كربلاء / أمجد عليأكد الباحث الدكتور عقيل الناصري أن هناك عوامل عديدة تجعل من التغيير الذي قاده عبد الكريم قاسم في 14 تموز عام 1958 كان ثورة وليس انقلاباً، وانه رغم كل ما يؤخذ عليها من إرباكات ما بعد الثورة إلا إن العوامل الأولية التي حصلت في العراق في العهد الملكي تؤكد أنها كانت ثورة وان عبد الكريم قاسم كان قائدا لثورة دون إن يخفي ميله لموضوعة الثورة.
وقال الناصري في الأمسية التي ضيّفه فيها نادي الكتاب في كربلاء إن ما حصل ليس صدفة أو وجود نزعة للوصول إلى السلطة من قبل عسكر، بل هناك عوامل حب الوطن والمواطن أدت إلى قيام عسكريين بالثورة بهدف التغيير نحو الأفضل.الأمسية التي أقيمت على حديقة نقابة المعلمين في كربلاء قدمها الكاتب سلام القريني معرفا بالضيف الذي كان مغتربا فعاد ليلقي الضوء على ما خفي من تاريخ العراق الحديث وان الناصري واحد من المشتغلين في حقل البحث والتقصي عن الحقيقة لكل ما يمت بصلة إلى ثورة عبد الكريم قاسم بصفته قائدا للثورة، وانه اليوم يريد إثبات أنها ثورة وليست انقلابا وان الناصري اصدر العديد من الكتب منها (الجيش والسلطة في العراق الملكي 1920 - 1958 ) 2000، و(عبد الكريم قاسم في يومه الأخير،الانقلاب التاسع والثلاثون)، 2003 و(مؤسسات القمع المادي في عراق البعث) دراسة قدمت لمنظمة العدالة لحقوق الإنسان. وكذلك (قراءة أولية في سيرة عبد الكريم قاسم دار الحصاد ) 2003 وكذلك (من ماهيات السير لعبد الكريم قاسم، 1914- 1958).الكتاب الأول، 2006 وأيضا (عبد الكريم قاسم من ماهيات السيرة، 14 تموز الثورة الثرية الكتاب الثاني الجزء الأول).ويؤكد الناصري في بداية الأمسية إن البريطانيين لعبوا لعبة تنصيب ملك على العراق وقد استوردوه من السعودية ليتم نقل المجتمع مما اسماها مرحلة العشائر المتشظية إلى الدولة المركزية بهدف نقل الحضارة التي تمثلت كما يقول بظهور الطبقة الوسطى التي فيها عيوب وردود فعل رغم أنها لم تستكمل ذاتها..ويشير إلى أن البريطانيين جعلوا الملكية التي نصبوها تعيش في أزمة وصراع لأنها أمام مجموعة عوامل اجتماعية قد تغيرت منها إن الأرض كانت مشاركة بين الجميع فتحولت إلى أشخاص وإلى شيخ العشيرة، ويوضح إن هذا الأمر وحده اثر بشكل كبير من خلال طرد آلاف مؤلفة من الريف إلى المدينة لتشهد فترة 12 عاما من 1920 إلى 1932 حصول انتفاضات عديدة وهذا ما زعزع الثقة بالحكومات التي يتم تنصيبها خاصة بعد الحرب العالمية الأولى التي ظهرت فيها الطبقة العمالية التي أثرت بشكل كبير مع العسكر على استمرارية وجود الحكومات التي قال إن عمر الحكومة في العهد الملكي لا يتجاوز ستة أشهر وخلال 38 سنة تغيرت 59 وزارة وجرت إحكام عرفية وطبقت قوانين عسكرية ما جعل الصراع ينتقل إلى المؤسسة العسكرية التي أرادت إن تفعل شيئا للمواطن والوطن.ويسرد الناصري الكثير من الأسباب التي دعته ليؤكد إن التغيير الذي قاده قاسم كان ثورة لأنها غيرت من البنى الاجتماعية والثقافية والضارية وان المناهضين لها لم يتمكنوا من تحريك القطعات أو التدخل فيها منذ لحطة ساعة الصفر وما تبعها، لان الجماهير كانت معها والجميع نزل إلى الشوارع مؤيدا لها خاصة وان عبد الكريم كان يعمل للأمة العراقية دون أن ينسى العروبة المتمثلة بالقضية الفلسطينية..ثم يوضح الناصري ما فعلته الثورة من أنها قامت بتوزيع عادل للثروة وطرد الطبقات الاجتماعية من الإقطاع وأعطى للطبقة الوسطى دورها وتبنت الفعل الثقافي . الأمسية لم تخلُ من المداخلات الكثيرة التي جعلت من وقتها يمتد لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، والتي كانت بين مؤيد لما ذهب إليه وبين معارض وبين مؤيد ومتداخل لما يتم طرحه أو لديه إضافات على ما تحدث به المحاضر لكن الجميع اتفقوا على إن الثورة لم يمهلها الوقت لإثبات برنامجها وربما كانت لو امتلكت الوقت لحصلت فيها متغيرات في وجهة النظر لبعضهم، أسوأ من بداية الثورة ووجهات نظر أخرى انطلقت على أن الوقت القصير قتل طموح التغيير الحقيقي لثورة كانت للشعب.
نادي الكتاب يضيّف عقيل الناصري للحديث عمّا إذا كان تغيير 1958 ثورة أم انقلاباً
نشر في: 1 مايو, 2012: 07:15 م