علاء حسن صاحب هذه النظرية، النائب الضابط في الجيش العراقي السابق " كريم هلال معيلو" يعدها من وجهة نظره بوصفه مخترعها ومتبنيها، بأنها الأسلوب الوحيد والطريق الأمثل لمعالجة الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وحتى الصراعات والنزاعات بين الدول، ونظرية معيلو تعتمد السنن العشائرية في التعاطي مع اية مشكلة محلية كانت او اقليمية، لاعتقاده بان الامتداد العشائري بين العراق ودول الجوار مازال قائما، ولم تعطله العوامل الجغرافية.
معيلو يوم كان ضمن مفرزة طبية تابعة لإحدى وحدات الجيش في قاطع البصرة ابان الحرب العراقية الايرانية كثيرا ما ابدى اعتراضه على جهود" لجنة المساعي الحميدة " لوقف اطلاق النار بين البلدين واللجوء للحلول السلمية، واعتراض معيلو على" المساعي الحميدة" يتلخص بخلو لجنتها من شخصيات عشائرية، يراها هو مؤثرة وفاعلة في الضغط على العراق وايران باتخاذ موقف فوري لايقاف الحرب. منتسبو وحدة معيلو العسكرية وقتذاك، نصحوه بان يبتعد عن طرح نظريته الخطيرة لانها غير صالحة، وتحمل في طياتها مخاطر سياسية، لكنه تجاهل النصائح، واخذ يروج لنظريته بدوافع رغبته في تحقيق السلام وتفادي وقوع المزيد من الخسائر المادية والبشرية، وعندما عبر الخط الاحمر، تم استدعاء النائب ضابط معيلو الى استخبارات اللواء، وخرج بعد ساعات متوجها لمقر وحدته مشيا على الأقدام في ليلة ظلماء، بعد ان أعطى تعهدات بالكف عن الترويج لنظريته، والابتعاد عن الحديث حول جهود المساعي الحميدة.عندما يغيب أمر المفرزة الطبية وكان طبيبا برتبة ملازم، يتولى مساعده معيلو المنصب ويقتصر دوره على تقديم العلاج لحالات بسيطة، وفي احد الايام راجعه احد الجنود، لقلع ضرسه، وانقاذه من الالم، وفي هذا الموقف وجد معيلو فرصة مناسبة لتطبيق نظريته، فباشر عمله بقلع الضرس من دون استخدام التخدير، وعندما احتج الجندي، خاطبه معيلو:" ليش تخاف انت مو ابن عشاير" فخرج الجندي هاربا من مقر المفرزة، تاركا النائب ضابط "يدردم" تعبيرا عن اسفه لفشل نظريته حتى في قلع ضرس جندي لايؤمن بالاعراف والقيم العشائرية.انتهت الحرب العراقية الايرانية، بعيدا عن جهود اعضاء لجنة المساعي الحميدة، لكن معيلو لن يتخلى عن نظريته فانتظر الوقت المناسب لاعتمادها في حل مشاكل اخرى، وفي ضوء ما حصل في العراق من احداث ومنعطفات ومتغيرات سياسية، استطاع وبدعم من جهة سياسية صاحبة نفوذ في احدى نواحي محافظة البصرة تجديد نظريته، واستخدامها بالتنسيق مع وجهاء وشيوخ العشائر في ملاحقة مطلوبين تتهمهم الحكومة، بانهم ينفذون عمليات ارهابية، واصل معيلو عمله بكل تفان واخلاص باعتماد نظريته للحصول على المزيد من الدعم المالي والمعنوي، لكن العقلاء شيوخ ووجهاء ناحيته، هددوه برفع شكوى قضائية ضده، لانه استخدم النظرية خارج السياقات العشائرية المعروفة، واصبح مخبرا سريا بامتياز للاجهزة الامنية، للتغطية على نشاطه بعمليات تهريب المخدرات والممنوعات من ايران الى العراق، فتمكنت العشائر من احباط "نظرية معيلو " وقطعت الطريق امام من يرغب في استخدامها للتقرب من الجهات المتنفذة.
نص ردن: نـــظرية معيـــــلو
نشر في: 1 مايو, 2012: 07:39 م