صورة صغيرة، يظهر ابو وسن أمام نصب قوس النصر في باريس التي زارها أثناء تصوير الفنان شامي كابور فيلم "شامي كابور في باريس".كذلك يحتفظ في هاتفه النقال بأرقام هواتف أصدقائه الفنانين، وخصصوا اميتاب الذي يتصل به كل ثلاثة أشهر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي

مقالات ذات صلة

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين

مشروع جديد لرنا جعفر ياسين"التشافي عبر الكتابة"

 عامر مؤيد اقامت مكتبة اطراس، جلسة للشاعرة والفنانة رنا جعفر ياسين تحدثت فيها عن مشروعها الجديد الذي يتركز على التشافي من خلال الكتابة. رنا جعفر ياسين في حديثها لـ(المدى)، ذكرت ان "الندوة هي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram