اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أسطورة!

أسطورة!

نشر في: 2 مايو, 2012: 06:38 م

ناظم محمد العبيديتقول أسطورة لطالما ترددت في الأفلام الأجنبية : إن من ينظر في عيني عدوه ساعة قتله سيعود ويسكن جسده ويظل يطارده إلى الأبد .بعض سياسيينا يعتقد أنه عدو للرئيس السابق ويفخر أنه قارع النظام السابق طيلة عقود ، ويفخر بذلك ويريد منا تصديقه ونحن بطبيعة الحال نصدقه ، فمن ذا الذي لا يعادي مثل ذلك النظام إذا استثنينا المجانين والحمقى أو المنتفعين ؟  لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا : لماذا كان يعادي الرئيس السابق ؟ هل كان هذا بسبب مبادئ يؤمن
بها تتقاطع مع التسلط وممارسة الدكتاتورية وما يلحق بها من مساوئ كارثية أضرت بالعراق وشعبه ؟ أهذا ما جعله عدواً له أم أن القضية تتعلق بالرغبة في الاستحواذ على الكرسي وأنه كان يحسد الجالس عليه ؟ للأسف يبدو أن الكثير من ساسة العراق بعد التغيير يعيدون رسم صورة القائد الفذ بطريقة أو بأخرى ، كأن روحه عادت وسكنت فيهم كما تقول أسطورة الأفلام ، فهم ناقمون ولن يرضوا إلا بمنصب الرئيس والقائد الأوحد لكي تهدأ أرواحهم التي تمددت لسبب غامض لا نعرفه ، ولا يبدو أنهم يعرفون كذلك ، فلم يسبق لهم أن كانوا رؤساء من قبل ولا تدل طبيعتهم التي يظهرون بها على شاشات التلفاز أنهم مؤهلون أو مستعدون للارتقاء بالعراق إلى ما يستحقه من مكانة ، ومادمنا نتحدث اليوم عن الديمقراطية بطريقة لم يسبق لها نظير في تاريخ كل الديمقراطيات في العالم ، فمن البديهي أن تترك قضية الحكم للشعب الذي ربما اختارهم فتهدأ روح القائد لديهم ، ونرى بعد ذلك ما سيقدمونه للناس من مشاريع وإنجازات .إن بقاء السياسيين داخل حلبة الصراع وانشغالهم بلعبة من يحكم تشير للأسف إلى خلل أخلاقي كبير ، فقد أثبت التاريخ أن أسوأ الحاكمين في العالم هم أكثرهم تكالباً على المناصب ، وكيف يمكن أن يصبح هكذا منصب مطمحاً لأشخاص يعون جيداً حجم المسؤولية التي سيتحملونها ؟ لكن ذلك سيكون بالتأكيد مغرياً لمن لا يرى في المنصب إلا مغنماً يرضي مطامحه الشخصية وهذا ما يتنافى مع مصلحة الناس كما أثبتت التجارب ، ولهذا يسهل علينا فهم لماذا تتبدد قدرات العراق الاقتصادية والبشرية دون أن نشهد تطوراً ملحوظاً في مستوى الخدمات والإعمار ، فضلاً عن اختفاء المليارات من أموال الشعب العراقي الذي يتوق إلى حكام حقيقيين يقدمون له ما يحلم به منذ عقود ، إن معاداة النظام السابق ليست شهادة بحق أحد ، فلربما عادى الإنسان أشخاصاً يشبههم لدرجة كبيرة ، يشبههم على نحو يجعله غير قادر على التعايش معهم ، فمتى يعي المسكونون بشبح القائد الأوحد أن أرواحهم غدت مع الكرسي الذي يحلمون به أو اقتربوا منه ، هي نسخة معادة من ذلك الشبح الذي جثم طويلاً ؟ ومتى يدركون أنهم حين ينظرون ذات يوم في المرآة سيرون عدوهم ـ الذي يفخرون بمعاداته في وسائل الإعلام ـ  ماثلاً أمامهم ، لأنهم أصبحوا نسخاً منه كما يراها الناس دون أن يعلموا ؟عليهم أن يتعلموا الإصغاء إلى لسان الناس أو حالهم وليس إلى تلك النداءات التي تصدر من أرواحهم المنهومة إلى المناصب والغنائم ، فبهذا وحده فقط يكونون أعداءً حقيقيين لذلك الشبح ويتخلصون منه فلا يسكن أرواحهم مرة أخرى .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram