حوار/ مصطفى عماد
ولد في كربلاء، ودرس جامعيا في بغداد، التقى الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة التي أولته رعاية خاصة حين درسته لأكثـر من سنتين وخصصت له ساعة من كل أسبوع، وعنها يقول: قوّمتني تقويماً أدعي انه لولاها لما وصلت إلى هذا المستوى.. بعد ذلك تعهدني الدكتور المرحوم عناد غزوان حيث قدّم لأربعة دواوين شعرية من دواويني. وبدأت إصداراته ترى النور، كتب العديد من المسرحيات التي حصلت على جوائز عديدة في مهرجانات عربية.
تجاربي الصحفية
* هل لديك تجارب في مجال الصحافة؟
- نعم لدي تجارب كثيرة في مجال الصحافة فقد عملت مندوبا ومحررا لكثير من الصحف والآن أنا رئيس تحرير مجلة (المورد).
راية الشعر العمودي
* ما تعليقك على الواقع الشعري العراقي الآن؟
- الأدب العراقي والشعر العراقي يقف وراء التجديد فراية الشعر العمودي كانت بيد الجواهري وليس هناك من شاعر عربي آخر نافسه في هذا المجال، ربما بدوي الجبل، ولكن الزعامة أعطيت للجواهري وحينما بدأت حركة الشعر الجديد كانت في العراق، كانت على يد السياب والبياتي ونازك الملائكة التي أتباهى بتدريسها لي وبلند الحيدري واستمرت حركة الشعر الجديدة في العراق وتطورت وبشهادات الكبار من النقاد، وربما تصريح نزار قباني العالق في الأذهان عندما قال :(عدد شعراء العراق بعدد نخيله) يدلل على أن العراق هو مصدر انبعاث الشعر في الساحة الشعرية، الآن وضمن حركات التجديد حدث غش كبير في الشعر، بعد خلو المضمون وغياب الصورة الشعرية، كثر المزيفون ونادرا ما تجد شاعرا يبحث عن صوته الشخصي ففي بعض الأحيان لو حذفت الأسماء لتجد القصائد كلها لشاعر واحد، المتميزون قليلون جدا في المسيرة الشعرية، والدولة لا تشجع الإبداع فأهملت المبدع إهمالا كليا، آذان الدولة ترى أن السياسي هو المهم وهو الأول.
أول من كتب الأوبرا
* أين تضع نفسك إبداعياً؟
- بين الشعراء، لكني أتفرد بشيء وهو أنا الوحيد الذي يكتب القصيدة الدرامية التي تعتمد عنصر القص وتعتمد على حكاية، هذا بشهادات أشخاص عمالقة لا يمكنني ذكر أسمائهم، أنني أول من كتب القصيدة الشعرية الحديثة الطويلة في العراق، بالإضافة إلى أنني أول من كتب الأوبرا وهو نص لأول مرة يكتب عربيا، فجاءت أوبرا (سنمار) بثلاث طبعات وهي أول أوبرا عراقية عربية لأن الأوبرا فن غربي.
فنون فوقية وتحتية
* هل الإيقاع السريع للحياة العصرية اثر في الذائقة الشعرية للمتلقي؟
-لا بد من حضور العصر في أدب العصر لأن الفنون الأدبية فنون فوقية وتحتية فإذا تغيرت البنى التحتية تتغير البنى الفوقية تلقائيا، والبنى الفوقية هي مجموع الآداب والقوانين والدساتير ومن لا يضع العصر في قصائده يصيبها الملل.
مناهل الشاعر
* من أين يستمد الشاعر صوره الإبداعية؟
- المناهل عموما، كل ما يحيط بالشاعر من تراث وأغانٍ ومن الحكايات الشعبية، بالنسبة لي هناك عنصران مهمان كانا وراء كتاباتي الأول: (كربلاء) وطقوسها المتفردة، والثاني: البساتين لأني عشت في بيئة بساتين في كربلاء لذلك تجد الكثير من المفردات في قصائدي تعود لتلك البيئة تجد مفردة (الشجرة، والمياه، والريح) وهو الذي جعل الطراوة في شعري والندى وكان سكني في البساتين أكثر من سكني في البيت لذلك تجد من بين قصائدي قصيدة (النخلة) وقصيدة (صاعود النخل) وقصيدة (البساتين).
الغذاء الشعري
* هل يختلف أدب الداخل عن الخارج كما يتداول في الأوساط الثقافية والأدبية؟
- نعم هناك أدب في الداخل وأدب في الخارج لكن كل الذين كانوا في الخارج تقريبا لم يزدادوا مؤهلا بل ضعفت تجاربهم لأنهم كانوا يستمدون غذائهم الشعري من واقع البلد، أما الآن فعليهم ان يعتاشوا على الذاكرة وهي تزول بمرور الأيام.