TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر:(الشات) مخاطر أمنية واجتماعية!

تحت المجهر:(الشات) مخاطر أمنية واجتماعية!

نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:48 م

 د. معتز محي عبد الحميد عبر الكثير من المواقع الالكترونية يقضي الشباب أوقاتا طويلة مكبلين أمام لوحة مفاتيح وشاشة وكاميرا ... إنها مواقع الشبهات ... عالم تمتد من خلاله حوارات وتحدث صداقات وتقع صدامات ، ويسعى البعض الى إرواء عطشهم الجسدي بأي شكل يتاح أمامهم والسؤال المحدد القاطع هو :
ماذا يفعل شبابنا على الشات؟ اخر دراسة أجريت بإحدى الجامعات العربية أظهرت نتائج خطيرة نلخصها بأن (29%) من الشباب العربي يدخلون غرف الشات للدردشة الجنسية، (75%) منهم يفضلون محادثة الجنس الآخر، (62%) أثرت المحادثة بالسلب على علاقاتهم الاجتماعية، (75%) من الشباب تعرضوا في غرف المحادثة الجنسية لكلمات وصور ومشاهد جنسية من قبل أشخاص مارقين على القانون ... ومواقع تعمل بالدعارة والترويج للجنس بمقابل مادي و(62%) من الشباب تعرضوا للقرصنة والفيروسات من قبل أفراد يبحثون عن ضحايا من غرف المحادثة .هذه الدراسة وغيرها لا تمنع من الاعتراف ان المحادثات بين الشباب أمر واقع لا يمكن إنكاره ولا يمكن تجاهله وانما يجب دراسته نفسيا ، كما يجب توظيفه فكريا وثقافيا ... وبعيدا عن مخاطر الانحراف بأشكاله ، يبقى امران كلاهما شديد الخطورة أولهما يتعلق بالناحية الأمنية ، حيث يمثل الشات الذي يدخله ملايين الشباب على مستوى العالم مستودع أسرارهم ، ووسط هذا الكم الهائل من المصادر البشرية تنشط اجهزة المخابرات ، ونقاط تمركز دولية لرصد وتحليل المعلومات المتدفقة ، بل والإيقاع بالمترددين على تلك الغرف الخاصة ، لان الأحاديث والحوارات تتم في حرية كاملة .. وبالاستعانة بخبراء نفسيين وخبراء أمنيين جرى تأسيس إدارات متخصصة في نشاط الانترنت ... ورغم أن هذه العملية تم الشروع فيها قبل اكثر من عشرين عاما كتطور لمصادر المعلومات إلا ان الفترة الحالية شهدت اهتماما أكثر من قبل اجهزة الاستخبارات بحركة المستفيدين من شبكة الانترنت وفي كل المجالات! الأمر الأخطر الثاني يتعلق بانهيار حقيقي للعلاقات الاجتماعية ، وتكريس فعلي للتفكك الأسري، وتدني مستوى الفكر الأسري الى اشد درجات الانحطاط ويشكل الشات جزءا لا يستهان به في تشكيل هذه الظاهرة ، إذن كيف نعالج مصائب الشات؟ وهل من وصفة سحرية للتخلص من عيوب الشات التي من أبرزها ضياع الوقت والإصابة بالأمراض، وافتقاد الجو الأسري وتقطيع الروابط الاسرية؟ والجواب انه لا حل منتظر فوري لهذه الأمور ، إنما هذه العيوب الآنية عرضا لمرض التكنولوجيا الزماني ولا يمكن التسليم بها ، إنما الدعوة قائمة للتعامل معها والبحث عن سبل جادة للتخلص من آثارها عبر التعليم والتوعية المستمرة ... عبر الإعلام وتوجيهه الى العالم وتعريفه بالمضار المحيطة بنا ... عبر الاجهزة الامنية الراصدة بأعينها النوادي والمقاهي الالكترونية المنتشرة في كل مكان لمواجهة الانحراف وبث الوعي بان هناك من يراقب ويتابع ويجرم ... ويحث على الاستقامة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram