البصرة / ريسان الفهدناحية الهوير أو ما أطلق عليها مؤخرا (عز الدين سليم)، ناحية تعيش على أكتاف الهور واتخذت اسمها منه، وبالرغم من أنها امتازت بالزراعة وصناعة المشاحيف، إلا أن بحيرة النفط التي تطفو فوقها جاءت بعكس ما يتمنى أهلها من خير.الهوير من النواحي الصغيرة في قضاء المدينة، تمتاز بزراعة الحنطة والشعير
وصناعة المشاحيف، حتى تحولت الناحية إلى ما يشبه ورشة صناعية، إذ تضم نحو 1000 ورشة.أطلق عليها هذا الاسم عندما كانت قرية صغيرة تقع على نهر يحمل الاسم نفسه، ثم تحولت إلى ناحية وتغير اسمها إلى ناحية (عز الدين سليم)، أحدى الشخصيات البارزة من أبناء المنطقة الذي استشهد في تفجير إرهابي في بغداد استهدفه حين كان يشغل منصب رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العام 2004.قفز اسم الهوير الآن بقوة في المشهد الاقتصادي، بعد أن أصحبت أرضها مسرحا لعمليات الحفر والإنتاج النفطي من قبل شركة (لوك أويل) الروسية.أهالي الهوير وخصوصا الفلاحين منهم فقدوا مئات الدونمات الزراعية التي كانت مزدهرة بالحنطة والشعير، لكن النفط ومشاريعه تصدر قائمة الأولويات، وتم تعويض المتضررين إلا أنها تعويضات ليست بمستوى الطموح.قال مدير الناحية سليم شوقي لـ"المدى": إن جميع المشاريع المتلكئة في الناحية "وضعت على طاولة رئيس شركة (لوك أويل)، وتم توقيع عقد مع الشركة لتقديم الخدمات للناحية في مختلف القطاعات".وبين أن الشركة قامت بتقديم العديد من الخدمات في قطاعات الصحة والتربية والرياضة وخاصة في مجال البيئة، مشيرا إلى أن الناحية فيها أكثر من 1000 ورشة صناعية تتسبب بالتلوث فضلا عن تأثيرها على استهلاك الكهرباء، "وطلبنا من الشركة أن يكون لها دور في إنقاذ الناحية من هذه المشكلة".من جهته، شكا رئيس المجلس البلدي في الناحية صلاح عبد الملك لـ"المدى" من إن ما تقدمه الحكومتين المحلية والاتحادية دون الطموح، متمنيا أن "تنظر الحكومة إلى هذه الناحية على أنها مدينة منكوبة أو شبه منكوبة منذ زمن النظام المباد لحد الآن".وبين عبد الملك أن "المدينة تعاني من انتشار الأمراض السرطانية بسبب الحروب والتلوث، خاصة وأنها تعرضت في العهد المباد للقصف بالصواريخ ومختلف الأسلحة عندما كانت ملجأ للمعارضة ابان ذلك العهد".وأشار إلى أن "المنطقة تعاني من غياب الدعم الحكومي للأعلاف الحيوانية وعدم وجود دائرة للزراعة والرعاية البيطرية لحماية الثروة الحيوانية في المنطقة".بدوره أفاد رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة البصرة فريد خزعل لـ"المدى" بأن "أرض الناحية زراعية وأغلب أهلها يمتهنون الزراعة، وخاصة محصولي الحنطة والشعير إذ كانت تنتج ما يقارب 14 ألف طن من الحنطة والشعير، لكنها الآن أصبحت موقعا للشركة النفطية".وذكر أنه "تم تشكيل لجنة من مختلف الأطراف في الحكومة المحلية والناحية والشركة لغرض تعويض الفلاحين الذين فقدوا أراضيهم الزراعية بسبب هذا المشروع، وتنظيم العلاقة بين الفلاحين والشركة، وكذلك تشغيل 700 شخص من أبناء الناحية العاطلين عن العمل في الشركة الروسية".
استخراج النفط يهدد الزراعة في ناحية الهوير

نشر في: 29 إبريل, 2012: 09:39 م