محمود النمر احتفت مجموعة دار الهنا للعمارة والفنون بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات الثقافية بالمعماري د. قحطان المدفعي، بمناسبة صدور كاتبه "فكر أبي نؤاس" على قاعة مدارات للفنون.مدير قاعة مدارات التشكيلي حسن النصار رحب بالجميع، واستدعى لؤي مجيد العاني رئيس مجموعة دار الهنا ليدير الجلسة، وقد أشار بعد الاحتفاء بالمعمار قحطان المدفعي الذي كرس حياته في خدمة الجمال والمثل العليا، إلى أنه اليوم ينجز انجازا إضافيا ضمن سلسلة الإنجازات التي كرسها بصدور كتابه الجديد في فن الشعر.
تعودنا من المعماري بشكل عام عدم تدوين أي فكر يبتعد عن تسجيل أفكاره، وهو دائما يكون عملياً لذلك تنقصنا المعلومات الكثيرة عن فن العمارة ، وخصوصا العمارة العراقية، لقد تميز د.قحطان المدفعي بشكل آخر، وخاصة بتصاميمه المنتشرة في أرجاء بغداد وفي العراق عموما، إضافة إلى المساهمات الأدبية والإصدارات الشعرية، كذلك مساهماته في مجال الفن التشكيلي وهو غني عن التعريف. بهذه الكلمات قدّم لؤي مجيد العاني المحتفى به واصفا إياه انه احد أعمدة العراق في الفن المعماري والتشكيل واللغة.د. علي ثويني أشار إلى هذه الأسماء المعمارية ووصفها بشيوخ الفن المعماري الذين منهم، قحطان المدفعي الذي جمع بين العمارة والشعر بالرغم من تداخل الموضوعين، معللا أن هناك إيحاءات مشتركة تجمع بين العمارة والشعر، فاللغة تبنى بمجموعة كلمات ورموز تجمع وتنظم وتنتج جملا ومعاني ،مثل ما موجود بالعمارة. لكن يبقى الشعر أكثر حسا وهو اقرب إلى الجانب الفني المعماري .وقال ثويني: إن العمارة فيها الجانب الصلب الملموس أكثر من الحسي . فإن العمارة تصنف من فنون المكان (أم الشعر) فهي من فنون الزمان ،لذلك اهتم البدوي بالشعر أكثر من الحضري، فهو يجسد العمارة لأنها جزء من تكوينات المدينة، بينما البدوي يتنقل من مكان إلى آخر، لذلك أصبح الشعر عنده ملازماً له ، فالشعر كان بالتصنيف مثل الموسيقى فهو من فنون الزمان والعمارة من فنون المكان . فيما أكد د. عقيل مهدي على فكر وإبداع المدفعي بالوعي والفن ومن خلال هذا الكتاب المعني بفكر أبي نؤاس الذي اتهم بالفحش وقد أشار احد العلماء إلى أن أبي نؤاس لولا الفحش المنشور عنه لاتخذه منه مسندا له . وأشار مهدي الى قدرة المدفعي الذي تقرّب من منطقة الشعر بوصفها احدى المناطق القريبة من الفن المعماري ، ولديه قدرة على ان يحول هذه القدرة الجامدة كما يقال إلى واقع ملموس ، ففي هذا متعة مثلما هي القدرة الموجودة في شخصية أبي نؤاس الذي كسر القيود في تحول قدرة الشعر وتضمينه بالأشكال الجديدة ،وحث الآخرين على اغتنام الفرص في العيش لإيمانه المطلق بالزوال ، وهذا الكتاب هو حفر اركيولوجي فيه نمط من الهندسة المعمارية الكبيرة وقد ذهب المدفعي إلى مبدع كبير كان عالما بثقافة عصره ،مثلما هو الآن يعيد التناص بهذه الشخصية الفذة . وتحدث المدفعي الذي كان يتكلم بصعوبة متقدما بشكره إلى كل الذين حضروا هذا الحفل ثم قرأ من شعر أبي نؤاس : إن أيارب وجهٍ في التراب عتيقُ – ويا ربَ حسن ٍ في التراب رقيقُ ويا رب حزنٍ في التراب ونجد ٍ- ويا رب رأيٍ في التراب وثيق ُ وأوضح أن شخص أبي نؤاس ليس ذاك الماجن فقط ولكن هو ذلك الفيلسوف المتبحر والمحدث في الفن الشعري .بعد ذلك تم توقيع الكتاب وتوزيعه على الحضور النخبوي المختص بالشعر والعمارة .
في قاعة مدارات للفنون..المدفعي يفلسف العلاقة بين العمارة والشعر
نشر في: 29 إبريل, 2012: 08:50 م