بغداد / وائل نعمةتوقفت السيارة فجأة على جسر الجادرية، زحام يعيق مرور المركبات، وحشد من الجمهور تجمع فوق الجسر والكل ينظر إلى الأسفل. الباحة المقابلة لدجلة بالقرب من جامعة النهرين تشهد تجمع عشرات المراهقين المحبين لممارسة "التزلج"، ليس على الجليد بل على الطرقات.
الإرباك المروري الذي حصل جراء اللعبة جعل الشرطة القريبة من المنطقة تقوم بتفريق الحشود وإنهاء المسابقة.يشير أحمد ذو الثلاثة عشر عاما في حديثه لـ"المدى" إلى أنه ومجموعة من أصدقائه يجتمعون كل يوم جمعة تحت جسر الجادرية لتنظيم مسابقة التزلج، مضيفا "الشرطة ترفض وجودنا أحيانا وتقوم بطردنا".أحمد يفضل أن يترك واجباته المدرسية وكتبه على الأرض مقابل الخروج مبكرا إلى الشارع. هو أحد المراهقين المتزلجين، يضع "السكيت روول" في قدمه - وهي تشبه الحذاء بعجلات صغيرة – وسماعة الهاتف الجوال في أذنيه ويهرع يسابق الريح – كما يعتقد – للتجمع مع باقي "شلة" التزلج في كل صباح تقريبا.قبل شهرين من الآن قضى أحمد أربعة أسابيع مستلقياً على سريره دون حراك نتيجة الكسور والرضوض التي تعرض لها أثناء ممارسة رياضته المحببة وهي التزلج على العجلات في الشارع، وبعد أن تعافى عاد من جديد دون أن يلتفت إلى اعتراضات عائلته.باتت العديد من الشوارع العامة داخل بغداد التي تعج بالسيارات والمتاجر، مرتعاً لـ"شلل" من المراهقين والشباب الصغار الذين يقومون بالتزلج من خلال ارتداء أحذية خاصة وبسرعات وحركات جنونية وخطرة، حيث تمارس هذه اللعبة على شكل جماعات من الشباب، فيطوفون بشكل يومي أبرز المناطق في العاصمة لاسيما في المناطق الراقية (الكرادة والمنصور) برفقة السيارات المسرعة. وفي حديثه لـ"المدى"، يقول سرمد وهو زميل أحمد، وفي نفس المرحلة العمرية، وأحد ممارسي التزلج بالعجلات: "ما نقوم به لا يتعدى إلى ما يقوم به محترفو التزلج في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا"، لافتا "غير أن شوارع مدينتنا وهندستها المرورية تعيق ممارستنا لهذه الرياضة، وقد تعرضنا للمخاطر".ولعل أكثر ما يثير القلق على ممارسي هذه الرياضة من المراهقين هو قيام البعض منهم بإمساك إحدى السيارات المارة لتجره بسرعة تفوق قدرة الزلاجات على تحملها ما قد يعرض المتزلج للانزلاق في حال تعثره بحجر أو حفرة ما.هذا الأمر حدث مع علي حاتم (14 عاما) الذي بات يفضل ممارسة رياضته في أحد شوارع منطقته الضيقة في الكرادة، بعد أن منع من مزاولتها عدة مرات في الشارع العام، مشيرا إلى أنه يدرك بأن هذه الرياضة خطيرة، غير أنه "ليس في اليد حيلة" من ممارسة هوايته إلا في الشوارع، بحسب ما ذكر لـ"المدى".فيما يعترض متزلج آخر على ذلك، مبينا في حديثه لـ"المدى" أن تعلق بعض المتزلجين بمؤخرة السيارات أثناء سيرها، "هو تصرف خطر"، غير أنهم على حد تعبير سيف (12) عاما "يحرصون على إبطاء سرعتهم قبل تعلقهم بالسيارات، بحيث يجعلون السائق ينتبه لهم ويخفف من سرعته أيضا"."إنهم يضايقون السيارات" يقول عادل حسن سائق سيارة أجرة في بغداد، ويضيف لـ"المدى" أن التزلج في الشوارع، عادة خطيرة جدا، وأن انتشارها في أكثر من مكان سواء في المناطق الشعبية أو غيرها، يسبب زحاما مروريا وخطورة على حياة المتزلجين أنفسهم.ويرى أحمد رعد، شرطي مرور في منطقة المنصور، أن "التزلج ليس رياضة شوارع"، ويستنكر رعد سلوك معظم من يمارس تلك الرياضة، خصوصا تعلقهم بالسيارات أثناء مسيرها، الأمر الذي يحدث إرباكا للسائق، وقد يسبب حوادث خطيرة. ويتابع في حديثه لـ"المدى": أن لعبة التزلج "لا تحكمها قواعد السير ولا يمكننا محاسبتهم. انهم أطفال". بينما يؤكد بعض المتزلجين أن الشرطة المحلية تفرقهم.
مراهقون يتزلجون على شوارع بغداد وينظمون سباقات خطرة

نشر في: 1 مايو, 2012: 07:35 م