علاء حسن لتفادي الوقوع في حيرة تفسير مفردة "علوج " فإنها جمع علك او لبان وليست لها علاقة من قريب او بعيد بعلوج وزير إعلام نظام صدام محمد سعيد الصحاف، قبل ان يستسلم ويسلم نفسه اليهم لينقلوه الى دولة عربية اصبحت ملاذه الامن، والرجل التزم الصمت باستثناء حديث اجرته معه احدى الفضائيات العربية، فاسدل الستار على مرحلة هو الاعرف بتفاصيلها لاعتقاده بان "العلوج "بحسب وصفه سيكشفون بعد مرور سنوات الخفايا والملفات السرية.
الكثير من ساسة العراق الحاليين، حملوا الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية عرقلة دفع العملية السياسية بخطوات متسارعة وصولا الى نظام ديمقراطي لايحتوي على غالب ومغلوب، وبعد خروج القوات الاجنبية نهاية العام الماضي، ارتفعت اصوات اصدقاء الامس لواشنطن، لتحملها الذنوب والكوارث، والصوت المتأخر لم يستطع عبور المحيطات ليصل الى اصحاب القرار هناك وكأنه اي الصوت، ينطلق من "علك" كبير يلوكه احدهم فتصدر منه "طكات " واحيانا على شكل نفاخات من "علج ابو السهم" الذي لايعرف مساره نحو الهدف. "العلوج " انواع واصناف، منها المر والبستج الشهير بعلج المي، واصدار اصواتها ونفخاتها، تتطلب خبرة ومهارة فليس كل علج هو "ابو الطكة" ليثير الانتباه، وربما الاستفزاز للاشارة الى اثبات الحضور، وتصدر المشهد، لان "طكة العلج" هذه الايام المستخدمة من قبل البطرانين، غير قادرة على اثارة صوت صاخب، ولاسيما ان "الكواتم" دخلت الى ساحة التنافس والتصفيات لتحقيق غاياتها بهدوء وصمت مطبق. استخدام "العلج " له اسبابه والجيل السابق من العراقيين اعتمدوه لازالة الدوخة ووجع الرأس، وهو عادة ما يكون حاجة ضرورية للنساء الحوامل، فضلا عن استخدامات اخرى تتعلق بتنظيف الاسنان، ومحاولات ترك التدخين، او ازالة التخمة وعلى مدار مئات السنين لم يدخل العلج وحتى ابو السهم في المعترك السياسي، والارشيف التلفزيوني لم يظهر في يوم ما شخصية سياسية تمضغ العلك امام الكاميرا، لتكون وثيقة دامغة على دخول" العلج" في التاريخ السياسي العراقي الحديث.الازمة السياسية الحالية مستمرة وبنجاح فائق كأي فيلم تجاري يستقطب المشاهدين من كل الاعمار، فمشاهده اصبحت كوميدية مصحوبة بلقطات اثارة، وبطل الفيلم يفضل "علج ابو السهم" لما يحمل من دلالات لاصابة الاهداف بدقة، والاطاحة بالخصوم ثم الفوز بحب البطلة، والدخول الى عش الزوجية، البطل لم يقدم دعاية مجانية لنوع" العلج " ولكنه اعطى درسا وطنيا في طرد "علوج الصحاف" وجعلهم يذعنون لارادته وعقله الكبير في ادارة الصراع المحلي لصالحه، بالقضاء على كل العصابات ورجالها، طبعا ضمن احداث الفيلم المعروف باكثر من عنوان، وكأنه يريد ان ينافس الحكومة الحالية المعروفة هي الاخرى بعناوين الشراكة الوطنية، والتوافقية، والائتلافية، بطل الفيلم "ابو علج السهم" حقق اهدافه خلال ساعات واطلق "طكة" قوية من "علجه " فاثار الرعب بين صفوف "العلوج "، وجعل "النفاخات" تطير في الفضاء تعبيرا عن الاحتفاء بالزواج من البطلة، وعاشوا عيشة سعيدة.
نص ردن :علـــــــــوج
نشر في: 29 إبريل, 2012: 09:33 م