TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هــــــل نـــحــــن أمــــــة أم شـــعـــــب؟

هــــــل نـــحــــن أمــــــة أم شـــعـــــب؟

نشر في: 2 مايو, 2012: 06:49 م

أحمد حسينجميل ومفرح أن يتردد كثيراً مسمى الأمة العراقية على ألسن عدد لا بأس به من الكتّاب والساسة والمثقفين، إنه أمر يبشر بخير ويغذي أمل من يطمحون إلى ترويج وترسيخ هذا المفهوم في ضمائر العراقيين وعلى ألسنتهم، هو خطوة باتجاه الإيمان بأن العراق أمة مستقلة ولا تدين بالولاء لأية أمة أخرى،
 لكن حكومات وأحزاباً فارغة المحتوى لم تجد ما يملأ خواها سوى الاحتماء بحمولات عنصرية وطائفية لتفرض وجودها بقوى رجعية وأخرى خارجية تمدها بأسباب البقاء على سدة الحكم.الكثير ممن يتداولون هذا المفهوم يتعاملون معه كمسمى للعراقيين بمختلف مكوناتهم العرقية والعقائدية، وبالرغم من أنه مفهوم له أبعاده الفكرية والثقافية والاجتماعية، لكن الأهم هو اتساع دائرة تداوله وهذا هو المكسب الذي يطمح إليه دعاة الأمة العراقية لإعادة إحياء الهوية الوطنية الشاملة.إلا أن الفرحة باتساع دائرة التداول لا تمنع من توضيح التباس يقع فيه من يرد في كتاباتهم أو أحاديثهم مسمى الأمة العراقية، وهو الخلط بين الأمة والشعب وإيرادهما بنفس المعنى وكأنهما كيان واحد لا يفرق بينهما سوى اختلاف اللفظ، لكن الفرق كبير بين الاثنين، ـ سنأتي على تعريفه لاحقا ـ، ففي المقال أو الحديث نفسه، يكون العراقيون مرة أمة ومرة شعب، وهو ما يسبب إرباكا للمتلقي ويشجع على التردد عن الإيمان باستقلالية الأمة العراقية ويرسخ لديه أن العراقيين شعب هو جزء من أمة أكبر، بدلاً من تعزيز الهوية الوطنية.هناك أيضا مغالطة كبيرة لها تداعيات سلبية تماثلها في الحجم لطالما سمعناها وقرأناها لمفكرين ومثقفين وكتّاب وساسة عراقيين وحتى غير العراقيين، ألا وهي ثنائية الشعب العراقي ـ الشعب الكردي، فالمسمى الأخير كان في العهد المباد من المحرمات التي تودي بناطقها إلى غياهب السجون أو الإعدام، في حين أنه حقيقة أنثروبولوجية لا يشكك بها إلا محدودو الثقافة والعنصريون، وفي عهدنا الحالي أصبح مسمى الشعب الكردي من المسلمات التي يتداولها العراقيون بمختلف انتماءاتهم، لكن المشكلة عندما يكون الحديث عن المكونات العراقية الأخرى إذ تنحشر جميعها تحت مسمى الشعب العراقي!، وهنا تكمن المشكلة، فالمسمى الأخير يعزل الشعب الكردي خارج دائرة العراق وكأنه شعب لدولة أخرى، بينما تسمية الكرد شعبا من شعوب الأمة العراقية يجنبنا هذا الخلط، وما ينطبق على الكرد هو حق لغيرهم أيضا من القوميات الأخرى.كثيرون سيقولون إن الكرد الآن هم فعلا شعب لدولة انفصلت أو في طريقها إلى الانفصال عن العراق، وسواء اتفقنا أم لم نتفق مع هذا الطرح، فالحقيقة أن هذه نتيجة متوقعة للتهميش والإقصاء الذي مارسته الحكومات المتعاقبة ضد الشعب الكردي، وهذا ما نخشاه من استمرار تغييب الهوية الوطنية الشاملة لحساب هويات خارجية.لست هنا بصدد الدفاع عن مكون دون آخر فالجميع عانوا ما عانوه من تلك الحكومات، لكنني اتخذ من الحالة الكردية مثالا واقعيا على فداحة التنكر لاستقلالية الأمة العراقية وزجها عنوة ضمن أمة قومية وأخرى دينية لا تتوافران على التعددية العراقية السلمية المتعايشة منذ آلاف السنين، وهو ما أدى إلى حالات الانقسام أو التوجه نحو الانفصال ليس لدى الكرد فحسب بل لدى عدة مكونات أخرى وأعتقد أن العام الحالي كان دليلا واضحا على تشتت الهوية العراقية.يحدث مثل هذا الالتباس أيضا عند الحديث عن محافظة كركوك أو الامتداد العراقي في المنطقة، فحين يحتدم الخلاف حول هوية كركوك القومية يطالب الكرد بضمها إلى إقليم كردستان باعتبارها محافظة كردية تم تغيير هويتها الديمغرافية بالقوة من قبل النظام المباد، وفي المقابل يشدد الطرف الآخر على أن كركوك (عراقية) وهي تمثل (عراقاً مصغراً)، وهنا يتكشف الخلل، هل عراقية كركوك هي غير عراقية محافظات الإقليم؟ بالرغم من أننا نعرف المقصود بعراقية كركوك هو عربيتها، ويردف ذلك الخلل خلل أخطر حين يجري الحديث عن الامتداد العراقي في المنطقة إذ يتحول العراق فجأة إلى بلد (عربي) يجب أن يتناغم ويظل جزءا من محيطه العربي!، طيب، لماذا تكون كركوك عراقية لكن العراق بأكمله عربي؟ أين هي الهوية الوطنية الجامعة التي تنفرد بها الأمة العراقية؟!نأتي لتعريف الشعب والأمة، الشعب بأبسط تعريفاته هو مجتمع بشري ذو أصل عرقي واحد، وقد تتنوع عقائده، إلا أن الأساس هو وحدة العرق، أعرف أن الكثيرين سيعترضون على هذا التعريف وما أرجوه هو النظر إلى الأمر بعيدا عن المتوارثات الثقافية والشعارات (القومجية)، وبتوضيح بسيط، إذا كانت وحدة العرق شرطا لتكوين الأمم فالأمة العربية والأمة الإسلامية أكبر كذبتين في التاريخ، فكلاهما متعددة الأعراق، والأولى متعددة العقائد أيضا.جميعنا تغذت عقولنا وأفكارنا على أن أية تسميات تعددية تعني التفكك والتقسيم، ولذلك يجب صهر وضغط أية تعددية في بوتقة الشعب الأوحد أو الأمة القومية أو الدينية المتوحدة وهذا خطأ جسيم، الاعتراف بحق القومية المختلفة إنها شعب لا يعني بالضرورة دعوة للانفصال بل على العكس تماما التهميش والتغييب وعدم الاعتراف للآخر بحقه هو أس البلاء الانفصالي.أما الأمة فهي تكوين بشري متعدد القوميات، قد تجمعها عقيدة واحدة ولكن في الغالب تكون الأمم متعددة العقائد، لكن التعددية القومية شرط أسا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram